Close ad

سخرت من نيل مصر بحفلها الآخير.. شيرين عبد الوهاب تكشف عن تضارب مبادئها الفنية

14-11-2017 | 15:56
سخرت من نيل مصر بحفلها الآخير شيرين عبد الوهاب تكشف عن تضارب مبادئها الفنية شيرين عبد الوهاب
سارة نعمة الله

ربما استنفدت الفنانة شيرين عبد الوهاب جميع فرصها في المسامحة والغفران، هذه المرة التي لا يقبل فيها العفو.. نعم لا يقبل فيها العفو لأنها اخطأت وأهانت الدولة التي كانت صاحبة الفضل عليها في صعود نجمها الفني، الدولة التي أنجبت عظماء الفنانين على مدار قرنين من الزمان ولم يستطع أحد التجرؤ على إهانتها حتى مع تعرض بعضهم لبعض المظالم على المستوى الفني ومظلمتهم في الحصول على تقديرهم الذين يستحقونه، هؤلاء الفنانين الذين ظلوا يحترمون دولتهم ويهتفون باسمها "مصر".

موضوعات مقترحة

إخفاقات شيرين لا تنتهي خصوصًا في هذا العام الذي يعد الأسوء في رصيدها الفني الذي تكررت فيه أخطأها على نطاق جماهيري واسع لكن الإخفاق هذه المرة لا يرتبط باسم فنان أو دولة آخرى بل إساءة لسمعة الدولة التي تنتمي إليها وذلك بعد أن طالبتها إحدى المعجبات في حفلها الأخير بلبنان بغناء أغنية "مشربتش من نيلها" فترد عليها الفنانة" هيجيلك بلهارسيا.. اشربي ...." في إشارة لإحدى ماركات المياه المعدنية الأجنبية.

المدهش في موقف شيرين ليس في قولها هذا لكن النظرة الحقيقية في الأمر تكون نحو سؤال الفنانة عن مبادئها الفنية وهو ما يعني إذا كانت مياه النيل تجلب الأمراض والبلهارسيا فلماذا غنت لها من الأساس إلا إذا كانت تبحث عن شهرة ودعم في مرحلة سياسية معينة والتي توالت بعدها بتقديم أغنية أخرى وهي "بلدي"، هذا المنطق الذي لا يتفق مع مبادئ أي فنان لابد أن يستشعر ما يقدمه من غناء أو أدوار يلعبها.

والحقيقة أن إخفاق شيرين هذه المرة لا يمكن اعتباره في منطق الدعابة، فربما كان الأمر يحمل النقاش والتلقائية عندما تحدثت الفنانة من قبل مع الجمهور التونسي خلال حفلها والذي قالت فيه أن ابنتها تنطق اسمها "بقدونس"، ورغم أن إهانتها لرمز فني مثل عمرو دياب أمر شديد التجاوز والمبالغة إلا أنه ربما يكون للمسألة تفسير آخر لكون الجمهور في النهاية لا يعرف حجم الأزمة الحقيقية بين الطرفين لكن ما حجة شيرين هذه المرة التي تتنصل من بلدها للمرة الثانية والتي سبقتها بإرسال خبر اعتزالها لصحفي عربي في تجاهل للصحافة المصرية.

الأكثر استفزازًا في مواقف شيرين المسيئة "التكبر والغرور" نعم هذا التكبر الذي يجعلها هي وإدارة أعمالها لا يهتمون بإصدار بيان توضيحي أو الرد مع وسائل الإعلام على أي أزمة توقع بها الفنانة.

والحقيقة أن هذه ليست الإساءة الوحيدة لشيرين تجاه مصر فقد سبقها بعض المواقف، فلا يعقل أن تكون فنانة مصرية وحيدة تم وضعها مع ثلاثة من نجوم الغناء العربي في لجنة تحكيم واحدة ببرنامج لاكتشاف المواهب "ذَا فويس" وهما "صابر الرباعي، كاظم الساهر، عاصي الحلاني" وتقوم بخلع حذائها ووضعه على المنضدة أمامها.

والحقيقة أننا لم نسمع يومًا أن شيرين دعمت موهبة مصرية وقدمت لها يد العون في الوقت الذي قدمت فيها يديها لعدد من المواهب العربية، وفي الوقت أيضًا الذي قدم عدد كبير من النجوم المصريين والعرب يد العون للمواهب المصرية.

كذلك تحرص شيرين على المشاركة والغناء في مهرجانات عربية عن فكرة مشاركة بمهرجان مصري بعكس أيضًا مواقف المصريين والعرب الذين لا يتأخرون عن ذلك لأنهم يعرفون جيدًا قيمة أن يغنون على أرض مصر.

والإساءة الكبيرة والخطأ كان في اختيار شيرين كواجهة لتقديم برنامج تلفزيوني وهي تجهل أصول إدارة الحوار الإعلامي، وتجهل أيضًا الثقافة العامة والفنية معتمدة على فقرات الإبهار الفني الذي ورد ببرنامجها بعكس التجربة الراقية التي تقدمها الفنانة أنوشكا الآن والتي تحفظ ماء الوجه للفن وللفنانين.

ربما دافعنا عن شيرين سابقًا، وطالب الجميع بعدولها عن قرار الاعتزال لكن على الفنانة تقديم اعتذار رسمي عن واقعتها الأخيرة حتى وإن بررت ذلك بمنطق الدعابة غير المقبول أن يحدث أمام مجتمعات عربية ودولية يفترض أن تكون فيها واجهة مشرفة لبلدها التي منحتها هذا الدعم الفني.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: