يحرص الفنان أحمد السقا دائما على تقديم عمل فني متكامل مهما كان حجم دوره في هذا العمل، فالمهم بالنسبة له هو أن يلقى القبول الكافي لعمل يحمل اسمه، وهو ما أثبته في آخر أعماله "الجزيرة2"، فلم يطمع السقا في تقديم بطولة مطلقة أو تفصيل سيناريو علي مقاس نجوميته، ولكنه قدم مباراة بها كل اللاعبين وجلس الجمهور في مدرجات دور العرض يتابع عن شغف ما ستحمله أحداث الجزء الثاني من العمل صاحب أعلى الإيرادات اليومية في تاريخ السينما، وصاحب المركز الأول في سباق أفلام العيد.##
لم يهتم السقا بأن يكون النجم الأوحد في العمل، لكن شاهدناه فردا في منظومة سينمائية فوجدنا هند صبري بطلة في مكانها وكذلك خالد الصاوي الذي برع في تقديم كوميديا الموقف، وأخيرا الراحل خالد صالح الذي قدم دور قائد الرحالة الشيخ جعفر لنري عملا فنيا متكاملا بإمضاء المخرج شريف عرفة.
يرفض السقا كل التفسيرات التي فسرها الجمهور والنقاد للعمل بداية من الاتهام بتشويه ثورة يناير مرورا بتفسير الرحالة وما إذا كانوا هم الإخوان أم لا أو حتي تلميع دور الشرطة وتوضيح أنها مظلومة مكتفيا بالقول: إن العمل يدعو إلى التسامح، لأننا كلنا نحمل بطاقة مكتوبا بها مصري، متمنيا تقديم جزء ثالث من الجزيرة ولكنه لا يعلم إلى أي مصير ستقوده الظروف خلال الفترة القادمة.
= سألته في البداية: ألا ترى أن مدة الفيلم كانت طويلة حيث وصلت إلى 160 دقيقة؟
- رد متسائلا: هل شعرت بكل هذه المدة؟ فقد حرصنا على أن تكون الأحداث مشوقة بحيث لا يشعر المشاهد بكل هذه المدة ولا تنس أن السينما إيقاع حتى ولو وصل الأمر إلى عشر ساعات، بخاصة أنه كان من الصعب حذف أي مشهد لأن حذفها كان سيؤدي إلى خلل درامي في العمل. والحقيقة أنه كان الله في عون المخرج شريف عرفة والمونتيره داليا النصري، والحمدلله أن ربنا عوض تعبنا خير لأن الله يعلم بالمجهود الكبير الذي بذلناه خلال تصوير الفيلم.
= البعض شبه الصراع الموجود في الفيلم بين الرحالة ومنصور بالصراع بين البلد وجماعة الإخوان؟
- لماذا نسقط على الأحداث في الفيلم؟ بخاصة أن جعفر قائد الرحالة قال ضمن الاحداث حينما سئل عن ذلك لسنا "إخوانا"، نتفق معهم لكن نختلف عنهم كثيرا. هو شكل رمزي في العمل ولا يشير الي الاخوان.
= لكن مشهد خروج أهل الجزيرة للانتقام من كبير الرحالة وأعوانه أعطى انطباعًا أشبه بخروج الشعب على الإخوان في 30 يونيو؟
- والله هذا ما قد يأتي في ذهن البعض لكن هناك آخرون لم يتخيلوا ذلك، وأقصد من هذا أن الفيلم قدم عرضا لإيدلوجيات معينة ولم نفرض وجهة نظر مخرج أو مؤلف او ممثلين. وسأفصح لك عن شيء جديد أقوله لأول مرة وهو أنه اذا نظرت إلى مجموعة الممثلين باختلاف أيدلوجياتهم من أول أحمد مالك وحتي هند صبري وخالد الصاوي وخالد صالح رحمه الله وانا وكذلك انظر لمن كتب السيناريو ومخرج الفيلم شريف عرفه ومنتج الفيلم وبرغم إختلاف ايدلوجياتهم ورغم ذلك انظر الي الروح الموجودة علي الكاميرا وهو ما يعني أن المصريين لابد أن يعيشوا سويا بحب، فنحن عرضنا وجهات النظر لنشاهد رد الفعل وهو ما حدث بالفعل منذ بداية الفيلم الذي يشير إلى أنه في يوم 24 يناير حتى ما قبل 30 يونيو.##
= قصة الحب ما بين منصور وكريمة.. هل أخذت منحنى جديدا في الفيلم؟
- أنا شخصيا أراها من قصص الحب الجميلة في السينما بشكل عام وهذا ليس لأنني بطل القصة, مثل قصص الحب التي لا تكتمل. ولا تنس أنها حب حياته حينما قال في الفيلم لأخيه "أبويا كان بيقولي سيب حب عمرك عشان المصلحة".
= لكن كيف تخللتها هذه الكراهية التي أظهرتها كريمة تجاه منصور؟
- من الحب ما قتل، وهذا موجود ويصل إلى ما فعلته كريمه مع منصور حينما قتلت أخاه بمساعدة جعفر، ولكنها قفلت الفيلم بعبارة تدل على حبها له حينما قالت الله يرحمك يا منصور.
= البعض أشار إلى أن الفيلم يهاجم ثورة 25 يناير فما رأيك في ذلك؟
- هذا ليس حقيقيا، من يقول ذلك لا أعتقد أنه شاهد الفيلم لأن من يشاهد الفيلم لا يقول ذلك، فقد بدأت حواري معك حول أننا عرضنا وجهات النظر ولم نفرض فكرا معينا على أحد.
= الجزء الأول كان قصة مستوحاة من قصة واقعية.. فماذا عن الجزء الثاني؟
- واقع درامي، كلنا مررنا بما حدث منذ 28 يناير تحديدا، وحتى انتهاء الفيلم لا يوجد مصري لم يشاهد هذه الأحداث. ورغم كل ذلك فأنا إنسان مع الدعوة للتعايش لأنني في النهاية مصري وكلنا مصريون.##
= لم يقدر للفنان الراحل خالد صالح مشاهدة الفيلم، فهل شاهد أهله الفيلم أو علمت بردود أفعاله؟
- لا أعتقد أنهم شاهدوا الفيلم حتى الآن، وربنا يصبر الدكتورة حرمه وأبناءه، وربنا يصبرني لأنني محسوب عليه، فقد كان رجلا محترما وكريما وطيبا ولو لم يكن هذا ما كانت هذه السيرة ولكل أجل كتاب.
= هل ستفتقد الدويتو بينك وبين خالد؟
- أكيد، لكن ميغلاش علي اللي خلقه.
= حدثني عن الكواليس بينك وبين خالد خلال التصوير؟
- صدقني الكاميرا تصور قلوبا وليس وجوها، أنا وخالد كواليسنا متاهة، فلي ذكريات كثيرة معه فهو رجل طيب وكريم وهادئ ودمث الخلق وعنده رضا لو وزع على مصر يفيض.
= هل تحدثتهما سويا حينما عرض عليه السيناريو؟
- نعم حيث استأذنت المخرج شريف عرفة في أن أعرض عليه السيناريو وبالفعل تحدثنا ورحمه الله كان لديه لازمة حيث قال لي "يا بابا إنت بتتكلم في إيه.. خلاص علم وينفذ، ابعتلي السيناريو".. الله يرحمه.## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ##