Close ad

إلهام شاهين: حذفنا شخصية طفلة منتقبة من "يوم للستات".. والمرأة تأخذ حقوقها عندما تمتلك كيانا اقتصاديا

9-2-2017 | 23:05
إلهام شاهين حذفنا شخصية طفلة منتقبة من يوم للستات والمرأة تأخذ حقوقها عندما تمتلك كيانا اقتصاديا الهام شاهين
حوار- سارة نعمة الله

على مدار رحلتها الفنية التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، اختارت الفنانة إلهام شاهين أن تكون حاملة لهموم ومشاكل المرأة معبرة عنها في أغلب أعمالها الفنية، ظلت تفتش عن المختلف وغير المألوف بخطوات متأنية تكشف عن ثقافتها وقراءتها لنموذج المرأة التي تكون هي واحدة منه.

بعيدًا عن النمطية، قدمت شاهين كمًّا ضخمًا من الأعمال التي أنصفت المرأة المقهورة أو تحدثت عن آخريات من المهمشات بالمجتمع، وكانت من أشهر هذه النماذج فيلم "خالي من الكوليسترول" والذي يتحدث عن سيدة معاقة، و"البراري والحامول" عن صعود فلاحة بسيطة وفوزها كنائبة بالبرلمان المصري بعد تخلي زوجها عنها، و"واحد صفر" عن معاناة سيدة قبطية في حصولها على حقها في الحياة والزواج بعد تركها لزوجها الأول ، و"قصة الأمس" عن حياة الزوجة المخلصة لزوجها وابنائها والتي تقرر استكمال حقها في الترقي الوظيفي وتحقيق الذات بعد علمها بزواجه من آخرى.

كل هذا بجانب الكثير والكثير من الأعمال التي جسدت فيها الفنانة المرأة البسيطة، والأرستقراطية، والمكافحة والمتسلطة وغيرها من الأدوار التي رأت فيها المرأة المصرية جانب من جوانب حياتها الشخصية.

خلال أيام قليلة تنطلق فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة والذي تتولى شاهين الرئيس الشرفي له، "بوابة الأهرام" حاورت النجمة الكبيرة عن الاستعدادات الأخيرة للمهرجان، وعن رؤيتها لصورة المرأة المصرية في المجتمع في هذا العام الذي اختير عامًا للمرأة، وعما إذا كانت أظلمت أو أنصفت في الحصول على حقوقها، ومعاركها مع الرقابة في مرور الأفلام التي تنتجها والتي تعلم أنها أفلام لن تحقق إيرادات، وغيرها من الكثير والكثير، وإلى نص الحوار ...


- إلى أي مدى يحملك اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي "أسوان" عاصمة للثقافة الإفريقية، المسئولية وأنت بصدد التحضيرات للدورة الأولى من مهرجان سينما المرأة هناك؟

أسوان من أجمل البلاد في القارة الإفريقية وبها الجزء الأكبر من الآثار، فهي مهد حضارات العالم ، ونحن هنا في المهرجان ندمج بين الثقافة والسياحة والآثار فأهمية هذه المحافظة كبيرة جدًا، وأشكر الرئيس على اختياره لها عاصمة للثقافة الإفريقية لأنها تستحق أن يكون لها مكانة في هذه القارة هذا بالإضافة لاختيار العام الحالي للمرأة مما يمنح المهرجان اهتمامًا أكبر، وقد أعطينا المهرجان الصفة الدولية لأنه لدينا لجنة تحكيم من مختلف دول العالم "الصين، الهند، روسيا، لبنان، مصر".

موضوعات مقترحة


وكم هو عظيم أن نهتم بقضايا المرأة في العام المخصص لها، بعد أن بقيت السينما لسنوات طويلة تعتمد على دراما الأكشن والكوميديا وأختفى منها الفيلم الإستعراضي، فنحن في محاولة لتقديم سينما جادة ورسالة تنويرية للمجتمع من خلال المهرجان.


- البعض لا يعي جيدًا بوظيفة الرئيس الشرفي للمهرجان، فما هو الدور المحدد الذي تقومين به؟

تبتسم، وتقول: الرئيس الشرفي هو الذي يقوم بعمل كل شىء سواء على مستوى اختيار أعضاء لجنة التحكيم، والشخصيات المكرمة، ويطرح عدد من الموضوعات كعناوين للندوات المقامة على هامش المهرجان، وغيرها ولكن هذا بجوار الأدوار التي يقوم بها محمد عبد الخالق رئيس المهرجان، ومديره الكاتب حسن أبو العلا لأنهما أساس المشروع .

- من هم الداعمون لهذا المهرجان في دورة الرعيل الأول؟

كثيرون منهم المخرج عمر زهران والذي يحضر فيلم حاليًا عن النجمة نجلاء فتحي التي تكرم ضمن دورة المهرجان، والسيناريست عاطف بشاي الذي يكتب فيلمًا عنها بالإضافة إلى صديقتي بوسي شلبي التي تساعدني في كل شىء، والمخرج أحمد حسونة الذي يتولى الإشراف على الأفلام الأجنبية، كذلك بذل المخرج محمد حمدي جهدًا متبرعًا فيه بمجهوده من خلال ورش العمل التي أقامها لشباب أسوان، وهناك أيضًا عزة كامل التي تتولى جدول ندوات المرأة والتي ستكون إحداها للعنف ضد المرأة، وآخرى للمرأة المعاقة في السينما المصرية، وهناك ندوة أيضًا مطروحة ل "ختان الإناث" لكننا لم نتخذ قرار نهائي بإقامتها حتى الآن.

- من وجهة نظرك، إلى أي مدى ظلمت إمرأة الجنوب، ولماذا لم تكن محل اهتمام الكتاب؟

الحقيقة لابد أن يكون هناك اهتمام بإمرأة الجنوب بوجه عام في الصعيد المصري كله، لأن لديها عادات وتقاليد بالإضافة إلى تأثيرها الكبير في تربية اولادها وتعليمهم الدين الصحيح والانتماء للبلاد وحب الوطن، ونحن في مهرجان أسوان سوف نشجع عمل المرأة الأسواني وما تقدمه من منتجات، فقد سافرت إلى هناك وقمت بعمل معاينة لكثير من الأعمال التي يشغلونها فلديهم مشغولات رائعة من الأكسسوارات المصنوعة من الخشب والحجارة بالإضافة للزي النوبي وسيكون هناك عرض لهذه المنتجات على هامش المهرجان.

وبالنسبة لأزمة الكتابة فقد عانينا سنوات من الكتابة الذكورية بالأساس وكونه البطل الرئيسي والمحرك للأحداث وهو أمر مرفوض، ولابد أن يتغير وبدأت ثماره تتجلى خلال الفترة الماضية، ولا يزال هناك العديد من القضايا النسائية التي ترصد ظلم المرأة في المجتمعات البسيطة لابد من طرحها.

- شاركتِ بعضوية لجان تحكيم عدد من المهرجانات الدولية بالإضافة لدخول كثير من أفلامك بها، إلى أي مدى تري أن هناك تطور في سينما المرأة بالمجتمعات العربية؟

ليس بالدرجة التي أطمح إليها فمازالت هناك تابوهات في طرح بعض القضايا، ولا يزال ينقصنا موضوعات أكثر جرأة وقوة من أجل إحداث تأثير أكبر بالمجتمع، فبعض الكتاب يفضلون "ترييح الدماغ" عن الدخول في معارك، وهذا هو ما أبحث عنه دائمًا في أفلامي التي أقوم بإنتاجها والتي تناقش موضوعات جريئة كما إبرازها رمز "الجسد" في حمام السباحة بفيلمي الأخير "يوم للستات".


ودعني أقول لك أنه في فيلم "يوم للستات" كان هناك شخصية لطفلة منتقبة عمرها ١٣ عاما تتزوج من رجل يكبرها في السن بأضعاف ظلمًا لكننا قمنا بحذفها منعًا لإحداث بلبلة، وذلك رغم أن هذا النموذج موجود بالمجتمع، وكم يؤلمني كثيرًا عندما أرى عددا كبيرا من الأطفال يرتدون النقاب والحجاب أثناء ذهابهم للمدرسة فلابد أن يعي هؤلاء أن مثل هذه الأمور اختيار واقتناع.

- كم صداما حدث بينك وبين الرقابة من أجل تمرير أفلامك التي تقومين بإنتاجها؟

لا أخفي عليكي جميعها، فمثلاً في "خلطة فوزية" كان هناك اعتراض على فكرة زواج المرأة أكثر من مرة وقالوا إن ذلك يمكن يكون تشبها بالرجال، وكذلك في "واحد صفر" بسبب الشخصية المسيحية التي كنت أقدمها وأنها تريد رفع قضية على الكنيسة، ففي كل عمل يوجد قلق وهو ما يتسم به أي فيلم يناقش قضايا حرية المرأة خصوصًا إذا كان يحمل كلمة "حلال" أو "حرام" فلا يزال المجتمع تحيطه المخاوف من مثل هذه الأمور.

- ماذا تحتاج سينما المرأة في الوقت الحالي، هل جهات إنتاجية أم كاتبات أكثر وعيًا وتحررًا؟

مازلنا بحاجة للتحرر والجرأة من القيود، وألا يشغل الكاتب بما سيواجهه من صعوبات فنحن بحاجة لفكر حي غير مقيد بالإضافة لجهات إنتاجية لا تبحث عن المكسب المادي، وقد قامت السينما على أكتاف كثير من المنتجات مثل آسيا، وماري كويني، وبهيجة حافظ وهي أول من قدمت فيلما مصريا من إنتاجها وإخراجها كما وضعت له الموسيقى التصويرية عام ١٩٣٨ بالإضافة إلى آخريات من الشخصيات النسائية الجادة التي كانت أكثر تحمسًا للأمر فمنذ القديم والمرأة تتصدى للفن.


- هل ارتفعت مستوى الكتابة النسائية حاليًا؟

بالتأكيد فهناك أكثر من كاتبة أثبتت تفوقهن على ذاتهم منهم مريم ناعومالتي قدمت معها "واحد صفر"، وهناء عطية التي قدمت معها يوم للستات، وخلطة فوزية، وشهيرة سلام، وحنان البهي التي اقرأ لها كتابًا حاليًا بعنوان "العباية".

- كيف تقيمين تجربة "يوم للستات" من حيث الإيرادات؟

عمري ما أفلامي التي أقوم بإنتاجها ستحصد إيرادات لأنها أفلام متخصصين وأنا أعلم ذلك جيدًا، وعندما أقدم فيلم تجاري لن يكون من إنتاجي فلا يهمني ذلك لكن ما يشغلني أن يوضع في السيرة الذاتية الخاصة بي أفلام ذات قيمة معينة.

- باعتبارنا في عام المرأة، هل تري أن المرأة أنصفت بالمجتمع أم مازال ينقصها بعض الحقوق؟

المرأة في أي مكان تحقق ذاتها إذا كان لديها كيان إقتصادي خاص بها حينها ستأخذ كل حقوقها، بعكس آخرى التي تترك حياتها كلها في قبضة الرجل فقط.

- قدمتِ واحدة من أبرز أدوار المرأة في شخصية "زاهية" ضمن مسلسل "البراري والحامول"، هل تتابعي أداء البرلمانيات حاليًا وما تقييمك لهم؟

في الحقيقة أنا لا أتابع فصيل بعينه بل البرلمان كاملًا بجميع أعضاؤه لذلك لا أستطيع الحكم على الدور السياسي الذي يلعبونه.

- من الشخصيات النسائية التي أغفلتها الدراما وتستحق كثير من الأعمال عنها؟

كثيرات فحتى الآن لم يقدم عمل عن الملكة حتشبسوت وتاريخها، وشجرة الدر التي تعد شخصية شديدة الثراء دراميًا وتاريخيًا وغيرها، وأتمنى تقديم مثل هذه الشخصيات لكن الأزمة تبقى في كونها تتمل في كثير من الميزانيات الإنتاجية.

- هناك آراء تقول أن نموذج المرأة في الدراما التلفزيونية أغفل دور الأم، وكلل لعديد من النماذج المنحلة؟

غير صحيح فليس معنى أن هناك نموذج فاسد للمرأة قدم في عملًا ما أن نعمم الفكرة فليست جميع النساء ملائكة، ولا يزال نموذج الأم يقدم بشكل ما أو بآخر.

- هل هناك شخصيات نسائية كان لها تأثير بحياتك؟

أمي في المقام الأول، وهناك آخريات أحبهم وتأثرت بهم مثل الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي السابقة على الصعيد السياسي، والدكتورة تهاني الجبالي على مستوى القضاء، والدكتورة مشيرة خطاب بالإضافة لكثير من الوزيرات الحاليات أحمل لهم تقديرًا خاصًا منهم وزيرة الهجرة الدكتورة نبيلة مكرم، ووزيرة التضامن الإجتماعي غادة والي.

- من هم النجمات التي ترين أنهم يسيرون بخطى متأنية منذ رحلة الصعود حتى الآن؟

هم كثيرات منهم منى زكي، وهند صبري التي آقدرها كثيرًا، ومنة شلبي فجميعهم آقوياء ولهم بصمة مميزة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة