Close ad

بالصور.. ليلة أن عاد الإبداع من بعيد.. الحجار وناصر أحيا زمن الأصالة في قلوب الجزائريين

6-11-2016 | 19:19
بالصور ليلة أن عاد الإبداع من بعيد الحجار وناصر أحيا زمن الأصالة في قلوب الجزائريينعلي الحجار وناصر دويدار
الجزائر - ياسر بهيج
لم تكن مشاركة مصر في الدورة الحادية والعشرين لصالون الجزائر للكتاب، كضيف شرف، تقتصر على الندوات الثقافية، والتاريخية، والسياسية، ومجموعة من الأفلام، بل حرصت على أن تتنوع فعالياتها، لتشمل الجانب الفني الغني بالإبداع، فكانت المفاجأة التي وصفها الجمهور الجزائري الزائر للصالون بمسك الختام، إذ أعادهم لزمن الفن الجميل، هي الثنائي: الفنان أحمد الحجار، والشاعر ناصر دويدار، اللذان أحيا معًا حفلتين، قدما فيهما حالة مصرية خالصة.
موضوعات مقترحة


تألق دويدار في تحريك أحاسيس الجماهير، بكلماته الشاعرية القوية، التي حركت أحاسيس الجمهور، كأمواج هادرة، أطلقها أداؤه الحماسي غير التقليدي، وفي كل قصيدة يلقيها على الأسماع، تنطلق صيحات الإعجاب، وتزداد، مع حركات يديه، وطبقات صوته التي كانت ترتفع وتنخفض، لتعبر عن مكنون نفسه، في أداء تعبيري مذهل، وأعجب الحضور بشدة بكل قصائده، وخاصة قصيدتي الفأر ومصر، التي كانت دومًا مسك ختام كل حفلة، وهو يردد: "أجمل ما فيكي يامصر.. إن إحنا بني آدمين".

لم يكن دويدار مجرد شاعر يتغنى بشعره الحر النابض من قلب بلاده، تارة، أو الغاضب من الفساد، وضياع النخوة العربية تارة أخرى، أو التوّاق لعودة زمن الحب برومانسية عذبة، من جديد ، أو .. أو .. أو، في ألوان شاعرية عذبة، بل أفاض على إبداعه من روحه الجميلة وخفة ظله وحضوره في بعض المواقف ومداعباته الضاحكة، التي جذبت حوله الناس، ومهدت لهم الأجواء لتلقي الإبداع، وكانت أحلى مافيها عندما فاجأ كل الحضور، الذين امتلأ بهم الجناح المصري، في الصالة الرئيسية للصالون، بطلب زغرودة، في بداية الحفلة الثانية، لتنطلق أقوى زغرودة جزائرية تدوي في فضاء الصالة، وسط تصفيق حاد من الجمهور، مصريين وجزائريين وكل الأجناس.

وبجوار ناصر، جلس العملاق أحمد الحجار، ليستعيد زمن تألقه، ويحيي إبداعاته الكامنة، في ذاكرة الفؤاد، منذ ثمانينات القرن الماضي، وهو يمسك بعوده، يتلاعب بأوتاره، فتنساب موسيقاه الشجيَّة، لتفجر الحب في القلوب وتملأ النفوس بالسعادة والحبور وعلى أنغامه الساحرة، يخرج صوته الدافئ، يغنى كلمات دويدار بحماس، في "أمريكا شيكا بيكا" فيشع في الروح الانتماء، وبمنتهى الإحساس، في "سكت الكلام" .. "عود" .. "لما الشتا يدق البيبان" .. "أبويا" ، فيثير الشجن، وتنساب الدموع من العيون ، وبفرحة المُحِب ، في "قولي عملك إيه قلبي" .. "قلبي يا أبو الأحلام" .. "لملمت خيوط الشمس" .. فيخلب الألباب، ويحيي الرومانسية في القلوب، وغيرها وغيرها من روائعه، التي جمعها في بوتقة واحدة اسمها الفن.

لذا لم يكن غريبًا أن يجذب كل هذا الإبداع في كل حفلة، كل مَنْ يمر بجواره، بل والأروع هو احتشاد الناس حول هذين المبدعين، من كل الأعمار، فرأينا الشيوخ، والشباب، وحتى الأطفال، كلهم سحرهم هذا الفن الأصيل، الذي هذَّب ذائقتهم، ونظف أسماعهم من أغاني الغثاء، وأخذ يجمع المزيد والمزيد من زوار الصالون، حتى اكتظ الجناح بهم، ومن فرط الاندماج مع شعر دويدار، والانسجام مع أنغام الحجار، كانوا يرددون الكلمات، ويدندون لتختتم كل فقرة بالتصفيق وعبارات الإعجاب، وحتى المارة كان يسحرهم الإبداع المصري الخالص، فيتوقفون ينصتون ويسجلون بكاميراتهم وهواتفهم لحظات من السعادة، لا تتكرر كثيرًا.

أما الأروع والأروع، فإنه بعد انتهاء كل حفلة، كنّا نجد فتيات وشبابًا من زمن الحداثة وأسرًا، وسيدات من عصور الكلاسيكية، لا فرق.. الجميع يتحلقون حول النجمين، يتهافتون لالتقاط الصور التذكارية معهما والتحدث معهما، وحتى النشء الصغير رأيناهم يطلبون التقاط "سيلفي" مع الحجار، بكل البراءة، في لفتة تستحق الإعجاب، تؤكد أن الفن الأصيل لايعرف وطنا، ولا جنسًا، فكل البشر يتساوون في الإحساس به.. ليسدل الستار على ليلتين من الزمن الجميل، روتا عطش الجزائريين للإبداع الحقيقي، وأذابتا ما أفسدته الرياضة، وأكدتا بما لايدع مجالًا للشك أن الجزائريين يعشقون أرض الكنانة.



اقرأ ايضا: