Close ad

قرن من العداوة بين أميركا وكوبا ينتهي بصفحة دبلوماسية جديدة

18-7-2015 | 07:50
قرن من العداوة بين أميركا وكوبا ينتهي بصفحة دبلوماسية جديدةصورة أرشيفية
الفرنسية
مع عودة علاقاتهما الدبلوماسية رسميا تفتح الولايات المتحدة وكوبا الاثنين صفحة جديدة في علاقاتهما التي تميزت في القرن العشرين بالهيمنة الأميركية ثم عداوة الحرب الباردة.

تعود العلاقات الأميركية الكوبية إلى العام 1989 عندما أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى الجزيرة لمساندة الاستقلاليين الكوبيين في حربهم ضد المستعمرين الأسبان.

ومع انتهاء النزاع في العام نفسه حصلت واشنطن بموجب معاهدة باريس على الفيليبين وغوام وبورتوريكو ونالت الجزيرة استقلالها. لكن حكومة عسكرية أميركية أقيمت فيها.

وفي العام 1902 سمحت هذه الحكومة بقيام جمهورية كوبا المستقلة، لكن الأميركيين احتفظوا بالسيطرة على الجزيرة من خلال إدخال بند (تعديل بلات) في دستورها يسمح لها بحرية التدخل عسكريا.

وفي 1903 منحت معاهدة اميركية كوبية واشنطن حق استئجار دائم على ارض غوانتانامو (جنوب شرق كوبا) حيث اقامت في 2002 معسكر اعتقال.
وبلغت السيطرة الاميركية على كوبا ذروتها في عشرينات القرن الماضي عندما فرض سفيرها الجنرال اينوش كرودر حكومة موازية فعلية على الجزيرة. وفي تلك الحقبة اقيمت شركات اميركية عديدة وفق شروط مواتية لمصلحتها.
وفي كانون الثاني/يناير 1928 قام الرئيس الاميركي كلافن كوليدج بزيارة الى كوبا، الوحيدة لرئيس اميركي، لمناسبة مؤتمر للدول الاميركية.
واستمرت هيمنة واشنطن السياسية والاقتصادية على هذه الجزيرة التي تبعد اقل من مئتي كيلومتر، اثناء عهد فولجنسيو باتيستا الرجل القوي في البلاد اعتبارا من ثلاثينات القرن الماضي.
وفي 1959 مع وصول فيدل كاسترو ورفاقه الى الحكم الذي قوبل باللامبالاة في البداية في واشنطن، سجلت بداية قطيعة شاملة بين البلدين.
ومع اطلاق نظام كاسترو اصلاحا زراعيا مرفقا بحملة واسعة لعمليات تأميم اراض وشركات اميركية اصبحت الولايات المتحدة عدوا، وبسرعة رد الرئيس دوايت ايزنهاور بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هافانا في الثالث من كانون الثاني/يناير 1961.
وبعيد ذلك، في نيسان/ابريل، اسهمت هزيمة قوات معادية لكاسترو ومدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في خليج الخنازير في تفاقم الوضع.

ثم قررت الولايات المتحدة في شباط/فبراير 1962 فرض حظر مالي واقتصادي على الجزيرة فيما اقترب نظام فيدل كاسترو في تلك الاونة من موسكو وبدأ يقدم دعمه لحركات ثورية اخرى في اميركا اللاتينية.

وفي اكتوبر من تلك السنة كادت ازمة الصواريخ النووية السوفياتية الشهيرة في الجزيرة تتحول الى نزاع نووي عالمي. وفي ذلك الوقت كرس فيدل كاسترو الطابع الشيوعي لثورته.

وفي 1966 صوت الكونغرس الاميركي على "قانون تصحيح الوضع" الذي دفع اكثر من مليون كوبي الى الهجرة الى الولايات المتحدة، اولا لاسباب سياسية ثم اقتصادية.

وبعد انهيار الكتلة السوفياتية الذي كان منعطفا دمغ القرن فتحت صفحة جديدة بدفع من الرئيسين الكوبي راوول كاسترو والاميركي باراك اوباما الذي اقر بفشل السياسة الاميركية تجاه كوبا.

ومع المصافحة التاريخية التي جرت في كانون الاول/ديسمبر 2013 في جوهانسبورغ عقدت مفاوضات ل18 شهرا احيطت بسرية كبيرة، ثم جاء الاعلان التاريخي في 17 كانون الاول/ديسمبر 2014 عن تقارب البلدين.
كلمات البحث
الأكثر قراءة