Close ad

علماء الفلك يتوصلون لاكتشاف يفسر نشأة الكون وتطوره ومنطقة "الزمكان"

18-3-2014 | 12:55
علماء الفلك يتوصلون لاكتشاف يفسر نشأة الكون وتطوره ومنطقة الزمكانصورة ارشيفية
رويترز
أعلن علماء الفلك، أنهم اكتشفوا ما يعتبره الكثيرون قدس الأقداس في مجال نشأة الكون، وهو رصد تموجات في منظومة الزمان-المكان تمثل أصداء لعملية تمدد الكون الهائلة التي حدثت فور وقوع الانفجار العظيم.

وقبل قرن من الزمن تنبأ العالم ألبرت أينشتاين بهذه التموجات في منظومة الزمان-المكان (الزمكان) التي يطلق عليها أيضًا موجات الجاذبية.

ويمثل الاكتشاف إنجازا يتوج الفتوحات الكبيرة للفكر البشري في فهم كيف نشأ الكون منذ الأزل، وتطوره في صورة أعداد لا تحصى من المجرات، والنجوم، والسدم، ومساحات شاسعة في أقطار الفضاء.

وقال مارك كاميونكوفسكي، عالم الفيزياء بجامعة جون هوبكنز وأحد الباحثين في المشروع المشترك الذي توصل الى هذا الكشف، أمس الاثنين، في مؤتمر صحفي "يمثل الإكتشاف الحلقة المفقودة في علوم الفلك".

وموجات الجاذبية عبارة عن حركات موجية ضعيفة تنتشر عبر الاجرام بسرعة الضوء، وكان العلماء يجدون في البحث عنها منذ عشرات السنين لأنها تمثل الأدلة الغائبة في سياق نظريتين.

النظرية الاولى، وهي النظرية النسبية العامة لأينشتاين التي فتحت الباب على مصراعيه أمام الابحاث الحديثة في منشأ الكون وتطوره، والتي سعى فيها أينشتاين لتعميم مفاهيم نظريته الخاصة، إذ أضاف عام 1915 مفهومي التسارع والجاذبية لنظريته الخاصة التي وضعها عام 1905‭‭‭‬‬‬‬.


أما النظرية الثانية، فهي حديثة نسبيا، وظهرت في ثمانينات القرن الماضي، وأطلقت على موجات الجاذبية اسم التمدد الكوني، وترتكز على فكرة بديهية تقول بان الكون نشأ عن الانفجار العظيم، وهو عبارة عن انفجار في منظومة الزمان-المكان منذ 13.8 مليار عام.

وبلغت القياسات التي أعلنها علماء الفلك، أمس، نحو ضعف القياسات التي توقعها الباحثون بالنسبة لموجات الجاذبية، مما يوحي بامكان استنتاج كم كبير من المعلومات عن كيفية حدوث تمدد الكون.

وقد أمكن رصد موجات الجاذبية بالاستعانة بتليسكوب لاسلكي يتميز بقدرته على مسح الفضاء انطلاقا من القطب الجنوبي للأرض، وفحص ما يعرف بالموجات الكونية المتناهية الصغر، وهي عبارة عن اشعاع ضعيف ينتشر في أرجاء الكون.

ويمثل اكتشاف علماء الفلك في مختبر بيل لابس في نيوجيرزي عام 1964 لهذه الموجات الكونية خير دليل حتى الآن على أن الكون انبثق أصلًا من انفجار ذي درجة حرارة عالية للغاية، وتسبح هذه الموجات في الكون منذ 380 ألف عام عقب الانفجار العظيم.

وستترك لفرق بحثية أخرى من العلماء مهمة التحقق من تفاصيل هذا الاكتشاف بالاستعانة بمجموعة كبيرة من التليسكوبات الارضية والفضائية.

ومن شأن رصد موجات الجاذبية أن يساعد علماء الفيزياء على تحقيق حلم ظل يراود أينشتاين حتى قبل وفاته، ألا وهو توحيد جميع قوى الطبيعة الأربعة، وهي: القوة النووية الشديدة، والقوة النووية الضعيفة، والقوة الكهرومغناطيسية،‭‭‬‬‬ وقوة الجاذبية‭‭‬‬‬.
كلمات البحث