أقيمت، اليوم السبت، أولى ندوات الملتقى الفكري بالمهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة د.حسن عطية، بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية، بعنوان "مسرح محمود دياب".
موضوعات مقترحة
تحدث خلال الندوة د.حسين عبد القادر، والناقدة شيماء محمود، حيث تناولا بالتحليل أعمال دياب المسرحية ورحلته الفنية والإنسانية.
أدار الندوة د.محمود نسيم، حيث بدأها بالحديث عن الكاتب الراحل محمود دياب، قائلًا إنه "ظل باقيًا في الحركة المسرحية رغم رحيله منذ سنوات عديدة"، مضيفًا أن "احتفاءنا بمحمود دياب ليس من أجل إحياء ذكراه فقط، بل لأنه تجاوز آليات الكتابة في عصره، وتظل قيمة هذا التجاوز باقية".
وأضاف نسيم: رغم كتابته للقصة والرواية والسينما، فإن إبداعه المسرحي يظل هو الأبرز في مشواره، وتتشابه تجربته مع تجربة سعد الله ونوس، ورغم قدرته على تدوين الفكرة الشعبية، فقد كانت لديه القدرة أيضًا على رصد وتمصير الروايات العالمية، ونحن بإزاء تجربة استثنائية.
وأشارت الناقدة شيماء توفيق، في بداية حديثها، إلى أن تجربته كقاص في البداية تستحق إلقاء الضوء عليها، مضيفة أن رحلة محمود دياب مع الكتابة بدأت مع مطلع الستينيات التي زخرت بالعديد من الأحداث السياسية لمجتمع يعيش نتائج ثورة يوليو.
وأضافت: نصوص محمود دياب لها طابع خاص، فهو لا يبقى أسيرًا لرمزية الشخصية، حيث نجده يعبر بدقة عن القرية والعلاقات القائمة بين أفرادها.
واستطردت: المركز والأطراف أبرز قضيتين ظهرتا في مسرحيات محمود دياب، ففي مسرحية "الزوبعة" التي كتبت عام ١٩٦٦ يعرض الكاتب منذ البداية الحال التي عليها هذه القرية وأبناؤها منذ القدم، حيث يتم تأكيد الظلم الواقع على إحدى الأسر التي يتم اتهام عائلها ظلمًا بارتكاب جريمة، ويحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عامًا بسبب شهود الزور وحالة الصمت من أهل القرية، والجدير بالذكر تأثر دياب هنا بمسرحية "المفتش" للروسي نيقولاي جوجول التي كتبها عام ١٨٣٥، إلا أن جوجول ينهي مسرحيته بنبأ وصول المفتش الحقيقي، ومن العروض الأخرى التي تبدو فيها فكرة المركز والأطراف مسرحية "ليالي الحصاد" عام ١٩٦٨، ويدور الحدث أيضا في إحدى القرى المنعزلة في ليلة سمر.
وعقب نسيم على استخدام د.شيماء توفيق لمصطلح المركز والأطراف قائلًا: أتفق معها نسبيًا في هذا المصطلح، فكما تناول دياب من خلال عرض "باب الفتوح" عودة صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس حيث في النهاية يعود أبو الفضل لاستعادة بيته في القدس فيجد يهودية قد سكنته ليتساءل: في النهاية لمن النصر؟ أيضًا صورة الجماعة في الزوبعة، والتي يتم تقديمها كجماعة متوحشة، عندما سجنوا حسين أبو شامة ظلمًا، ولما علموا بموته في السجن ارتكبوا جريمة أخرى.
وتحدث د.حسين عبد القادر قائلًا: د.محمود نسيم له دراسة رائعة عن الثنائي محمود دياب وصلاح عبد الصبور، وعندما توليت إدارة الغد قدمت عرض "أرض لا تنبت الزهور" والذى كانت ترفضه الرقابة لسبب لا نعلمه.
وأضاف: محمود دياب إنسان شاءت الأقدار أن يولد في حومة القضية في الصفوف الأولى من نضال في مواجهة المستعمر الذي احتل الأرض، والأرض لدى المصري عرض كما قلت في الفيلم المسجل عن دياب، وليس غريبًا أن يكتب محمود في سنوات نضجه "طفل في الحى الغربي" عام ١٩٧٢، أي في سن الأربعين، وتقول لي ابنته أن هذا الطفل هو محمود دياب نفسه.
وشدد عبد القادر على ضرورة طباعة أعمال محمود دياب، ومقالات د.فاروق عبد القادر عنه "لأهميتها القصوى"، وعقب د.محمود نسيم بأن هيئة الكتاب بصدد إصدار الأعمال الكاملة لمحمود دياب في أربعة مجلدات، و"في طريقنا للاتفاق مع ابنته هالة، وكنت أتمنى طبع مجلد ليتم طرحه بالتزامن مع فعاليات المهرجان".
يذكر أن المهرجان القومي للمسرح المصري تنظمه وزارة الثقافة في الفترة من 19 يوليو حتى 2 أغسطس القادم.