مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر في 23 إبريل الجاري، جاء أكثر من استطلاع رأي ليؤكد فوز مارين لوبين من الجولة الأولى، وذلك في الوقت الذي يجذب فيه حزب المتطرف اليميني "لو فرون ناسيونال" الذي شارك في تأسسيه الأب جان ماري لوبين في عام 1972 عددا كبيرا من المواطنين.
"فرنسا بيضاء وكاثوليكية".. هذا هو الجانب الأساسي للحزب المتطرف الفرنسي "لوفرون ناسيونال"، الذي جاء ليبث الخوف لجذب عدد كبير من المواطنين، رغم أنه تأسس من أجل الدفاع عن الاستعمار الفرنسي للجزائر وللدفاع عن الهوية الفرنسية.
في أسرة "لو فرون ناسيونال" هناك الأب جان ماري، 88 عاما، وبناته الثلاث، ماري كارولين (57 عاما) يان (54 عاما) وابنتها، ماريون ماريشال لوبين، (27 عاما)، ومارين (48 عاما)، جميعهن رائدات في مناصب رئيسية الحزب، وقد اعتبر جان ماري لوبان أنه راعي هذه "الشركة العائلية" ـ على حدف وصف صحيفة باري ماتش، وقرر جان ماري لوبان بعد أربعين عاما ترك مكانه لابنته مارين.
وقد أعطى الأب جان، الكثير ليكون "لو فرون ناسيونال" ثالث أقوي حزب في فرنسا اليوم، حيث كان ينشر جان ماري لوبين أفكارا قومية ويقول حتى الآن معارضوه أنه متطرف ويكره الأجانب، لأنه كان يدعو لتغير سياسة الهجرة، وخطبته الإعلامية عن القضايا الهجرة وانعدام الأمن توصف بـ"القوية جدا"، مما يؤدي إلى فرض هذه المواضيع في المجتمع الفرنسي منذ ١٩٨٠ حسب الصحيفة الفرنسية "باري ماتش".
وأعلن "لو فرون ناسيونال" ترشحه للانتخابات الرئاسية في 1974، 1988، 1995، 2002 و2007، وكانت مفاجأة كبيرة لجميع الفرنسيين تأهيل الحزب المتطرف للدور الثاني في الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠٠٢، عندما حصل جان ماري لوبين على ٤.٨ مليون صوت، ما يمثل 16.86%، وجاء في المركز الثاني مرشح اليمين جاك شيراك الذي فاز بنسبة ٨٢.٢١٪، وكان ذلك أول مرة في التاريخ السياسي الفرنسي يفوز حزب متطرف في أول دور في الانتخابات الرئاسية.
جان ماري لوبان.. طوال حياته السياسية، يلقي مرارا وتكرارا خطابات مثيرة للجدل وعنصرية ضد اليهود والإسلام والعرب، مما أدى إلى العديد من الدعاوى القضائية، وتم طرده من "لو فرون ناسيونال" من قبل ابنته مارين التي أصبحت رئيسة الحزب منذ عام ٢٠١١ لقوله إن: "غرف الغاز في زمان هتلر كانت تفاصيل بسيطة في التاريخ"، ومنذ طرده من الحزب يقال إنه لا يتكلم مع ابنته.
موضوعات مقترحة
ورغم ذلك ساعدت مارين كثيرا أباها وكان لها دور كبير في نجاح الحزب، حيث كانت مسئولة عن سمعة الحزب لكن استراتجيتها مختلفة تماما عن إستراتيجية أبيها جان ماري لوبين.
اهتمت لوبين بسمعتها، وتجنبت الجدل، وحاولت التقرب من الفرنسيين لإظهار صورة جديدة للحزب.
وجاءت ابنة شقيقتها التي تعمل في الحياة السياسية بحزب "لوفرون ناسيونال" لتكون أصغر نائبة في جنوب فرنسا في عهد الجمهورية الخامسة. وقالت لقناة بفم تيفي إن "لو فرون ناسيونال" ليس حزبًا عائليًا، وأن الناخبين أعطوا أصواتهم لي، وكانت أصوات أعضاء الحزب لشقيقة والدتي.
قصر الاليزيه الرئاسي