وسط أجواء ضبابية، ينتظر الجميع فى الكويت أن يصدر اليوم مرسوم تكليف الشيخ جابر المبارك بتشكيل الحكومة الجديدة، فيما استمرت تحذيرات كتلة الأغلبية في مجلس 2012 من إجراء أي تعديل في نظام الدوائر الانتخابية أو آلية التصويت.
وقد انطلقت رسائل وطنية من بين حضور حاشد وصل إلى أكثر من 4 آلاف شخص في ندوة "الكويت إلى أين؟ "، التي أقامها النائب محمد الصقر أمس، إلى كل من يهمه الأمر ، بأن الساحة السياسية الكويتية ليست ملك طرف واحد، وأن القرار لكويتي الوطني لا يمكن أن يختطف بالغلبة، ولا يمكن أن يستند إلى ارتفاع الصوت.
وأجمع المتحدثون في الندوة على أن أخطاء الحكومة لا تبرر أبدا خطايا الطعن بالدستور والقضاء ، مؤكدين أن الديمقراطية في أي بلد تقاس بمدى نزاهة القضاء، لافتين إلى أن القضاء تحصن بالدستور، وهذا هو المكسب الأساسي في حكم المحكمة الدستورية التاريخي، وشددوا على أن الخطاب الفئوي يكسب انتخابيًا، لكنه لا يبني وطنا ، داعين أهل الكويت إلى أن يخلقوا مجلسًا قويًا للحفاظ على بلدهم.
وتجتمع كتلة الأغلبية مساء اليوم الأربعاء لمناقشة مشروعها الإصلاحي واتخاذ موقف من احتمالات تغيير نظام التصويت، وقد شدد النائب مسلم البراك على أن العبث في الدوائر وتغيير آلية التصويت سيخلقان مواجهة بين السلطة وأبناء الشعب الكويتي، وأن الضغوط التي تُمارَس هنا وهناك للعبث بالدوائر الانتخابية أو بالنظام الانتخابي من خلال تقليص حق الناخب في الاختيار من 4 إلى 2 ما هي إلا تزوير لإرادة الناخب ، وحذر من أن أي مساس بالنظام الانتخابي سيواجهه أبناء الشعب الكويتي بالنزول إلى الشارع والاعتصامات السلمية، وأن المراهنة على غير الشعب أثبتت كل الأحداث التاريخية أن مصيرها الفشل والخذلان.
وقد أكدت مصادر نيابية ان سبب خشية نواب الأغلبية من تغيير الدوائر أو آلية التصويت هي خسارتهم مقاعدهم رغم اقتناعهم بأنها الأفضل، وأوضحت ان الهجوم غير المبرر على الحكومة إذا تم تعديل الدوائر سببه الخوف من مخرجات الدوائر الخمس التي ستشهد إذا ما تغيرت آلية التصويت تغيراً قد يصل إلى 60؟، وقالت ان النظام الحالي يتيح للمرشح القوي في الدائرة تبديل الاصوات مع مرشحين من نفس التوجه والتحالف معهم، وبذلك يتمكن ان ينتشل معه اكثر من مرشح ، وإذا ما تغير نظام آلية التصويت فستفشل جميع مخططات نواب الأغلبية التي جهزوها لخوض الانتخابات المقبلة.