Close ad

أزمة المعاشات تخفض صوت " بي بي سي"

4-11-2010 | 17:56
لندن- بوابة الأهرام
في صباح الجمعة لن يكون صوت التنويه من لندن قائلا : " هنا بي بي سي " بنفس القوة ولا حتى التكرار الذي اشتهرت به هيئة الإذاعة البريطانية على مدار عقود، ولمدة يومين سيتم تقليص ساعات بث نشرات الأخبار والبرامج الإخبارية.
فقد أعلنت الهيئة حالة الطوارئ لمواجهة أحد أكبر سلسلة إضرابات في تاريخها بسبب الخلافات الواسعة بين الإدارة والعاملين بالمؤسسة العريقة حول إصلاح صندوق المعاشات المنهار.
من المقرر أن يبدأ العاملون، بمختلف تخصصاتهم من الصحفيين والمصورين والفنيين في جميع فروع ومقار وخدمات بي بي سي التليفزيونية والإذاعية وعلى الإنترنت ، بمختلف لغاتها ،إضرابا أوليا عن العمل لمدة يومين في الساعة الأولى من صباح الجمعة. وأعلنت نقابة الصحفيين البريطانيين الرئيسية أنه ما لم تتم الاستجابة للعاملين بتعديل مقترحات إصلاح نظام المعاشات فإن الإضرابات سوف تستمر.
وقالت في بيان رسمي إن الجولة الثانية من الإضرابات "سوف تتم يومي الخامس عشر والسادس عشر من الشهر الحالي". وأشارت أنه سيتم الإعلان عن المزيد من الإضرابات إذا أصرت الإدارة على موقفها .
ويطالب المضربون بوقف مشروع إصلاح نظام المعاشات الذي ينص على زيادات مساهمات أعضاء صندوق المعاشات ومد سنوات العمل والحصول على معاشات أقل بعد التقاعد.
وقالت النقابة في بيان رسمي إن هذه المشروع غير عادل. وتتحمل إدارة الصندوق مسئولية الفشل في إدارته. ويقول البيان إن الإدارة لا تعطي أرقاما واقعية حول ميزانية الصندوق.
من ناحيتها، تقول الإدارة إن هذه الإصلاحات ضرورية لو أريد الإبقاء على صندوق المعاشات . وتشير إلى أن مقترحاتها هي الوسيلة الوحيدة لتجاوز العجز المالي الضخم في الصندوق.
إلا أن نقابة الصحفيين تشير إلى أن الإدارة ل اتعطي أرقاما دقيقة وواقعية حول حجم العجز.
ويذكر أن صندوق معاشات البي بي سي كان يشتهر بأنه واحد من أفضل صناديق المعاشات في بريطانيا.
وعبرت إدارة بي بي سي عما وصفتها بخيبة الأمل والإحباط إزاء إقدام العاملين على الإضراب.
وفي رسالة بريدية إلى كل العاملين في المؤسسة قال المديرالعام مارك طومسون إن" عرض الإدارة بشأن إصلاح صندوق المعاشات عادل". وأضاف أنه " العرض النهائي".
وأقر طومسون بأن الإضراب قد " يؤدي إلى تقليل مواد البث أو حفض جودتها ". غير أنه أضاف أنه " لن يوقف العجز في صندوق المعاشات".
ووفقا لحسابات النقابة فإن كل مشارك في الصندوق سوف يخسر، وفقا لمقترحات الإدارة ، ما بين 10 آلاف إلى 25 ألف جنيه استرليني بعد التقاعد، فضلا عن الاستمرار في العمل حتى سن 65 بدلا من 60 عاما حاليا للحصول على معاش كاف.
وحسب أرقام الإدارة ، فإن العجز في الصندوق بلغ 2 مليار جنيه استرليني مؤخرا. وكان العجز قد وصل إلى 450 مليون جنيه استرليني قبل عامين.
وقبيل ساعات من بدء الإضراب الأول ، نشط ممثلو نقابات العاملين المختلفة في إقناع كل العاملين بالمشاركة فيه كوسيلة مؤثرة للضغط على إدارة بي بي سي للعدول عن مشروع إصلاح صندوق المعاشات.
وفي مكاتب ومقار بي بي سي ، نشطت حملة منشورات تهدف إلى حشد تأييد العاملين غير الأعضاء في النقابات للإضراب. ويطالب أحد المنشورات "بوقف سرقة صندوق معاشات بي بي سي".
وأدت بوادر الإقبال على الإضراب، إلى حالة من الطوارئ والاضطراب في جميع محطات الإذاعة والتليفزيون وخدمات الإنترنت بمختلف اللغات ، وسط مخاوف قوية من إصابة المؤسسة العريقة بالشلل التام.
وتسعى الإدارة لتفادي الآثار السلبية للإضراب على نشرات وبرامج بي بي سي. واضطرت الأقسام المختلفة إلى استدعاء خطة طوارئ تقضي بتقليص نشرات الأخبار إلى مواجيز إخبارية قصيرة يليها إعادة لبرامج قديمة.
ويبدأ الإضراب الأول لمدة يومين بداية من الدقيقة الأولى من صباح الجمعة وحتى نهاية يوم السبت. ومن المقرر أن يضرب الصحفيون والعاملون مرة أخرى يومي الخامس عشر والسادس عشر من الشهر الحالي.
ووفقا للقانون ، فإن الإدارة لا تستطيع أن تلزم العاملين بعدم الاستجابة للدعوة للإضراب الذي كان 90في المائة من أعضاء نقابات الصحفيين والعاملين الفنيين والمصورين.
يذكر أن البي بي سي هي أول مؤسسة بريطانية عامة تقدم على إجراءات شاملة في صندوق المعاشات منذ بدء الأزمة المالية التي أدت إلى برنامج تقشف صارم من جانب الحكومة.
ويطالب العاملون بمزيد من الشفافية في تحديد المسئولين عن العجز في الصندوق، ويشكون في أن المسئوولين يسيئون إدارة الصندوق. ويتوقعون أن يحصل كبار المسئولين التنفيذيين في بي بي سي على معاش يصل إلى 220 ألف جنيه استرليني سنويا، فإن الإصلاحات المقترحة تجور على حقوق العاملين الأقل من حيث الدخل وتحملهم الأعباء المالية.
كلمات البحث