Close ad

مارجريت تاتشر.. ماتت المرأة الحديدية لكن التاتشرية مازالت تصارع للبقاء

8-4-2013 | 15:45
مارجريت تاتشر ماتت المرأة الحديدية لكن التاتشرية مازالت تصارع للبقاءمارجريت تاتشر
محمد سعد
تعرف رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، مارجريت تاتشر، بأنها المرأة الحديدية، ليس لأنها قادت حرب جزر الفوكلاند ضد المجلس العسكري في الأرجنتين، فحسب، ولكن لأنها كانت أحد مهندسي نصر الغرب في الحرب الباردة، مع صديقها، الرئيس الأمريكي الراحل، رونالد ريجان، وأحد مهندسي سياسات الليبرالية الجديدة، التي يعزي تطبيقها إليها، واتباعها سياسات لم تقبل المساومة عليها.

ولعل السياسات الاقتصادية النيوليبرالية، التي تشجع علي اقتصاد السوق الحر والمفتوح، وتعتمد إجراءات اقتصادية من ضمنها الخصخصة والاعتماد علي حكومات صغيرة والتجارة الحرة المفتوحة، كان الأبرز ضمن تركة تاتشر، والتي أثرت ليس فقط علي الاقتصاد البريطاني، ولكن ساهمت في إرساء نظام اقتصادي عالمي جديد، بات يوصف بأنه نظام متوحش، يزيد من غني الأغنياء ويزيد من فقر الفقراء، حتي أن تلك السياسات أصبحت تستمد اسمها من اسم تاتشر، لدرجة أن عرف بـ"التاتشرية".


ولدت تاتشر في الثالث عشر من أكتوبر عام 1925، وكانت تعمل ككيمائية قبل أن تنتخب عضواً بالبرلمان البريطاني في عام 1959، لتعين بعد ذلك بمنصب وزيرة التعليم والعلوم في حكومة المحفظين بزعامة إدوراد هيث التي تشكلت عام 1970.
وواصلت تاتشر صعودها، مستغلة أسلوبها الحازم وطريقة قيادتها التي لا تقبل المساومات السياسية، لتهزم منافسها هيث، في رئاسة حزب المحافظين، لتصبح زعيمة المعارضة التي كانت منصتها للانطلاق لسدة الحكم بعد فوزها في انتخابات 1979، لتصبح أول رئيسة وزراء في تاريخ بريطانيا.

مع دخول تاتشر، لمقر رئاسة الحكومة البريطانية في 10 داوننج سترييت، بدأت في اتباع سياسات اقتصادية صارمة لإيقاف نزيف الاقتصاد البريطاني، وبدأت في اتباع سياسات الليبرالية الجديدة، لتحرير السوق واتباع نظام التجارة الحرة، في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في اتباع نفس السياسات، لتبدأ حقبة "تاتشر -ريجان"، والتي أعادت صوغ الاقتصاد العالمي، وقد نجحت تاتشر في إيقاف نزيف الاقتصاد البريطاني، وإنهاء الكساد وتمكنت من إعادة الأمور لنصابها، إلا أن الاجراءات التي اتخذتها صبت بشدة في مصلحة العولمة، التي أضرت بالدول القابعة علي الناحية الأخري من المتوسط.
ويعد الحدث الأبرز في فترة توليها المنصب، خوض حرب جزر الفوكلاند عام 1982 ، والتي بدأت حين قرر المجلس العسكري بالأرجنتين، استعادة سيادته علي الجزر، وهو ما أغضب تاتشر التي قررت الدخول بقوة في معركة استمرت 74 يوماً لبسط السيطرة البريطانية علي الجزر.

وأرسلت تاتشر قوة بحرية بريطانية في 2 أبريل 1982 لتواجه القوات الأرجنتينية البحرية والجوية، انتهت باستسلام القوات الأرجنتينية في الرابع عشر من يونيو 1982، ومخلفة 649 قتيلا من القوات الأرحنتينية و255 جنديا بريطانيا و3 مدنيين من سكان الفوكلاند، ولايزال النزاع علي السيادة علي تلك الجزر قائماً حتي الآن.
تركت تاتشر منصبها عام 1990، ولكنها لم تزل الشخصية الأكثر تأثيراً علي السياسات الاقتصادية البريطانية، وخلفت أفكاراً حول دور الدولة في المجتمع باتت تنسخ لتطبق في دول كثيرة أخري، وكانت تاتشر سبباً في تقارب أمريكي بريطاني غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، سارت بريطانيا علي دربه مذاك الحين.

بدأت صحة تاتشر في التدهور أوائل الألفية الجديدة، وأصيبت بعدة نوبات قلبية صغيرة في الفترة ما بين 2001 إلي 2002، وكشفت ابنتها عن إصابتها بالنسيان المتزايد عام 2008، والذي أثر علي ذاكرتها بشكل كبير.
ومنعها مرضها من حضور حفل احتفاء بعيد ميلادها الخماس والثمانين في 2010 أعده لها رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، ومن حضور حفل الزواج الملكي للأمير ويليام وزوجته دوقة كمبريدج الآن، كيت ميدلتون.

ويذكر أن تاتشر نشرت مذكراتها علي جزئين الأول بعنوان "سنوات داوننج ستريت" عام 1993، والثاني "الطريق إلي السلطة" عام 1995.







كلمات البحث
الأكثر قراءة