مر نحو 25 عامًا، على غزو التحالف المكون من 35 دولة للعراق، وذلك بعد احتلال صدام حسين للكويت، وتوالت بعدها الادعاءات والأقاويل بوجود أسلحة دمار شامل لدى العراق، وهى الحجج التى مكنت الاحتلال من البقاء طوال الفترة الماضية حتى نهب كل ثرواته. ومع خروج آخر قافلة من الجنود الأمريكيين من العراق، ظن الكثيرون إنتهاء معاناة هذا الشعب، إلا أنه على ما يبدو دخل مرحلة أسوء من الاحتلال والغزو، حيث تعيش العراق حالة من عدم اليقين السياسي، وهوية تائهة دخل بها العراق براثن النزاع الطائفى وبدأت عمليات قتل جماعي وتفجيرات تستهدف تجمعات سكنية أو مدنية مثل الأسواق والحياء السكنية المدنية في أنحاء العراق المختلفة مناطق ذات غالبيات سنية أو شيعية بهدف الانتقام أو التصفية الطائفية. الواقع اليوم فى العراق يؤكد أن موجه أكثر ظلاماً تسود العراق، مع اتخاذ العنف شكلاً جديداً وصراعاً فى اتجاه أخر، مع الدولة الأسلامية فى بلاد الشام "داعش " والتى استفادت من التوترات العرقية المتزايدة والحرب الأهلية في المنطقة خاصة على الحدود السورية، واستهدف المدنيين بنطاق أوسع في هجمات من تفجيرات السيارات الملغومة، وطرق أخرى بشكل شبه يومي. اليوم أحكم تنظيم داعش المسلح قبضته على محافظة نينوى، وسيطر على مطار محافظة الموصل التى يوجد بها قبر النبي يونسن، كما تترنح أمامه محافظة صلاح وعلى وشك السقوط أيضًا فى قبضته. وأمام ذلك دعت الحكومة العراقية البرلمان إلى سرعة إعلان حالة الطوارئ فى البلاد، وقالت إنها ستقوم بتسليح كل أفراد الشعب الذين يرغبون فى الانضمام إلى محاربة الأرهاب.. اليوم الشعب العراقى يقف بالسلاح كل فى وجه الأخر، وبينهم أفراد داعش.. ليدخل العراق فى متاهة أكبر وأسوء من مرحلة الاحتلال والغزو.