Close ad

هُنا إسرائيل.. العنصرية تدفع العرب إلى هجر قراهم وإعلام الاحتلال يعترف بالمأساة.. والعربية تصارع أمام العبرية

14-2-2017 | 09:47
هُنا إسرائيل العنصرية تدفع العرب إلى هجر قراهم وإعلام الاحتلال يعترف بالمأساة والعربية تصارع أمام العبريةالشيخ رائد صلاح ونيتينياهو
معتز أحمد

تتواصل ردود الفعل على الساحة الإسرائيلية عقب بدء التليفزيون وتحديدا القناة العاشرة يوم أمس الاثنين ببث تقارير وثائقية عن الفلسطينيين من ابناء الداخل الفلسطيني والكشف عن السياسات العنصرية ضدهم، ومن يقومون الآن بترك قراهم ومدنهم والعيش بسبب الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة.

موضوعات مقترحة

وأشارت التقارير ، التي أثارت وما زالت تثير جدلا واسعا منذ بثها بالأمس في إسرائيل ، إلى أن الكثير من العرب يتركون قراهم ويذهبون إلى مناطق أخرى مثل تل أبيب أو غيرها من المدن آملين في أن يسهم هذا الأمر في تحسن أوضاعهم.

اللافت أن بث هذه التقارير يتزامن مع عدد من التقارير التي تحرص عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية على بثها عن العرب في إسرائيل ، مشيرة إلى مواجهتهم للكثير من التحديات، وهي التحديات التي تتبلور في الكثير من السياسات أو القرارات التي تصدرها الحكومة الإسرائيلية أو ما يتخذه هؤلاء العرب من سلوكيات.


رائد صلاح


المثير للانتباه أيضا أن بث هذه التقارير يتزامن مع الحملة التي أعلن عنها أخيرا الشيخ رائد صلاح ، رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل ، والذي أعلن عن مبادرة "لمحاربة اللغة العبرية ، وهي المبادرة التي تقوم على تغريم أي عربي يتحدث باللغة العبرية بعشرة شواكل.


ورغم بساطة هذا المبلغ إلا أن الرمزية في هذه الحملة أثارت انتباه الكثير من الدوائر الإسرائيلية ، وهو ما يفسر على سبيل المثال وصف موقع المصدر الإسرائيلي لهذه الحملة بأنها جديدة وفريدة من نوعها، تدعو إلى مقاطعة اللغة العبريّة ، بل وتأتي كجزء من الحرب الموجهة إلى الشبان في المجتمَع العربي، ومحاولة لإبعادهم عن المجتمَع الإسرائيلي وتقريبهم من المجتمَع الفلسطيني.


الأحزاب العربية
ولا يختلف وضع الشيخ رائد صلاح عن الأحزاب العربية في إسرائيل ، وتحديدا الأحزاب الكبرى مثل التجمع أو الجبهة الشعبية أو الحركة الإسلامية أو الحركة العربية للتغيير، وجميعها تنتقد وبشدة أي محاولة لضم العرب في المؤسسات الإسرائيلية بل وتدعو أن هذا يأتي ضمن سياسات الأسرلة التي تحرص اسرائيل على انتهاجها.


الجيش الإسرائيلي
غير أن هناك الكثير من المؤسسات التي تسعى إلى مقاومة هذه المحاولات ودمج العرب في المجتمع الإسرائيلي مثل الجيش،الأمر الذي بات محل اهتمام الكثير من الدوائر الإسرائيلية والأهم من هذا متابعة الصحف ووسائل الإعلام سواء العربية أو الغربية على حد سواء.


وعلى سبيل المثال أجرى موقع المصدر الإسرائيلي حوارًا مع بشير صالحي، وهو أحد الضباط العرب البدو بالجيش والذي يقول في هذا الحوار إنه سعيد بخطوة الانضمام للجيش والتي بدأها في سن 18 عاما حيث انضم إلى كتيبة المشاة البدو. ويضيف هذا الضابط البدوي للمصدر أنه ومنذ التحاقه بالجيش وهو يحلم بأن يكون ضابطا، وهو أمر أبرزه الموقع ، الأمر الذي يعد رسالة واضحة على أهمية وحساسية خطوة ضم العرب للجيش الإسرائيلي في النهاية.

 
وردًا على سؤال وجهه له الموقع عما إذا كان حظي بدعم من المقرّبين منه قال هذا الضابط إنه حظي بدعم من أبناء عائلته، ومن والده تحديدا ، مشيرا إلي أن البدو في النهاية جزء من هذه الدولة، مواطنون متساوون فى الحقوق، و"لذلك نشعر بفخر الخدمة في الجيش".


اللافت هنا في هذا الحوار سعي الموقع الإسرائيلي إلى إبراز أن البدو في إسرائيل بأنهم مواطنون عاديون متساوون في الحقوق وعليهم واجبات ، وهى رسالة تسعى دولة الاحتلال وفي ذروة الحديث الآن عن حقوق العرب الفلسطينيين إلى إبرازها بقوة.


بدوره يشير الرائد فواز صالح الضابط بالوحدة الصحراوية البدوية ، إلى أهمية انضمام العرب في إسرائيل للجيش الإسرائيلي ، موضحا أن الكثير من العرب يعتقدون أن البدو يتواجدون فقط في الوحدات العسكرية الموجودة جنوبي إسرائيل ، إلا أن هذا الأمر غير صحيح حيث يتوزع البدو في الكثير من المناطق العسكرية المتعددة الآن ، سواء الشمالية أو الوسطى ، وهو أمر يأتي كمحاولة من القيادة العسكرية بالجيش الإسرائيلي الاستفادة من الخبرة العسكرية التي يكتسبها العسكريون في المناطق الحدودية الجنوبية لتتوزع على بقية المناطق ، خاصة مع سخونة الكثير من هذه المناطق على الساحة خاصة المنطقة الوسطى التي تعني المناطق الفلسطينية والضفة الغربية.


والمعروف أن الوحدة الصحراوية البدوية اقُيمت لأول مرة عام 1990 ، ومنذ هذا الوقت حتى الآن وهي تعمل.


والمعروف أن هناك ما لا يقل عن 300 عسكري بدوي يلتحقون بالجيش في الدورة العسكرية الواحدة ، وهؤلاء ينضمون للجيش في إطار الخدمة الإلزامية لمدة 3 سنوات، فضلا عن تخريج عدد من الضباط الإسرائيليين سنويا من الجيش .


اللافت هنا ان الرائد فواز صالح يتوقف عن الحديث عن اندماج العرب في المجتمع الإسرائيلي عند طرح إمكانية تجنيد المرأة البدوية في الجيش الإسرائيلي .


ويشير إلى رفضه تماما لهذا الأمر ، موضحا أن المرأة البدوية لها الكثير من التقاليد الخاصة ، ومن غير المقبول انضمامها للجيش. غير أن فواز فتح الباب يشير إلى إمكانية دمج المرأة البدوية بالمجتمع الإسرائيلي من خلال الخدمة العامة. والخدمة العامة هي نوع من الخدمات الرسمية في إسرائيل ، وهي تنطوي على الخدمة في المستشفيات وتقديم المساعدات الخدماتية للافراد بالمجتمع ولكن في إطار رسمي.


اللافت أن التليفزيون الإسرائيلي يشير في تقرر له إلى وجود بعض من التغيرات في العلاقة مع البدو أخيرا بسبب عدد من الأحداث ، وتحديدا أحداث قرية أم الحيران ، وهي القرية التي حاولت إسرائيل إخلاءها من السكان العرب بسبب تواجدهم بصورة غير قانونية بها .


ويعترف الرائد فواز عند الحديث عن هذه النقطة أن لا ضرر في القيام بالإخلاء ولكن بشرط أن توفر الدولة بديلًا للقرى البدوية العامة .
نداف جبرئيل.


غير أن هذه القضية ، ويقصد هنا ضم العرب للجيش بالتحديد ومحاولة الاندماج مع المجتمع الإسرائيلي، تتزايد تعقيدا مع دخول عدد من رجال الدين ذاتهم في هذه القضية ومحاولتهم حث العرب على اتخاذ هذه الخطوة ، مثل القس نداف جبرئيل الذي يدعو لضم الشبان العرب للجيش الإسرائيلي ، ولهذا تم تكريمه ولقائه أكثر من مرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.


عموما فإن ما طرحه التليفزيون الإسرائيلي مساء أمس يعكس تطورا مهما، ويكشف عن واحدة من أعقد المشاكل التي تواجه إسرائيل الآن وهي اندماج العرب في الدولة ، وهو تحدِ بات من الواضح أن الكثير من المؤسسات الإسرائيلية تشارك به.


١١

١١

١١
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة