"الإرهاب" هو الشعار الذي رفعته دراما الموسم الرمضاني الحالي ضمن الحلقات الأولى للعديد من الأعمال الدرامية التي بدأ عرضها، أمس السبت، حيث قام صناعها بتقديم نسيجًا دراميًا واقعيًّا يتماشى مع الأحداث التي شهدتها الدولة، هذا الإرهاب الذي بات قضية ينشغل بها العالم بأكمله.
الحرص من مؤلفي الدراما لبدء حلقاتهم بالتعرض لقضية الإرهاب في مطلع الأحداث يشير لاهتمام صناع الدراما بالالتحام مع قضايا الواقع بصورة أكبر مما يغير من الصورة السلبية التي أتخذت عن الدراما خلال فترات سابقة بابتعادها عن المجتمع وأزماته.
ومن بين الأعمال التي كان "الإرهاب"، هو عنوان حلقاتها الأولى مسلسل "كلبش" للفنان أمير كرارة، والذي يجسد من خلاله شخصية ضابط بوليس يقوم بمطاردة خلية إرهابية في مشهد أشبه بحادث اقتحام "كرداسة" الشهير الذي وقع عقب فُض اعتصام رابعة العدوية والنهضة عام ٢٠١٣، وتبدأ الأحداث باقتحام مجموعة من قوات الشرطة لوكر إرهابي، ثم مطاردة أحدهم الذي يقوم بمساومة الضابط على طفل، ليقوم الأخير بقتله ويتسبب ذلك في نقله من العمليات الخاصة إلى العمل بالمباحث.
هناك أيضًا مسلسل "لأعلى سعر" للفنانة نيللي كريم والذي تقوم خلاله مجموعة إرهابية بمهاجمة المكان الذي يقوم يعمل فيه والدها "نبيل الحلفاوي" عازف قانون بصحبة فرقته الموسيقية، حيث يقومون بتقييدهم ومحاولة إشعال النيران بهم إلا أنه يتم إنقاذهم في اللحظة الأخيرة.
ويوجد أيضًا مسلسل "وضع أمني" للفنان عمرو سعد والذي يظهر فيه "حسن الغريب" وهي الشخصية التي يجسدها الفنان بالعمل باقتحام مستشفى ووضع عدد من الأجهزة التفجيرية بها مع إخضاع جميع العاملين بالمستشفى رهائن.
كذلك مسلسل "الحالة ج" حيث تقوم مجموعة من الجماعات الإرهابية بخطف بطلة العمل حورية فرغلي في بداية الأحداث.
المميز في تناول قضية الإرهاب في هذه الأعمال وغيرها بالتأكيد التي ستظهر مرارًا ضمن أحداث أعمال آخرى تبرز مدى التنوع في عرض الأزمة من عمل إلى آخر، ما بين حروب الشرطة مع الإرهاب، أو معاناة أصحاب الفن والثقافة من الفكر المتطرف، وهو ما يتيح الفرصة للمتلقي بالشعور بعدم الملل من ناحية ويفصح عن قدرة كتاب الدراما في الاجتهاد بتناول القضية بموضوعات منوعة بعيدًا عن اللجوء لـ"أكليشهات" محددة.