الجمع بين فخامة الغناء الخليجي ممزوجًا بروح ومزاج المستمع المصري، هكذا يكون عنوان الحفل الأول للفنان عبد الله الرويشد بمهرجان الموسيقى العربية والذي أقيم ليلة أمس وسط حضور جماهيري مصري وعربي من الجاليات الخليجية والكويتية على وجه التحديد.
موضوعات مقترحة
المشهد الملاحظ في حفل الأمس يتطابق مع تصريحات الفنان التي أدلى بها لـ"بوابة الأهرام" بكون الأغنية الخليجية باتت في مشهد الصدارة في المرحلة الأخيرة، وهو ما كان عنوانًا لحفل الأمس الذي شهد تفاعلًا مع أغاني الفنان من الجمهور المصري قبل الخليجي والذين كانوا يتغنون معه ببعض كلمات أغنياته وسط حالة من الانسجام التام.
وبالرغم من أنها الإطلالة الأولى للفنان ضمن مهرجان الموسيقى العربية إلا أنه كان موفقًا في اختياراته بحفلة بالأمس الذي افتتحته بأغنية كوكب الشرق أم كلثوم "مصر التي في خاطري" تحية منه إلى مصر، وهي واحدة من أهم الأعمال الوطنية التي تمنح الفخامة والاعتزاز بالوطن عن غيرها من الأغاني التي تتخذ نفس المسار ثم يحيي الرويشد جمهوره المصري تحية آخرى عندما يتغنى لهم بأغنية "كل ده كان ليه" وهي واحدة من أهم أعمال تراث الفنان محمد عبد الوهاب والتي يحرص جمهور الأوبرا على طلبها من نجوم الحفلات خلال المهرجان وهو ما يعني أن الفنان متطلع لرغبات الذوق المصري.
انتقى الرويشد بالأمس مجموعة من أغانيه التي تحمل الطابع الرومانسي بإيقاع الموسيقى الخليجية الشهيرة الممزوجة بألحان عذبة لابد أن تستوقف انتباه المستمع حتى وإن كان ينصت لهذا الشكل الغنائي للمرة الأولى، ومن بين الأعمال التي قدمها: رحلتي، مسحور، دنيا الوله، وين رايح، اللي نساك.
إطلالة الرويشد كانت تمتلىء بالابتسامة الدائمة لجمهوره وكأنه يعرف طبيعة المجتمع المصري صاحب الوجه "البشوش" وهي نقطة أيضًا تحسب للفنان بعكس غيره من بعض نجوم الخليج والذين رغم امتلاكهم أصواتًا جيدة لكنهم يجهلون طريقة الوقوف والتعامل مع خشبة المسرح.
اختار الرويشد في حفله بالأمس أن يطل على جمهوره مرتدياً لزي دولته، الأمر الذي يشير لرسالة اعتزازه بهذا الزِي العربي الفخيم برغم من وقوفه على مسرح خشبة الأوبرا وكنوع من التأكيد على هويته أمام بعض الحضور الذين قد يختلط عليهم الأمر في جنسيته.
حفل الرويشد بالأمس يأتي نقطة جديدة وإضافة لدورة المهرجان هذا العام والتي قد تأخذ في اعتبارها السنوات المقبلة إدخال الطابع الخليجي ضمن برنامجها في كل عام حتى يكون مكتملًا.