بالرغم مما تقدمه السينما المصرية في الآونة الأخيرة من تجارب تتمرد على النمط التقليدي للشكل الذي باتت عليه في سنوات ما بعد الثورة "بلطجة ورقص" إلا أن الفيلم الاستعراضي مازال خارج حسابات المنتجين والعاملين بالصناعة.
موضوعات مقترحة
وبالفعل لم تكن السينما المصرية بالماضي تقدم تجارب عظيمة في مجال السينما الاستعراضية حتى إن خالد الذكر منها لا يتعدى أفلام مثل "غرام في الكرنك لـ فريدة فهمي ومحمود رضا، "كريستال " لشريهان وهشام سليم إلا أن الأفلام المصرية القديمة لم يكن الاستعراض جزءا منفصلا عن تكوينها في أغلبه.
اختفاء الاستعراض من السينما المصرية وعدم الاهتمام بهذه النوعية من الأفلام هو التساؤل الذي توجهت به "بوابة الأهرام" لدى عدد من المنتجين والذين أكدوا على أن ارتفاع تكلفة مثل هذه الأعمال يعرقل فكرة تقديمها.
المنتج الدكتور محمد العدل يؤكد أن مثل هذه الأفلام تطلب قدرات خاصة في الأداء ليست متاحة لدينا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفتها الإنتاجية الضخمة منوها أننا جبناء دائما أمام التجارب الجديدة.
وأضاف العدل في تصريحاته لـ "بوابة الأهرام" أن الأعمال التي قدمت في مجال الاستعراض بالسينما المصرية قليلة لا نذكر منها إلا غرام في الكرنك و حرامي الورقة.
كما نوه أنه يحلم بتقديم فيلم غنائي لكن التجربة تخوف حتى أن المطربين دائما يهابونها، وأن ما يحسم نجاح هذه التجارب مع الجمهور مدى جودة وإتقان صنعها.
أما المنتج صفوت غطاس فأكد أننا ام يعد لدينا نجوم استعراض، ففي الماضي كان يوجد لدينا عبد الحليم حافظ، وشادية، ووردة ثم شريهان مؤكدًا أن نجوم الاستعراض لدينا قلائل.
وبسؤال غطاس نحو التكلفة الإنتاجية المرتفعة لهذه الأعمال، قال: المسألة لا تتعلق بهذه الأمر، فكل شخص على حسب ميزانيته يستطيع أن يقدم عملاً محدود ابتكلفة لكن يحمل إبداع، وأنه بالتأكيد إذا كان لدينا نجم استعراضي سيتحمس المنتجين للأمر.
ومن جانبه، أكد المنتج محمد فوزي، أن مساحة الإبداع قديمًا كانت أكثر من الوقت الحالي فيما يتعلق ببساطة القصة والاستعراض المقدم بها مثل ما قدمه محمود رضا في غرام في الكرنك أو ليلى مراد في غزل البنات.
ويضيف فوزي: من الكاتب الذي من الممكن أن يقدم سيناريو وحوار يعمل عليه لسنوات فنحن في عصر السرعة وأصبحت الأعمال تخلو من الجهد، وإذا شاهدنا أحد الأعمال القديمة سنرى كم المجهود المبذول من العديد من الأسماء التي تعمل معا من أجل خروج دقائق من المتعة، فنحن الآن على نعيش عصر السرعة.
هذا بالإضافة إلى أن المادة طغت على كل شىء، وإذا فكرنا في تقديم مثل هذه الأفلام لابد أن يكون لدينا عمل جيد الصنع سواء من ممثلين استعراضات أو فنانين وخلافه حينها سيقدم الجمهور على أي عمل جيد يقدم له.