في مثل هذا اليوم رحل ثلاثة من رواد السينما والمسرح كانت لهم بصمات نافذة ومؤثرة في مسار الفن الجميل، وهم صلاح ذو الفقار، وسناء جميل، وزكي طليمات.
فصلاح ذو الفقار، أحد أبرز نجوم السينما المصرية في فترة الستينيات بالقرن العشرين حيث تميز بخفة ظله في تقديم مجموعة متنوعة من الأدوار الرومانسية والاجتماعية والتاريخية بالسينما والتلفزيون، كما تمكن بجاذبيته ووسامته من جذب قطاع كبير من الجماهير إليه.
ولد "صلاح الدين أحمد ذو الفقار" يوم 18 يناير 1926 م في مدينة المحلة الكبرى لأب ضابط شرطة برتبة عميد، وكان الأخ الخامس لأربعة أشقاء "محمود-عز الدين- كمال- ممدوح"، تخرج "ذو الفقار" عام 1946م من كلية الشرطة ليبدأ مشواره المهني في مدينة شبين الكوم بالمنوفية ثم انتقل للعمل بسجن طره، كما تم تعيينه مدرساً بكلية الشرطة إلا أنه استقال عام 1957 م ليتفرغ للفن.
جاءت انطلاقته الحقيقية عقب تألقه في دور الفتي المرح بفيلم "رد قلبي" مع الفنانة "مريم فخر الدين" والفنان "شكري سرحان"، وشارك "ذو الفقار" فى الإنتاج من خلال تأسيس شركة للإنتاج الفني مع أخيه "عز الدين ذو الفقار" وقدم من خلالها العديد من الأفلام الناجحة منها "بين الأطلال" و"الرجل الثاني"، وكون الفنان "صلاح ذو الفقار" ثنائياً ممتعاً مع الفنانة شادية التي لعب معها العديد من الأفلام الكوميدية والرومانسية، وبلغ رصيده الفني أكثر من 250 فيلم سينمائي من أبرزها: "الإرهابي" و"أغلى من حياتي" و"كرامة زوجتي" و"عفريت مراتي" و"مراتي مدير عام" و"الناصر صلاح الدين" و"الأيدي الناعمة" وغيرها، كما قدم أكثر من 70 مسلسلاً وفيلماً تلفزيونياً منها: "بلا خطيئة" و"رحلة عذاب" و"زهور وأشواك" و"مفتش المباحث" و"رأفت الهجان" و"الأسطى المدير" و”عائلة شلش" وغيرها، بالإضافة إلى عدد من الأعمال المسرحية منها "روبابيكيا" و"زوجة واحدة لا تكفي" و"رصاصة في القلب".
نال "ذو الفقار" خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والتكريمات حيث حصل على نوط الواجب تقديرًا لدوره الوطني في معارك العدوان الثلاثي عام 1956، وجائزة الدولة في الإنتاج عن فيلمي "مراتي مدير عام" و"أريد حلاً"، كما حصل على جائزة أحسن ممثل عن أفلامه (أغلى من حياتي- كرامة زوجتي – الطاووس- زيارة رسمية – الأيدي الناعمة) وعلى بطولة الجمهورية في الملاكمة "وزن الريشة" عام 1947.
وفي يوم 23 ديسمبر عام 1993م توفي "صلاح ذو الفقار" وكان الفيلم التليفزيوني "الطريق إلى إيلات" أخر أعماله.
أما القديرة سناء جميل التي درست في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت في 1953، وعملت في الفرقة القومية واشتهرت بأدائها الجيد باللغة الفصحى واللغة الفرنسية، وكان الفن سببًا في القطيعة التي وقعت بينها وبين عائلتها في الصعيد، فقد كانت بدايتها الحقيقية في السينما عندما رفضت الفنانة فاتن حمامة دور نفيسة في فيلم "بداية ونهاية" فرشحها المخرج صلاح أبوسيف للدور، وكان بدايتها الفعلية حيث حققت شهرة كبيرة في هذا الفيلم الذي أنتج في 1960.
ومن أشهر أفلامها: "عندما يأتي المساء" و"بلال مؤذن الرسول" و"فجر يوم جديد" و"المستحيل" و"الزوجة الثانية"، و"البعض يعيش مرتين"، و"الشوارع الخلفية" و"حكمتك يا رب"، و"توحيدة"، و"الشك يا حبيبي"، و"المجهول"، و"سواق الهانم"، و"السيد كاف"، و"اضحك الصورة تطلع حلوة" كما قدمت شخصية "سمية" أول شهيدة في الإسلام في فيلم "الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد، ومن أعمالها المسرحية، "ماكبث" و"الحجاج بن يوسف"، و"زواج الحلاق"، و"ابن جلا" و"الدخان"، و"سقوط فرعون"، و"قاتل الزوجات" و"رجل الأقدار".
ولدت الفنانة سناء جميل، في المنيا في 27 أبريل 1930، وامتدت مسيرتها الفنية من 1950 إلى 1998، وقد تزوجت من الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس عام 1960، وحصلت على العديد من الجوائز، منها وسام العلوم والفنون عام 1967، كما تم تكريمها في مهرجان الأفلام الروائية في 1998، ورحلت في مثل هذا اليوم عام 2002.
أما زكي طليمات فهو واحد من رواد المسرح المصري زكى طليمات صاحب دور آرثر الشهير في فيلم "صلاح الدين" وقد عرفه مشاهدو هذا الفيلم بجملته الشهيرة لليلى فوزي "في ليلة أقل جمالاً من ليلتنا هذه ستأتين راكعة إلى خيمتى".
كما عرفه جمهور السينما أيضاً بشخصية المليونير والد زبيدة ثروت، في فيلمها مع عبد الحليم حافظ "يوم من عمرى".
وُلد طليمات عام 1894 بحي عابدين في القاهرة من أب ذو أصول سورية، حيث كان جده من أسرة معروفة بالوجاهة في حمص بسوريا، قد سافر إلى القاهرة بقصد التجارة وأقام بها وأم مصرية من أصول شركسية. وتوفي الجد عام 1982، وقد حصل طليمات على البكالوريا من الخديوية الثانوية، والتحق بمعهد التربية ثم أوفد في بعثة إلى فرنسا لدراسة فن التمثيل في باريس في مسرح الكوميدى فرانسيز والأوديون، وعاد حاملاً دبلوماً في الإلقاء والأداء، وشهادة في الإخراج، فعمل مراقباً للمسرح المدرسى من 1937 إلى 1952 ثم مديراً للمسرح القومى من 1942 إلى 1952، ثم مؤسساً وعميداً لمعهد التمثيل، وأيضاً عمل مديراً عاماً للمسرح المصري الحديث، ومشرفاً فنياً على فرقة البلدية في تونس من 1954 إلى 1957 ثم مشرفاً فنياً على المسرح العربي في الكويت.
حصل على جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية، ودرجة الدكتوراه الفخرية، ونيشان الافتخار من درجة كوماندور من الحكومة التونسية، وتوفى في مثل هذا اليوم عام 1982.