"الرجل العناب" كوميديا من نوع جديد نشاهدها على الشاشة، تحمل قدراً كبيراً من الفانتازيا التى افتقدناها كثيراً في أعمالنا الرمضانية، والتى اختفت تحديداً بانتهاء فوازير رمضان، فصحيح أن "الرجل العناب" هو مسلسل كوميدي لا يتضمن استعراضات أو فقرات غنائية إلا أن تفاصيله حملت قدراً كبيراً من "الفانتازيا" التى اعتدنا على مشاهدتها دوماً إما في الفوازير أو مسلسللات قصيرة المدة والتى اختفت من قاموسنا الدرامى منذ سنوات طويلة.
المسلسل يستكمل الكوميديا المختلفة والمتجددة دائماً التى يقدمها لنا الثلاثى هشام ماجد وأحمد فهمى، وشيكو، والتى سبق أن قدموها لنا في أفلام" سمير وشهير وبهير"، و"ورقة شفرة" و"بنات العم".
تدور الأحداث حول شخصية مطرب شعبي فى فرقة غنائية يدعى "عصفور" يجسد دوره أحمد فهمى، يسعى أن يكون مطربا مشهورا لكنه يتعرض لحادث سير من سيارة مخترع يدعي "بيرم" يجسد دوره هشام ماجد، فيصطحبه معه إلى منزله ليسعفه ويحضر له محلولا من اختراعه لينقذه ويمنحه القوة، وهنا تنقلب الأحداث حيث يتحول "عصفور" لرجل خارق يستطيع فعل أى شىء في الوجود حتى الطيران.
أبرز ما في العمل هو وجود كثير من القفشات الكوميدية المأخوذة من واقعنا، إضافة إلى السخرية من بعض الفنانين بشكل متناسب مع الأحداث، و"اللدغة" المصاب بها بطل العمل "عصفور" والتى تجعله ينطق العديد من الكلمات التى تحتوى على حرف "السين" بشكل ساخر، هذا بجانب طريقته الشعبية وارتدائه لملابس مزرقشة ومتعددة الألوان.
حتى شخصية رجل الأعمال "صريح الفيل" الذى يجسد دوره الفنان صلاح عبد الله، كانت طريفة للغاية تحمل قدراً كبيراً من الفكاهة التى تشابهت مع شكل الإعلام الذى يبثه الإعلامي توفيق عكاشة عبر قناته.
"الرجل العناب" هو عمل مبهج بكامل تفاصيله بداية من موسيقى التتر التى غناها الفنان عصام كاريكا، مروراً بتفاصيل أحداثه الساخرة وهو النوع الذى افتقدناه كثيراً في الدراما المصرية والتى أصبح أغلبها تملؤه المشاهد الدموية، كل ذلك برغم التكاليف البسيطة التى بدت في ديكورات العمل بخلاف غيره من الأعمال الدرامية التى تمتلئ بالديكورات الفارهة، بالإضافة إلى ملابس الأبطال وألوان شعورهم وتسريحاتهم أيضاً، والتى تمثل نوعاً من "الفانتازيا" هى الأخرى.
مسلسل "الرجل العناب" من تأليف الثلاثي هشام ماجد وأحمد فهمى وشيكو، وإخراج شادى علي في أولى تجاربه الإخراجية، ويشارك في بطولته صلاح عبد الله وانتصار.