هل كانت " صغيرة على الحب"؟ ولماذا رأت أنه " الحب الضائع " لكنها تستطع مقاومته؟ هي "السفيرة عزيزة" و "أميرة حبي أنا" التي نبتت من "غصن الزيتون" ولا يزال لغز رحيلها تائها بين " غروب وشروق" .. وسقطت في "بئر الحرمان"، فتساءلت "أين عقلي" .. إنها السندريلا سعاد حسني التي نحتفي اليوم بذكرى ميلادها ، والتي ستبقى أسطورة الفن العربي ولغزه المحير.. ما زالت تسكن القلوب وفتاة أحلام الشباب في كل العصور. لم يتخيل حي بولاق الذي وُلدت به في ٢٦ يناير ١٩٤٣، أن يشهد ميلاد هذه النجمة الساكنة في القلوب، عملت فى الفن بداية من الإذاعة وهى طفله مع بابا شارو واكتشفها للسينما عبد الرحمن الخميسى، عملت فى أدوار متعددة سميت بسندريلا الشاشة، وكان لها ستة عشر أخاً وأختًا من بينهم أختها غير الشقيقة المطربة نجاة الصغيرة، تزوجت مرات عديدة منهم" المخرج صلاح كريم، ومن المخرج على بدر خان ثم من كاتب السيناريو ماهر عواد، مارست الغناء والتمثيل، علمت نفسها بنفسها ، وتتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية ، عملت فى التليفزيون مسلسل – هو وهى – حصلت على جوائز عديدة عن أفلام مثل " الحب الذي كان – غروب وشروق – أين عقلى – شفيقة ومتولى – موعد على العشاء"، بالإضافة إلى فيلمها" خلي بالك من زوزو" الذي يعتبره الكثيرين أشهر أفلامها على الإطلاق لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها باسمها في الفيلم وهو "زوزو". أول فيلم قدمته للسينما هو "حسن ونعيمة " عام ١٩٥٩، بينما كان آخر أفلامها "الراعي والنساء " عام ١٩٩١، مع الممثل الراحل أحمد زكي ويسرا، وخلال مشوارها الفني وصل رصيدها السينمائي 91 فيلمًا منهم أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1959 إلى 1970، بالإضافة إلى مسلسل تليفزيوني واحد و"هو وهي" وثمانية مسلسلات إذاعية. إلى جانب التمثيل اشتهرت سعاد حسني باستعراضاتها ، وأغانيها التي تم توظيفها بشكل درامي وتعد كل منها كليب منفصل يحكي بذاته حكاية مكتملة الأركان، مثل، "الدنيا ربيع ، وبانوا على أصلكوا بانو وخلي بالك من زوزو ، ويا واد يا تقيل ". كان لصلاح جاهين علاقة قوية مع الفنانين الذين شاركهم التمثيل والغناء وكانت أكثرهم صلة به الفنانة سعاد حسنى والذى كان بمثابة الأب الروحي لها، وبسببه خاضت تجربة العمل التلفزيوني في حلقات "هو وهي" مع الفنان أحمد زكي، حيث كان هذا العمل حدثا فنيا مهما، وكانت معظم أغنيات سعاد حسنى كلمات المبهر صلاح جاهين الذى كان لموته اثرا سيئا على سعاد حسنى فقد أصيبت بحالة من الاكتئاب وانزوت بعدها عن الأضواء، كما كتب صلاح جاهين وسيناريو وحوار أفلام مثل "خلي بالك من زوزو"، "أميرة حبي أنا" ، "شفيقة ومتولي" و"المتوحشة" كما شارك، في إنتاج أفلام "أميرة حبي أنا" ، كما شارك بالتمثيل معها في فيلم "من غير معاد". نجحت في تقديم شخصيات درامية مختلفة ، فقدمت صورة الفتاة الباحثة عن حقها في اختيار شريك حياتها "الست الناظرة" و "بابا عايز كدة" 1968، الفتاة المتحررة "الثلاثة يحبونها" "الأشقياء الثلاثة"، ثم تأتى مرحلة الأفلام التاريخية و السياسية "القاهرة 30" للمخرج الرائع صلاح أبو سيف و فيلم "غروب و شروق" ، "الكرنك"، "على من نطلق الرصاص"، كذا الأدوار الاجتماعية "الزوجة الثانية"، ثم أفلام ذات جرعة درامية عالية "بئر الحرمان"، فالقصص الشعبية "شفيقة و متولي"، الأفلام التجارية "خللى بالك من زوزو"، "أميرة حبي أنا، و تربعت سعاد حسنى على العرش كسندريللا الشاشة الذهبية. وكانت السندريلا بطلة لروايات عمالقة الأدب والفكر ومنهم إحسان عبد القدوس ، وطه حسين، ويوسف السباعي، ونيروز عبد الملك، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وعبد الحميد جوده السحار، كما عملت مع كبار مخرجي السينما المصرية ومنهم، فطين عبد الوهاب ونيازي مصطفى، وحسام الدين مصطفى ، ومحمود ذو الفقار، وحسن الصيفي وبدرخان، وبركات، وحسن الإمام، وآخرهم يوسف شاهين. توفيت السندريلا إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن في 21 يونيو 2001، وقد أثارت حادثة وفاتها جدلاً لم يهدأ حتى الآن، حيث تدور هناك شكوك حول قتلها وليس انتحارها كما أعلنت الشرطة البريطانية، لذلك يعتقد الكثيرون من معجبينها أنها توفيت مقتولة، ولكن بعد ثورة 25 يناير والقبض على صفوت الشريف أعادت شقيقتها فتح القضية والمتهم الأول فيها هو صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق حسبما أكدته ويكيبيديا. وعرض موقع "أحباء سعاد حسني الموقع رسالة استغاثة كتبتها إلى الله قالت فيها: "يارب: "ارضي عني .. يارب اعفوا عني، يارب : باركلي في خطواتي .. يارب شاركني أفكاري .. يارب وحد أمنيتي .. يارب بارك خطوتي، يارب : سامحني إن كنت أخطأت وإن كنت أذنبت و إن كنت أغفلت، وإن كنت نسيت وإن كنت توهمت، وإن كنت غفوت، وإن كنت طمحت أو أحببت نفسي أكثر من غيري، أو محوت الآخرين من ذاكرتي أو أخذتني لذة الحياة وجمال الدنيا وعزة النفس ونشوة الفؤاد.. سامحني يارب وكن معي دائما".