Close ad

33 عاما على الرحيل.. "جاهين صاحب الرباعيات" القنطرة التي فتحت الطريق للبسطاء | صور

21-4-2019 | 14:42
 عاما على الرحيل جاهين صاحب الرباعيات القنطرة التي فتحت الطريق للبسطاء | صورصلاح جاهين
مصطفى طاهر

يأسك وصبرك بين إيديك وانت حر.. تيأس ما تيأس الحياة راح تمر.. أنا دقت من ده ومن ده وعجبي لقيت.. الصبر مر وبرضه اليأس مر.

موضوعات مقترحة

55 عاما فقط عاشها في دنيانا "محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي"، الذي عرفناه جميعا باسم صلاح جاهين، ومنذ الميلاد في 25 ديسمبر 1930م، وحتى ساعة الرحيل في مثل هذا اليوم 21 أبريل 1986م، قبل 33 عاما بالتمام والكمال، نسج ابن شبرا ملحمة نادرة الوجود في تاريخ الشعر والصحافة والكاريكاتير والتلفزيون والسينما، كالموج الهادر أتسعت رقعة إبداعات صلاح جاهين، في جميع المجالات، "بوابة الأهرام" تستعرض سيرة صاحب الرباعيات الذي رحل جسده ولا تغيب سطوره وكلماته ولمسته على قلوب القارئ المصري والعربي.

ولد جاهين، في شارع جميل باشا بمنطقة شبرا في وسط القاهرة، ونشأ الفتى الموهوب في ظل عائلة أرستقراطية، كان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، بدأ حياته العملية كوكيل للنائب العام، حتى وصل به المطاف في القضاء رئيسا لمحكمة استئناف المنصورة.

صلاح جاهين مع تاكفور انطونيان

بدأ صاحب الرباعيات مشواره مع الدراسة في كلية الفنون الجميلة، ولكنه لم يواصل مشواره الأكاديمي بها، بعد أن طلب منه والده الانتقال إلى كلية الحقوق لمواصلة مسيرة الأب.

قدم جاهين طوال مشواره الحافل مع الشعر ما يزيد على 160 قصيدة، من أشهرها "على اسم مصر"، و"تراب دخان" التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967م، كما قدم أوبريت الليلة الكبيرة، الذي يعتبر أشهر أوبريت للعرائس في مصر والوطن العربي.

يعتبر كتاب "الرباعيات" هو أشهر مؤلفات صلاح جاهين، وهو الكتاب الذي لم يستطع كتاب للشعر أن يقترب من معدلات مبيعاته القياسية طوال القرن العشرين، يتحدث الأديب الكبير "يحيى حقي" عن "رباعيات جاهين" قائلا: الرباعيات هي أحب قوالب الشعر عندي، لأنها تعين على نفى الفضول، وعلى التحرر من أسر القافية، فتجئ كل رباعية بمثابة الومضة المتألقة، أو بمثابة الحجر الكريم، قيمته في إختصاره إلى قلبه وصقله، لا في كبر حجمه.

نجح "كتاب الرباعيات" أن يقدم للشعر خدمة جليلة، بفلسفته الراقية ولغته القريبة من القلب، فمن خلال هذا الكتاب أصبح هناك قنطرة حقيقة تجذب القارئ العام، للتعرف على مستويات أخرى من الثقافة والمعرفة والفكر وبمنتهى الخفة، لذلك لم يكن غريبا أن تتجاوز مبيعات إحدى طبعات الهيئة المصرية العامة للكتاب من الرباعيات أكثر من 125 ألف نسخة خلال بضعة أيام، وهو رقم لم تعرفه مبيعات الكتب في مصر، كما أن الرباعيات نجحت في شكلها الغنائي بعد أن لحنها الفنان الكبير الراحل "سيد مكاوي" رفيق جاهين والذي توافق ذكرى رحيله نفس يوم رحيل جاهين في 21 أبريل، كما كان لإجادة الفنان علي الحجار في أداء الرباعيات عامل السحر في سرعة تداولها على ألسنة البسطاء.

أحد أعمال صلاح جاهين

يحكي "يحيى حقي" عن رأيه في بعض الانتقادات التي كانت توجه للرباعيات ويقول: قد يتوهم المتعجل أن أضعف بيت في الرباعية هو بيتها الثالث غير المقفى، ولكنه في نظري عمادها، ففي البيتين الأول والثاني عرض لأوليات الموقف وفي البيت الثالث ارتفاع مفاجئ إلى قمة، قد تبدوا للنظرة الأولى أنها جانبية ليتبعه فورا من شاهق كأنه طعنة خنجر يختتم بها البيت الرابع فصول المأساة، البيت الرابع هو دقة المطرقة على السندان بعد أن كانت مرتفعة في الهواء، لذلك أكره للبيت الرابع أن يجئ على صيغة الإستفهام لأن حبله ممدود.

تزوج صلاح جاهين مرتين، المرة الأولى كانت من السيدة "سوسن محمد زكي" الرسامة بمؤسسة دار الهلال، وكان ذلك عام 1955م، وهو يبلغ من العمر 25 عاما، وأنجب منها أبنته الكبرى |أمينة جاهين"، وابنه الشاعر الكبير "بهاء جاهين"، وكانت الزيجة الثانية من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967م، وأنجب منها أبنته "سامية جاهين" عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.

لم تقتصر إبداعات صلاح جاهين على الرسم والكتابة والعمل الصحفي، بل قدم إبداعات حققت نجاحات كبيرة على شاشة السينما، فأنتج العديد من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما المصرية، مثل "أميرة حبي أنا"، و"عودة الابن الضال"، كما كتب سيناريو فيلم "خلي بالك من زوزو" والذي يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات، بعد أن تجاوزت مدة عرضه حاجز الـ 54 اسبوع، وهي مدة عرض غير مسبوقة خلال تلك الحقبة، كما كتب أفلام "أميرة حبي أنا"، "شفيقة ومتولي"، والمتوحشة، بالإضافة لظهوره ممثلا أمام الكاميرا في أفلام "شهيد الحب الإلهي" عام 1962م، و "لا وقت للحب" عام 1963م، و"المماليك" 1965م، و "اللص والكلاب" 1962م.

أحد أعمال صلاح جاهين

وتبنى صلاح جاهين على المستوى الفني الكثير من المواهب، مثل الفنان الكبير أحمد زكي، والمطرب علي الحجار، والنجم شريف منير، كما كانت علاقته التاريخية بالسندريلا سعاد حسني، حالة فنية خاصة كانت قمة توهجها في مسلسل "هو وهي".

تجربة "صلاح جاهين" مع الكاريكاتير بالغة التفرد، فكانت رحلة جاهين في العمل رساما للكاريكاتير بجريدة الأهرام، بابا ملكيا لهذا الفن لأن يصبح فنا شعبيا ينتظره القارئ العام على المقهى، بعد أن غلقه صاحب الرباعيات بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء، الذي يدفع بالمجتمع إلى المزيد من التطور.

يصف "يحيى حقي" جاهين، بأنه هو "الرباعيات" والرباعيات هي جاهين، فعندما تبحر في رباعيات جاهين، لا تدرى هل هو يضحك أم يبكي، هل هو مطمئن أم خايف، هل هو مستسلم للحياة، أو راض لها، هل هو يؤمن بالبشر أم يكفر بهم، هل يعطف على ضعف الإنسان أم يضيق به، وفد لا نعرف إجابة  هذه الأسئلة، ولكننا سنعرف بكل تأكيد شيئا واحدا لا يمكن إنكاره، وهو أنك لقيت عنده السعادة التي كنت تتمناها ولا تجدها، أن تقابل فنانا أصيلا لا حد لإنسانيته ورقته وصدق نظرته وعمقها.

أحد أعمال صلاح جاهين

كتب جاهين أول قصائدة في رثاء الشهداء خلال مظاهرات الطلبة في المنصورة، كما تأثر بعمل والده كقاض يجوب المحافظات المختلفة، فنجح أن يستنبط منه نمط الحياة واللهجات المختلفة بطول بر مصر.

قدم "صلاح جاهين" تجربة ثرية خلال مشواره مع الصحافة في بلاط صاحبة الجلالة، منذ أن بدأ حياته العملية فى جريدة بنت النيل، ثم جريدة التحرير، وهي الفترة التي سبفت صدر أول دواوينه تحت عنوان "كلمة سلام" عام 1955م، حيث تلى صدور الديوان شهرته كرسام كاريكاتير فى مجلة روز اليوسف، ثم فى مجلة صباح الخير التى شارك فى تأسيسها عام 1957 حتى وصل إلى منصب رئيس تحريرها.

اشتهرت شخصيات جاهين الكاريكاتورية مثل قيس وليلى، قهوة النشاط، الفهامة، درش وغيرها من الشخصيات، جنبا إلى جنب مع دواوينه التي حققت أرقام مبيعات قياسية مثل (موال عشان القنال) 1957، (الرباعيات) 1963، (قصاقيص ورق) 1965م، بالإضافة إلى أعمال مسرحية خالدة، : أوبريت العرائس (الليلة الكبيرة)، وأوبريت (القاهرة في ألف عام).

أحد أعمال صلاح جاهين

أحد أعمال صلاح جاهين

أحد أعمال صلاح جاهين

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة