Close ad

أوباما يؤكد أن حدود 67 ينبغي أن تكون أساسًا بين إسرائيل والفلسطينيين

19-5-2011 | 19:48
وكالات
أكد الرئيس باراك أوباما اليوم الخميس أن دعم الولايات المتحدة للتغييرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يظل "أولوية قصوى" لإدارته كما أكد أن واشنطن ترى في حدود عام 1967 أساسا لحدود إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية مع القبول بتبادل الأراضي بين الجانبين.

وقال أوباما، في خطاب له حول سياسة إدارته في الشرق الأوسط في ظل التغييرات الجارية في المنطقة، "إن دعمنا للتغيير في الشرق الأوسط ليس مصلحة ثانوية للولايات المتحدة بل هو أولوية قصوى ينبغي أن تنعكس في إجراءات متنوعة عبر الدبلوماسية والوسائل والإمكانات الأمريكية الأخرى".

وقال أوباما، في الخطاب الذي ألقاه من مقر وزارة الخارجية بالعاصمة واشنطن، إن السياسة الأمريكية في المنطقة تعتمد على الترويج للإصلاح في المنطقة ودعم التحول هناك مع البدء بمصر وتونس اللتين تواجهان تحديات كبيرة.

أضاف أن البلدين لديهما القدرة ليكونا نموذجين للقيادة والتحول في المنطقة مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستقوم كذلك بدعم الدول التي لم يصل التغيير لها حتى الآن.

استعرض أوباما التغييرات التي تشهدها المنطقة وقال إن التغيير لم يكن دوما كما حدث في مصر وتونس بل إن بعض الدول شهدت نماذج مختلفة مثل ليبيا التي وصفها بأنها أكبر مثال على هذا عندما قام العقيد معمر القذافي بشن حرب ضد شعبه وتعهد بقمعهم مثل الفئران للحفاظ على السلطة.

برر أوباما التدخل العسكري في ليبيا، قائلا إنه بالرغم مما رأينا من صعوبة فرض التغيير بالقوة في العراق فإن الوضع في ليبيا كان مختلفا لأنه بدون التحرك الأمريكي كان آلاف الليبيين سيلقون حتفهم على يد القذافي الذي رأى أن حفاظه على السلطة سيأتي عبر قتل أكبر عدد ممكن من الناس.

تابع أوباما قائلا إنه "عندما يتم إجبار القذافي على مغادرة السلطة والرحيل فإن عقودا من الاستفزاز في ليبيا ستنتهي وستأتي الديمقراطية لهذا البلد".

انتقل أوباما للحديث عن سوريا، قائلا إن هذا البلد أيضا اختار مسار القتل والاعتقال بالجملة للشعب السوري، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أدانت هذه الإجراءات وقامت بتعزيز العقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد والمحيطين به.

قال إن "الأسد لديه خيار قيادة التحول أو الابتعاد عن الطريق" مطالبا الرئيس السوري بـ "التوقف عن ضرب مواطنيه والسماح بالتظاهرات واستقبال مراقبين دوليين للوصول إلى المدن لاسيما درعا مع بدء حوار حقيقي للتحول الديمقراطي".

هدد أوباما بأن النظام السوري "سيتعرض للعزلة الدولية" إذا لم يقم بتنفيذ هذه المطالب منتقدا في الوقت ذاته قيام دمشق بالسعي للحصول على مساعدة إيران للتعرف على الأساليب التي استخدمتها ضد مواطنيها.

تحدث الرئيس أوباما عن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مؤكدا أن الصراع له تكلفة كبيرة على الشرق الأوسط.

قال إن إدارته عملت على مدار عامين مع المجتمع الدولي لإنهاء هذا النزاع مع الاستفادة من خطط ومحاولات سابقة لكن المستوطنات الإسرائيلية استمرت كما ابتعد الفلسطينيون عن المفاوضات وظل الجمود في عملية السلام قائما.

أكد أوباما أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح اكثر إلحاحا من أي وقت مضى بالنسبة للطرفين في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة.

قال إن مسعى الفلسطينيين لنزع الشرعية عن إسرائيل أمام الأمم المتحدة في سبتمبر القادم لن يحقق دولة فلسطينية مستقلة مشددا على أن "الفلسطينيين لن يحققوا استقلالهم بإنكار حق إسرائيل في الوجود".


أضاف أوباما أنه على إسرائيل في المقابل أن تسعى إلى تحقيق السلام لأن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار.

قال إن "التكنولوجيا ستجعل من الصعب لإسرائيل الدفاع عن نفسها، كما أن التغيرات في المنطقة ستصعب من المسألة، ومن ثم فإن حلم دولة يهودية ديمقراطية لإسرائيل لن يتحقق عبر الاحتلال".

شدد على ضرورة أن يقدم الإسرائيليون والفلسطينيون على تحقيق السلام الذي أكد أنه لا يمكن فرضه من جانب أي طرف خارجي بما في ذلك الولايات المتحدة.

قال إن التأجيل لن يحل المشكلة بين الطرفين مشددا على ضرورة أن "يتم تحقيق السلام الدائم بين الجانبين عبر وجود دولة يهودية لإسرائيل تكون وطنا لليهود ودولة فلسطينية تكون وطنا لشعب فلسطين، والاعتراف المتبادل بينهما".

مضى قائلا "إننا نعتقد أن الحدود الدائمة ينبغي أن تكون استنادا إلى عام 1967 مع تبادل للأراضي بين الجانبين.. مشددا على ضرورة أن يكون للفلسطينيين الحق في حكم انفسهم مع ضمان أمن إسرائيل التي ينبغي أن يكون لها الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها مثل أي دولة أخرى".

يذكر أن هذا الخطاب هو الثاني من نوعه الذي يوجهه الرئيس باراك أوباما إلى العالم العربي بعد خطاب مماثل في القاهرة في الرابع من يونيو من عام 2009.

جاء خطاب أوباما اليوم بعد ظروف مختلفة عن خطابه الأول، إذ تزامن مع موجة من الاحتجاجات الشعبية المنادية بالديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي أسفرت حتى الآن عن تنحي أحد أهم حلفاء واشنطن في المنطقة الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في سدة الحكم فضلا عن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد 23 عاما في الحكم.

وتفرض هذه الاحتجاجات كذلك شكوكا حول مستقبل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي تعد بلاده جبهة رئيسية في الحرب ضد تنظيم القاعدة وكذلك الرئيس السوري بشار الأسد الذي تثير علاقاته بإيران وحزب الله وحماس استياء الدول الغربية إلا أنه حافظ في الوقت ذاته على الهدوء مع إسرائيل منذ ترتيبات وقف إطلاق النار بين البلدين عام 1974.
كلمات البحث
الأكثر قراءة