Close ad

في حضرة "الست" ماجدة.. والمايسترو "الرايق".. ختام مهرجان الموسيقى العربية | صور

13-11-2018 | 19:05
في حضرة الست ماجدة والمايسترو الرايق ختام مهرجان الموسيقى العربية | صورماجدة الرومي
سارة نعمة الله

"سيداتي ساداتي.. أنتم الآن على موعد مع حفل الست".. هلا تذكرت معي هذه العبارة الشهيرة التي طالما ترددت قبل انطلاق حفل سيدة الغناء العربي "أم كلثوم"، هذا الحفل الذي طالما انتظرته الجماهير مع حلول الخميس من أول كل شهر، يذهبون في كامل أناقتهم، تملأ الفرحة وجوههم استعدادًا لمقابلة نجمتهم المفضلة.

موضوعات مقترحة

المشهد يعود مجددًا بتاريخ "12 -11- 2018" بدار الأوبرا المصرية التي احتفت بالفنانة ماجدة الرومي في ختام فعاليات مهرجان الموسيقى العربية في عودة بعد غياب 15 عامًا.. ليلة خاصة ربما لن تسقط من ذاكرة من كانوا شاهدين على حضورها.

ولأنها ليلة خاصة كان لابد من توثيق كل حدث بها كما يتضح في السطور القادمة.

ماجدة الرومي

كواليس المسرح من الداخل

للمرة الأولى "سجادة حمراء" طويلة في الممر الذي يسير عليه الفنانون استعدادا لاستقبال السيدة ماجدة الرومي باحتفاء خاص، قبل صعودها على خشبة المسرح، وذلك بعد عودتها للأوبرا بعد 15 عامًا من الغياب، ما منح ممر المسرح وهجًا خاصًا.

استعدادات ماجدة الرومي للحفل

أجرت الفنانة 4 بروفات منذ وصولها القاهرة بالإضافة إلى بروفة "جنرال" قبل الحفل بساعة، على خشبة المسرح الكبير، الذي أحضرت على خشبته عدد من معداتها الصوتية من بينها "المايكروفون" الخاص بها.

وصلت ماجدة الرومي للقاهرة في 4 من شهر نوفمبر الجاري، استعدادًا للتحضير لبروفاتها للحفل، وكانت الفنانة تحضر بروفاتها لمدة ساعة بالدقيقة يسبقها ساعتين أو أكثر للفرقة الموسيقية تقوم خلالها بالتدريبات على موسيقى أعمالها ثم تأتي هي لتضع بصمة صوتها عليها، حينها يكون العمل كله منضبطًا.. "فخامة الصوت ودقة الموسيقا".

ماجدة الرومي

البرنامج الغنائي

كان من المقرر أن تقدم ماجدة بالحفل "17" أغنية منها: مسا الفل يابهية، ميلي لكنه تم تعديل البرنامج وقدمت فقط 14 أغنية منوعة على مدار مشوارها الفني.

الجمهور

حضور لأعداد جماهيرية ضخمة ملئت جنبات المسرح الكبير من مصر وعدد من الجاليات اللبنانية لكن المشهد لن يتوقف عند ضخامة العدد لكن المفاجأة كانت في نوعية هذا الجمهور الذي أعاد رحيق الأوبرا في حفلتها القديمة قبل سنوات، جمهور أكثر التزاما بالملابس الرسمية وتحديدًا "السوارية"، ونساء ترتدي قبعات وفساتين منفوشة، بعضهن أمسكت بباقة ورود، رجال في كامل أناقتهم يرتدون "بدالاتهم" كاملة ذو اللون الأسود.

الجمهور في حضرة الست ماجدة ليس كما يتوقع أحد بل غلب عليه ملامح الانسجام والتفاعل الداخلي بل الروحاني الذي يذهب محلقًا مع صوتها بين اليمين واليسار..الصعود والهبوط..الفرح والشجن يردد معها محركًا شفاته فقط حتى لا يفوت فرصة الإنصات بعناية لصوتها، ويطلق تحيته بعبارة "منورة" موصولة بتصفيق كبير بعد انتهاءها من تقديم كل أغنية.

ماجدة الرومي

"المايسترو الرايق"

نادر عباسي قائد أوركسترا الاتحاد الفلهارموني، الذي ييطلق عليه محبيه لقب "الرايق".. بالطبع هو صاحب حالة مزاجية خاصة نادرة الحدوث، بداية من الاتحاد الأوركسترالي "103" عضو الذي كونه من عدد كبير من العازفين "73" والكورال "30"، هذا الاتحاد الذي يبرز تقديم أي نوع من الموسيقى سواء كان سيمفونية أو موسيقى شرقية من أجل تحقيق المتعة فقط دون الالتزام بجنسية محددة أو لغة وغيره.

في حفل ماجدة تبدو براعة المايسترو بداية من اهتمامه وتقديره لفرقته التي مكث قبل الحفل يعطيها بعض النصائح ثم قدمها على المسرح تدخل واحدًا تلو الآخر بعد رفع الستارة تأكيدًا على الفخامة التي يتضمنها الأوركسترا في عدده وتنوع الآلته وعازفيه وإشارة غير مباشرة إلى بوجوب تحية واحترام هذا الفريق الضخم المتنوع.

ماجدة الرومي

يدير عباسي حفله باحترافية وإتقان وكأنه يقدم "السهل الممتنع" فرغم كونه يعمل للمرة الثانية مع الفنانة ماجدة الرومي إلا أن انسجاما واضحًا بدا بينهما على خشبة المسرح من لغة العين التي يفهم منها متطلبات الفنانة، ولكن ليس هذا كل الأمر فهناك ما هو أدق فالمايسترو الذي يجلس أمامه هذا العدد الضخم من العازفين وتقف بجواره واحدة من أهم مطربات الوطن العربي يقف وكأنه يرسم لوحة تشكيلية ويعزف هو الآخر على وتر الألحان التي يعزفها بحركات يديه التي بدت وكأنه عازف حقيقي، ويردد الأغاني مع الفنانة التي بدى تفاعله معه في حركته يميناً ويسارًا في تعبير تلقائي عن إحساسه الشديد بصوت ماجدة الرومي.

يكلل المشهد في ختام الحفل عندما عادت الفنانة لتقدم أغنيتها "حي على الفلاح" التي افتتحت بها حفلها الذي استمر على مدار ساعة ونصف، تلك اللحظة النادرة التي احتضنت فيها ماجدة الرومي العلم المصري ونهض الجمهور من مقاعده تحية وتفاعل مع غناءها وسط صفقات متكررة هزت جنبات المسرح، هنا تبدو براعة نادر عباسي الذي وقف ملتفتًا ببصره نحو الجمهور بيد يمنى تعطي إشارتها للأوركسترا دون النظر إليهم ويدًا أخرى تلوح للجمهور وتغني معه.

في حضرة الست ماجدة الرومي

يجلس الجميع منتظرًا طلتها على المسرح، تخرج عليهم بابتسامة رقيقة وهادئة بل خجولة بالأدق من هول الاحتفاء في الاستقبال، تحيي جمهورها وتلقي كثير من الكلمات التي طالما أكدت فيها على محبتها الكبيرة ل مصر "بحبك يامصر" تتحدث عن فنها وعروبتها وسيادتها بالمنطقة العربية.

الكلمة التي يمكن وصف ماجدة الرومي بها هي "الذكية" نعم هي الفنانة الذكية دائمًا تعي جيدًا مزاجية جمهورها المشتاق لحالتها، تخرج عليه بزي عربي رقيق ذي اللون "الأوف وايت" كبساطتها المعهودة التي لازمتها طيلة رحلتها، تسدل شعرها على كتفيها ببساطة أخرى لا تبدو فيها أنها في حفل ضخم بل وكأنها في جلسة عائلية بصحبة رفقاتها، هذه الروح التي افتقدها الجمهور المصري والعربي في سنواته الأخيرة التي تغير فيها شكل المطربات العربيات بالكامل وسط شبح التجميل والجمال الزائف.

ماجدة الرومي اختارت "السهل الممتنع" لتقديمه في حفلها، فالفنانة اختارت عددا من الأغاني التي تتناسب مع مزاجية الجمهور الذي غابت عنه بالأوبرا يحمل فخامة صوتها لكنه في ذلك الوقت لا يفصح عن مجال أكبر من طبقات صوتها الذي اشتهرت به باستثناء أغنية "مفترق طرق" الشهيرة من فيلم "عودة الابن الضال" والتي قدمتها بالحفل وسبقتها بتحية كبيرة لمخرجه الراحل يوسف شاهين ووجهت نصيحة للحضور المصري بالالتفات نحو الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعمه فيما يقوم به من مجهودات لأنها تعي حديثها جيدًا بعد معاناتها مع الحرب الأهلية بلبنان التي استمرت لسنوات ومشيرة للمشهد العربي المتأزم بالكثير من البلدان العربية مثل سوريا وليبيا وفلسطين.

ربما وعيت ماجدة بتغيير الحالة المزاجية لدى المستمع العربي الذي هو بالفعل وثيق الارتباط بكثير من أعمالها التي أتخذ الكثير منها "الشكل الأوبرالي" لكن هذا لا يعني أن يحمل برنامجها بأكمله هذا الطابع لذلك اختارت الرومي في برنامجها أن تظهر بشخصية فنية مختلفة وتقدم أغنيات من طبقات صوتية منخفضة تحمل بين طياتها في بعض المقاطع الصوتية "الطابع الأوبرالي" ذا الطبقة المرتفعة الصوت.

اختارت ماجدة الرومي تقديم التحية لوالدها الموسيقار حليم الرومي في حفلها الذي كرم فيه اسمه أيضًا من خلال تقديمها أغنية "اسمع قلبي" والتي وجهت فيها الشكر لإدارة المهرجان على مجهودهم في تقديم هذا العمل على المسرح الأمر الذي وصفته بأنه لم يكن سهلًا، وواصلت وصلتها الغنائية بأغنيات: عيناك، كلمات، العالم لنا، اعتزلت الغرام، مطرحك قلبي، لا تسأل، وغني للحب، متى يأتي السماء، لون العالم.

ولأن ماجدة الرومي تعرف الحس الكوميدي لدى الجمهور المصري داعبته خلال حفلها بعد أن حدثته عن حلمها الماضي بأن يكون حسين فهمي هو فتى أحلامها لكنه طلع أسمر اللون في إشارة لطليقها، مما أثار ضحكات الحضور، تعود ماجدة تؤكد محبتها لمصر وشعبها وطالما تحدثت عن نيلها ووجوه أهلها الطيبين، تحتضن العلم المصري وتنحني أمامه بعد تقبيله ووضعه على جبينها لمدة دقيقتين ثم تغنت بالأغنية الوطنية الشهيرة "بحلف بسماها وبترابها" مختتمة بها حفلها وواصلت إياها بأغنية "حي على الفلاح" التي قدمتها في بداية حفلها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: