ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني الجمعة بما اعتبر أنها "إهانات" و"اتهامات لا أساس لها" تظهر كيف أن الولايات المتحدة "وحيدة ضد إيران"، وذلك ردا منه على "الاستراتيجية" الأميركية الجديدة تجاه بلاده وتلويح الرئيس الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي.
موضوعات مقترحة
وقال روحاني في خطاب متلفز بعد خطاب جديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن فيه استراتيجية جديدة ضد ايران "اليوم، ترفض الولايات المتحدة الاتفاق النووي أكثر من اي وقت مضى وهي ضد الشعب الإيراني أكثر من أي وقت مضى".
وشدد روحاني على رد الفعل السريع للدول الأوروبية التي أعلنت تأييدها للاتفاق النووي.
وأعلن ترامب في خطابه أنه "لن يقرّ" بأنّ طهران تحترم تعهداتها في الاتفاق النووي الموقع في يوليو 2015 بين إيران والدول الست (المانيا، الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا وروسيا)، على الرغم من تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة مراقبة تنفيذ الاتفاق، أن إيران ملتزمة به.
وأعلن ترامب عن عقوبات "قاسية" جديدة ضد الحرس الثوري الايراني المتهم بـ"دعم الارهاب"، ملوحا بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وقال روحاني إن الرئيس الأميركي "لم يقرأ القانون الدولي" متسائلا "هل يستطيع رئيس بمفرده الغاء اتفاق دولي ومتعدد الاطراف؟. يبدو انه يجهل ان هذا الاتفاق ليس اتفاقا ثنائيا بين ايران والولايات المتحدة".
واعتبر أن "تصريحات (ترامب) هي مجموعة من الإهانات والاتهامات التي لا أساس لها"، ردا على اتهام ترامب للنظام الإيراني بأنه "ديكتاتوري".
وكرر روحاني أن "الاتفاق النووي لا يقبل التغيير، لا يمكن ان نضيف اليه بندا او ملاحظة. ما دامت مصالحنا تفرض ذلك، سنبقى (نلتزم) الاتفاق النووي وسنتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن اذا لم تراع مصالحنا يوما ما فلن نتردد لحظة واحدة وسنرد".
وسمح الاتفاق النووي الموقع في 2015 بتعليق العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على ايران مقابل تعهد طهران عدم السعي لامتلاك قنبلة نووية.
وفي تصريح رسمي نشرته على موقعها الإلكتروني أكدت وزارة الخارجية الايرانية ان "(عناصر) الحرس الثوري هم ابطال قوميون وكل خطأ (بحقهم) من قبل الحكومة او الكونغرس الاميركي سيثير غضب وكراهية الشعب الايراني وردة فعل سيندمون عليها. الرئيس الاميركي يتحمل وحده مسؤولية عمل خطير كهذا".
وأضافت الوزارة "الجمهورية الاسلامية في ايران لن تكون أول من يخرج من الاتفاق النووي ولكن اذا لم تُحترم حقوق إيران ومصالحها في إطار الاتفاق ستضع حدا لتعهداتها كافة وستعاود انشطتها النووية السلمية بدون اي حدود".
وكان ترامب هدد أنه يمكنه بصفته رئيسا إلغاء مشاركة بلاده في الاتفاق "في أي وقت".
وندد روحاني باستخدام ترامب مصطلح "الخليج العربي" في خطابه.
وأعرب العديد من الإيرانيين عن استيائهم من خطاب ترامب واستخدامه مصطلح "الخليج العربي"، في حين نشطت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية تدعو إلى عدم الوثوق مطلقا بالولايات المتحدة.
واعتبرت شاهين دوخت ملاوردي مستشارة الرئيس الايراني على تويتر ان خطاب ترامب "يسلط الضوء على الماضي الاميركي الدامي بالاجتياح، والانتشار العسكري وزعزعة استقرار الشرق الأوسط".
بدورها كتبت معصومة ابتكار نائبة الرئيس الايراني لشؤون المرأة والعائلة "ايران ستقاوم الهيمنة موحدة"، مرفقة تغريدتها بصورة إعلام إيرانية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن المتحدث باسم الجيش الايراني مسعود جزايري أن القوات المسلحة الإيرانية "ستتابع بتصميم أكبر من أي وقت مضى مسار تطوير قدراتها الدفاعية وتعزيزها".