تحتفظ بمكانة كبيرة في قلوب محبيها، تجتهد في تقديم إطلالة مختلفة لها على خشبة دار الاوبرا المصرية من عام إلى آخر، المسرح الذي طالما وقفت على خشبته لا تزال الرهبة تسكن قلبها فيه كلما كان اللقاء بينها وبين مئات من جمهورها الذي أعتاد استقبالها بالهتافات وكلمات الحب المتواصلة.
موضوعات مقترحة
أنغام "بنت مصر" كما وصفتها رئيسة الاوبرا الدكتورة إيناس عبدالدايم في حفلها بالأمس، أصبحت من ركائز مهرجان الموسيقى العربية في سنواته الأخيرة، فرغم أنها بدأت مع نشأته في السنوات الأولى إلا أن سنوات الابتعاد عنه لم تنتقص شيئاً من شعبيتها التي تزداد عامًا بعد آخر خصوصًا داخل هذا الحدث الفني الذي باتت الفنانة فيه في العامين الأخيرين ترفع شعار كامل العدد بعد دقائق من طرح تذاكر حفلها بالمهرجان.
لم تكترث أنغام في حفلها بالأخطاء الصوتية التي أفسدت متعة الاستمتاع إلى حفلها، وهي سابقة على الأقل لم تتكرر في السنوات الأخيرة التي شاركت فيها، حيث كانت "صفارة الصوت" تلاحقها بين الحين والآخر على مدار ما يقرب من تقديمها الست أغانى الأولى بالحفل، إلى أن خرجت عن صمتها وطلبت تغيير الميكرفون بعد أن سبقتها بكلمات "يارب ميصفرش تاني، وما أطرش علشان في ودن باظت"، ورغم أن عملية استبدال الميكرفون اتخذت ما يقرب من عشر دقائق وبدت ملامح الضيق بالفعل على وجه الفنانة إلا أنها عادت في كامل رونقها الغنائي الذي بدأت خلاله إحداث حالة من التفاعل الجماهيري داخل القاعة.
ورغم محاولات أنغام للتغلب على سوء الظروف التي أحاطت بحفلها بالاندماج في الغناء وسلطنة الجمهور، لكن هذا لا ينفي أن ضيق الفنانة سيطرت على لغة الجسد والحوار الخاصة بها خلال الحفل، فلم تكن متفاعلة بحركاتها التعبيرية التي تخرج تلقائيًا خلال إحساسها بما تغنيه أو ترد على إشادات الجمهور باستثناء إحداهما التي كانت تجلس في المقعد الأمامي وعبرت عن تقديرها للفنانة، وذلك قبل أن تعكر الأخطاء الصوتية صفو هذا الحفل، ويختلف ذلك مع الحالة التي أشاعتها أنغام في حفلها العام الماضي والتي بعثت فيها برسائل البهجة والسعادة، وكسرت كثيرًا من الحواجز بينها وبين الجمهور الذي كانت تحدثه كالصديق خلال وقوفها على خشبة المسرح.
لم يكن الصوت الاستياء الوحيد لأنغام في حفلها بالأمس بل أنها قدمت عتابًا كبيرًا لوزير البيئة بسبب حريق "قش الأرز" والذي يسبب السحابة السوداء في الهواء، حيث أنها تسكن بإحدى المناطق بجوار الطريق الدائري والذي يقترب من مواقع التلوث، حيث طالبت الفنانة بعمل ثورة ضد هذه الظواهر السيئة نظرًا لتأثيرها على الصحة، وقالت: "أنا مناخيري باظت، لازم نعمل ثورة على السحابة السوداء دي".
أنغام ليست الوحيدة التي لم تكن في كامل انسجامها وتفاعلها ليلة أمس بل أن الجمهور لم يختلف كثيرًا عنها، ويبدو أن القرارات الإقتصادية التي أتخذت قبلها بيومًا واحدًا بما فيها من تعويم الجنيه، ورفع أسعار المواد البترولية أثرت بشكل كبير على نسبة الاستمتاع بالحفل، فلم يكن التفاعل الجماهيري على نفس القدر الذي تحقق في العام الماضي، وكلل لتظاهرة فنية حقيقة باستثناء أربعة أغان زاد فيها تأثر الحضور.
حتى مظاهر الاحتفاء بعيد الحب التي أعتاد المصريون القيام بها في عيد الحب، والذي توافق تاريخه بالأمس لم يكن له أثر على الجمهور، فصحيح أن الاحتفاء الأعظم بهذا العيد عالميًا يوافق يوم ١٤ من شهر فبراير من كل عام، لكن هذا لا يمنع أن عيد الحب المصري الذي يوافق الرابع من نوفمبر يشهد بعضًا من هذا الاحتفاء سواء بارتداء اللون الأحمر في الملابس أو حمل بعض الوردات في اليد.
قدمت أنغام بحفلها العديد من الأغاني منها: بحبك وحشتيني، بين البينين، اتجاه واحد، فنجان النسيان، هتمناله الخير، مهزومة، عايشة حالة، النهاية واحدة للفنان وائل جسار التي وجهت له الشكر بحفلها، ليه سبتها، عايشة حالة، "لا تدخلي" للفنانة الكبيرة فايزة أحمد التي قالت إنها المرة الأولى التي ستغني لها، مشيرة إلى أنها أحدى الفنانات الذين أثروا في مشوارها الفني وتعلمت منهم الكثير في مرحلة الشباب بعد أن تأثرت في طفولتها بالسيدة فيروز.
أنغام حاولت في هذا الحفل أن تضع لمسة مختلفة بأغانيها، حيث حضر الموزع نادر حمدي والذي قدم توزيعًا جديدًا لأغنية "بقيت وحدك" للأوركسترا، وشاركها بالعزف على البيانو، هذا بالإضافة إلى التجدد في توزيعات كثير من الألحان التي قدمت في حفل أمس، وحاول المايسترو هاني فرحات أن يجعل منها شكلًا مختلفًا ومميزًا بالحفل، لكن رغم هذا الاجتهاد من أنغام والفرقة الموسيقية إلا أن اختيارات الفنانة الغنائية في هذا الحفل غلب عليها كثير من الشجن حتى أن أحد الحضور قال لها "حاجة فريحي بقى يا أنغام شوية".
وكان من بين هذه الأغاني التي تحمل قدرًا من الشجن: مهزومة، دلوقتي أحسن، اكتبلك تعهد، ليه سبتها، بقيت وحدك، اتجاه واحد وآخرى.
وبعيدًا عن هذه الشوائب، أنغام وجهت الشكر لجمهورها، وللفرقة الموسيقية والمايسترو هاني فرحات وأيضًا إلى مهندس الصوت قبل تقديمها آخر أغنيتها "سيدي وصالك"، وأردفت بكلمات "أنا أتبسطت معاكو جدًا انهارده" وذلك في محاولة لإثبات فرحتها بحفلها الذي أحاطه سوء الحظ.