اتهمت وسائل إعلام ألمانية أجهزة ألأمن والنيابة العامة فى ألمانيا بالإهمال والفشل فى التعامل مع الجرائم المتعلقة بالأعمال الإرهابية ، وكشفت مواقع الكترونية ومحطات تلفزيونية ألمانية فى تقارير متشابهة النقاب عن تورط أحد المخبرين السريين المكلف بمراقبة ما يعرف بزعيم تنظيم الدولة فى ألمانيا – ابو ولاء- فى تشجيع الجهاديين الإسلاميين على ارتكاب جرائم عنف فى ألمانيا .
موضوعات مقترحة
وفى هذا السياق بثت القناة التلفزبونبة العامة الأولى فى ألمانيا(ARD) تقريرا أكدت فيه أن مخبراً سرياً للشرطة الألمانية يواجه اتهامات بتحريض وتشجيع المتطرفين على ارتكاب أعمال إرهابية في ألمانيا بدلاً من السفر للجهاد في سوريا، وذكر الموقع الإلكترونى لمجلة فوكس الألمانية أن هذا المخبر كان مكلفا بمراقبة من يدعى – أبو ولاء- المتهم بأنه زعيم تنظيم الدولة فى ألمانيا والذى يحاكم حاليا مع بعض أعوانه أمام محكمة ألمانية .
وأشار موقع فوكوس الى أن المخبر السري المتهم ، كان على علاقة قوية بالتونسي أنيس العامري،المتهم بتنفيذ حادث الدهس بشاحنة فى أحد أسواق عيد الميلاد فى برلين العام الماضى وذكر الموقع أن المخبر السرى التقى بأنيس العامرى قبل تنفيذه حادث الدهس والذى راح ضحيته 12 قتيلا .
وتواجه أجهزة الأمن الألمانية انتقادات واتهامات خطيرة بالإهمال والفشل منذ حادث الدهس فى برلين ، وعينت حكومة ولاية برلين النائب العام الاتحادى السابق برونو بوست كمحقق خاص فى الاتهامات الموجهة للنيابة العامة وأجهزة الأمن فى الولاية .
وكشفت مجلة دير شبيجل ألألمانية الواسعة الانتشار منذ أيام النقاب عن التقريرالنهائى للمحقق الخاص حيث زعمت أنها حصلت على نسخة من التقرير،وجاء في التقرير الذي نشرته ، والذى يحتوى على 72 صفحة ، أنه كان يمكن القبض على العامرى قبل ارتكابه حادث الدهس - لو قامت آنذاك الشرطة والادعاء العام بعملهما على الوجه الصحيح- ليس كمتطرف، وإنما كتاجر مخدرات .
وذكرت دير شبيجل أن المحقق الخاص اتهم فى تقريره سلطتى الأمن والنيابة العامة بالإهمال والتقصير وعدم المهنية حيث قال حرفيا : أن عمل السلطات كان "غير مهني" و"ليس على المستوى المطلوب" و"متأخر" "وغير كامل" ومليء بالأخطاء".
وأشار المحقق في تقريره، الذي اعتمد على دراسة ملفات القضية واستجواب المعنيين بالأمر، إلى أن نشاطات عامري ربما لم تكن تكفي وحدها لإيداعه السجن، غير أن اتجاره بالمخدرات كان فرصة ثمينة للقبض عليه، ولكن الارتباك الذي حصل في الأمر بين كل من الشرطة والقضاء فوّت تلك الفرصة،ليس هذا فقط بل –طبقا لدير شبيجل - فإن المحقق الخاص اتهم ايضا مكتب مكافحة الجريمة فى برلين بالتلاعب والتزوير فى ملف التحقيق فى قضية أنيس العامرى للتغطية على فشله وإهماله حيث قام مسئولو مكتب مكافحة الجريمة فى برلين بإخفاء بعض الفقرات التى تكشف إهمالهم باللون ألأسود !.
على صعيد متصل حذر مكتب هيئة حماية الدستور الألمانى – جهاز الاستخبارات الداخلية – أمس من زيادة خطر الجيل الجديد من المتطرفين فى ألمانيا ، وقال هانس جيورج ماسين : نرى الخطر في أطفال الجهاديين الذين قد يعودون بأفكارهم من مناطق القتال إلى ألمانيا، مشيرا الى أنه يوجد حوالى 950 من الذين انضموا الى تنظيم داعش فى سوريا والعراق ، قد يعود الكثيرون منهم الى ألمانيا .