قال كريس روز، مدير مؤسسة أموس ترست البريطانية، منظمة فعالية التضامن مع الفلسطينيين وتنديدا بوعد بلفور، إننا جئنا إلى فلسطين سيرا على الأقدام من لندن لنعتذر عن الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني.
موضوعات مقترحة
وأضاف مدير المؤسسة، خلال استقبال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لأعضاء الوفد البريطاني المتضامن، اليوم الخميس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، والذين ساروا على الأقدام أكثر من 147 يومًا من بريطانيا إلى القدس المحتلة، تنديدا بوعد بلفور في ذكراه المئوية، "جئنا لنقول للشعب الفلسطيني، إننا نعتذر بالنيابة عن حكومتنا وشعبنا جراء الظلم الذي وقع عليكم بسبب وعد بلفور، ولنؤكد رفضنا للاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية".
وأكد روز، أن مؤسسته تشارك في بناء البيوت المدمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، بالتعاون مع المؤسسات الشريكة الفلسطينية، لنقول إنه من حق كل البشر أن يعيشوا على هذه الأرض بحقوق متساوية، ومن دون احتلال.
وتابع: "نقول للشعب الفلسطيني، وللرئيس عباس، إنه يجب تخطي هذه المئوية المشئومة، والنظر للمستقبل المشترك لأطفالنا وأجيالنا القادمة بصورة إيجابية بعيدا عن الاحتلال ومأساته".
فيما رحب الرئيس عباس بأعضاء الوفد وقال: إننا نشكركم على هذه اللفتة الكريمة، التي تمثلها رحلتكم التاريخية إلى فلسطين.. وقال: "زيارتكم تمثل رسالة أمل إلى شعبنا بأنكم تقفون إلى جانبنا، في نضالنا من أجل الحرية والاستقلال".
وأكد "نحن على قناعة بأنكم أنتم من يمثل الشعب البريطاني بحق، وهو الشعب الذي لا يقبل الظلم التاريخي الذي ألحقه وعد بلفور بشعبنا، وفي هذا الصدد، نحن نقدر الموقف النبيل لمجلس العموم البريطاني عندما طلب من الحكومة البريطانية الاعتراف بدولة فلسطين.
وأشار الرئيس عباس، إلى أننا ما زلنا ملتزمين بحل الدولتين، حيث إن البديل لحل الدولتين، هو نظام فصل عنصري إسرائيلي، شبيه بذاك الذي كان قائما في جنوب إفريقيا، لذلك نحن في فلسطين، نقبع تحت نير النظام الفصل العنصري، الابارتايد، والذي إذا فشل حل الدولتين، ستصبح إسرائيل دولة فصل عنصري بشكل كامل.
وأضاف، نحن نعول على أشخاص أمثالكم لدعم شعبنا، وتعزيز صموده للاستمرار في نضاله السلمي من أجل إنهاء الاحتلال، وإننا على ثقة أنكم تدركون بأننا الشعب الوحيد في العالم، الذي ما زال يرزح تحت نير الاحتلال العسكري الأجنبي، والمستمر منذ 50 عاما الماضية.
وتابع الرئيس: في الأيام القليلة الماضية، سافرتم عبر أنحاء فلسطين، وحظيتم بفرصة رؤية كيف يعيش شعبنا ويعاني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من ذلك، فإن شعبنا ما زال مصرا على بناء فلسطين، دولتنا ومجتمعنا، شعبنا يقدر الحياة ويصر على العيش بسلام مع جيرانه.
وفي السياق ذاته أوضح مدير مؤسسة أمانة الأراضي المقدسة سامي عوض، أن مسيرة المتضامنين البريطانيين لفلسطين شملت 10 دول مر بها المشاركون، واستغرقت 147 يوما، شارك فيها 55 متضامنا بريطانيا ليعبروا عن اعتذارهم لشعبنا الفلسطيني عن مأساته جراء وعد بلفور الذي أصدرته الحكومة البريطانية قبل 100 عام.
وأضاف أن المشاركين قطعوا 3300 كيلو متر سيرا على الأقدام، من لندن، واليوم وصلوا إلى رام الله، وستنتهي هذه الفعالية في مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين.
وأشار عوض، إلى أن هذه الفعالية، التي ساهمت مؤسسته في تنظيمها بالشراكة مع المؤسسة البريطانية، جاءت انسجاما مع رسالة الرئيس محمود عباس الداعية لدعم المقاومة الشعبية السلمية في وجه الاحتلال الإسرائيلي.