أكد الفنان جمال عبدالناصر أنه لا يستطيع تقييم تجربة الجزء السادس من مسلسل "ليالي الحلمية" بالسلب أو الإيجاب، فهناك جمهور تابع المسلسل بشكل جيد، واعتقد أن الجزء السادس منح الفرصة لعدد من الفنانين والكتاب للتعبير عن أنفسهم، رغم علمنا بأن هناك اختلافًا كبيرًا بين الأجزاء السابقة والجزء السادس.
موضوعات مقترحة
وأضاف جمال عبد الناصر – خلال الندوة التى نظمها قسم النشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، مساء اليوم الخميس، وأدارها الأستاذ رفعت الزهري مدير التحرير بالوكالة - مما لا شك فيه أن ليالي الحلمية من 20 عامًا، تختلف عن الحلمية في 2016 ، نتيجة التغيير الذي حدث بالمجتمع، فضلاً عن غياب عدد من النجوم عن الجزء السادس ، إما بسبب الوفاة ومنهم الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، أو عدم مشاركة فنانين عملاقة أبرزهم صلاح السعدني ويحيى الفخراني".
وعن مشواره الفني وابتعاده عن الساحة في بعض الفترات أوضح عبدالناصر،"تعرضت خلال عام 2005 لأزمة صحية وكنت وقتها أشارك في "تلال الغضب" و"أحلام لا تنام"، وفي عام 2010 أجريت عملية جراحية ، وفي عام 2011 اندلعت ثورة 25 يناير، وكنت أيامها في فترة النقاهة ، حتى عدت عام 2013 وشاركت في مسلسل "العقرب" ، وهو كان بداية رجوعي الفني بعد فترة انقطاع، ثم هذا العام في مسلسلي "المغني" و"ليالي الحلمية".
وعن تقييمه للأوضاع الفنية والثقافية عقب ثورة 25 يناير، أكد الفنان جمال عبدالناصر أنه كان قلقًا للغاية على الفن والثقافة في مصر في فترة حكم الإخوان المسلمين،ضيفًا "لكن بعد سقوط الإخوان، بدأنا نستعيد دورنا الفني والثقافي،وأن لم يكن على القدر المطلوب، فما تزال هناك بعض الأفكار الشاذة تسود داخل المجتمع ، فمثلا في أفلام السبعينات كان هناك جرأة في ملابس الفنانات ولم تكن تسمع نقدًا أو اعتراضًا يوجه إليهم، في حين اليوم لو همست بكلمة بها نوع من الجرأة ستواجه بالطبع حربًا بشعة".
وكشف الفنان الكبير جمال عبد الناصرعن أن اسمه كان السبب الرئيسي في عدم اتاحة الفرصة أمامه للمشاركة في أعمال درامية وسينمائية أو في الظهور على التليفزيون الرسمي في بداياته الفنية،لافتًا إلى أن أحد مشاهده في مسلسل"الفرسان" كان ضمن الأعمال الفنية التي يشاهدها الرئيس المخلوع حسني مبارك عند افتتاح مدينة الإنتاج الإعلامي ،وعندما أعلن مذيع الحفل أسماء الممثلين المشاركين في المسلسل امتقع وجع الرئيس المخلوع وهتف في أذن وزير إعلامه صفوت الشريف بحديث لم أعرفه، غير أنني أدركت سبب منع اذاعة أي مسلسل أشارك فيه على شاشة التليفزيون الرسمي لمدة طويلة في الوقت الذي كانت فيه أعماله يتم عرضها في تليفزيونات دول الخليج العربي.
وأكد جمال عبد الناصر أنه ناصري من شعر رأسه حتى أخمص قدميه،ونشأ في بيت قاهري ناصري كانت صور الزعيم عبد الناصر تزين جدرانه كلها.
وعن دور وزارة الثقافة في التصدي للأفكار المتطرفة .. قال عبدالناصر: "لا نستطيع أن نحمل وزارة الثقافة وحدها المتغيرات التي طرأت على المجتمع،حيث حدثت هناك عملية تجريف للعقل المصري على مدى 40 عامًا،وكنا في حالة من الجمود الفكري والفني والثقافي".
وعن بداياته الفنية أوضح عبدالناصر:"بدايتي كانت في المسرح من خلال مسرحية "سالومي"، حيث كانت تجربة مختلفة وجديدة، تدور حول الفكر الناصري والناصرية والاشتراكية،ومن هذه المسرحية بدأ تصنيفي سياسيًا من قبل الساسة والجمهور،وبعدها شاركت في فيلم "يا ناس يا هوه" ، ثم مسلسل "الفرسان"، ومنها بدأت في مرحلة الشهرة والانطلاق، ومن حسن حظي أنني شاركت مع نادية الجندي في عدة أعمال، كانت خلالها نادية الجندي من أكثر الفنانات نشاطا في هذه الفترة".
وبشأن ضآلة عدد المسلسلات التاريخية.. قال جمال عبدالناصر إنه قاريء نهم للتاريخ المصري والعربي، وشارك في مسلسل تاريخي اسمه "أمير الشرق" في السودان عن بطل شعبي قومي سوداني وهو الزعيم عثمان دقنة، ولكن للأسف المسلسل لم يذع في مصر، مضيفًا : "أتمنى تجسيد أي شخصية تاريخية تركت بصماتها في وجدان العالم العربي، منهم خالد بن الوليد وطارق بن زياد".
وحول مشاركته في مسلسل "المغني" في رمضان الماضي قال جمال عبدالناصر إنه تربطه علاقة صداقة قوية مع المطرب الكبير محمد منير، وتعرفت عليه من قرب في مسرحية "الملك هو الملك"، مشيرًا إلى أنه بمجرد ترشيحه للمشاركة في المسلسل لم يتردد للحظة واحدة لكون منير يحظى بإجماع وحب المصريين والعرب بمختلف أعمارهم .
وحول وجود خطة للدولة تسير على هديه قال عبد الناصر ليس لدينا منظومة واستراتيجية للدولة،نحن نعاني سلبيات 30 سنة سابقة على ثورة 30 يونيو 2013 كان نتاجها ندرة الكوادر المتخصصة وقيادات الصف الثاني،وتجريف التربية المصرية من الخبرات والقيادات والفكر المبدع.
ولفت إلى أن مصر تحتاج لفترة طويلة لإعادة نهضتها ، فالنهضة الفنية تحتاج لإستراتيجية ومنظومة تبدأ من رعاية المواهب الفنية منذ مرحلة الطفولة وإعادة الفنون للمدارس.
وأكد أنه من الضرورى العودة إلى أهل الكفاءة عند شغل المناصب ومواقع الإدارة ، لافتا إلى أن هذه الكفاءات هى التى يمكن أن تدفع مصر إلى الأمام في كل المجالات.
وحول وجوده السينمائي الضعيف حاليًا قال بدايتي السينمائية كانت من فنانين ومخرجين وكتاب كبار تركوا علاقة بارزة على تاريخ السينما، فتعلمت منهم قيمة العمل الفنى واحترام الجمهور، واختيار أعمالي السينمائية والدرامية التى أجد فيها نفسي وشخصيتى، ولا أٌقبل المشاركة في عمل غير هادف ولا يضيف إلى مسيرتي الفنية.
وبشأن قلة الأعمال الدرامية والسينمائية التاريخية والدينية قال :الأعمال التاريخية والدينية هى أعمال تحتاج إلى تكلفة انتاج كبيرة جدًا، ولا يوجد منتج يضحي بأمواله قبل تصوير هذه الأعمال ولهذا تضاءل انتاج هذه الأعمال.
ودعا إلى ضرورة إعادة قطاع الإنتاج في التليفزيون وإعادة دور الدولة في الفن حتى يمكن إنتاج الأعمال التاريخية والدينية.
وعن أن الدراما والسينما متهمة بنشر ثقافة العنف والإسفاف لدي الجماهير، قال أعتقد أن المجتمع المصري يعاني إزدواجية الشخصية ، فإذا كان البعض من الجماهير يكره وينتقد هذه الأعمال فلماذا يرتادوا السينما لمشاهدة هذه الأعمال وبظهور الإنتاج الخاص بدأت تتزايد الأعمال الفنية ذات الأفكار الهابطة التى تهدف للربح،لافتا إلى أن أغلب الأفلام السينمائية ذات موضوع واحد يشمل العنف والجنس،وكأن هذه الأفلام صار يتم صرفها من خلال روشتة تتضمن البلطجي والمطرب الشعبي والراقصة ، وانسحبت الأعمال الجيدة بعد ابتعاد الكتاب والمخرجين والممثلين المتميزين من السوق.
ولفت إلى أن السوق الفني يعتمد حاليا على أسماء فنانين قلائل يركز عليهم المنتجون والموزوعون على حساب مضمون هذ الأعمال،لافتا إلى أن عدد من هؤلاء الفنانين ليست لديهم إمكانيات فنية كبيرة.