قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن قطر تعاقدت مع شركتين أمريكيتين تهدفان إلى التأثير على صناع السياسة في واشنطن وكشف فضائح سياسيين أمريكيين بهدف ابتزازهم والتأثير عليهم، في سعي للتفوق على النفوذ السعودي في واشنطن وسط أزمة خليجية هي الأكبر بين السعودية وحلفائها وقطر من ناحية أخرى.
موضوعات مقترحة
وأسس الشركة الأولى المختصة بالضغط والحصول على نفوذ سياسي لعملائها في واشنطن، كوري لينداوسكي، وهو مدير سابق لحملة ترامب الانتخابية واستقال من الحملة في يونيو 2016.
ووصل النزاع بين قطر والسعودية إلى لوحات الدعاية على سيارات التاكسي في لندن وقنوات التليفزيونية الأمريكية التي يذيع الطرفان عبرها إعلانات موجهة تهدف لاستمالة الرأي العام ضد الطرف الآخر.
وقالت الوكالة، إن اختيار شركة أسس مساعد سابق لترامب، يعني أن قطر تبحث عن نفوذ وحرية أكبر في الوصول للبيت الأبيض الذي تربطه علاقات قوية بالسعودية.
وتوقعت الوكالة، أن يكون الصراع على إحداث "انقلاب دبلوماسي" في واشنطن، بمثابة معركة صعبة بالنسبة لقطر أمام السعودية.
ونقلت الوكالة عن كريستين كوتس، باحثة بمعهد جيمس بايكر الثالث للسياسة العامة، قولها إن قطر تحاول متأخرة جدًا لزيادة جهودها لمواجهة التحدي الذي تقابله في واشنطن، وأضافت أن الأزمة القطرية التي انخفضت وتيرتها وتحولت إلي مواجهة طويلة الأمد أو تأهب من الطرفين، تحولت الآن في أحدث مراحلها إلى صراع لكسب القلوب والعقول في واشنطن.
وتضم شركة الدعاية السياسية الأمريكية، في أحد أعضائها، مديرًا سابقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقد رفضت الشركة التعليق على التعاقد حين حاولت الأسوشيتدبرس مراسلتها.
ووفقًا للوثائق التي تم تقديمها حديثا إلى وزارة العدل الأمريكية، فقد استعانت قطر بشركة "آفنيو استراتيجيز العالمية" بمبلغ 150 ألف دولار شهريًا "لتوفير البحوث والعلاقات الحكومية والخدمات الاستشارية الإستراتيجية". كما ينص العقد على أن "النشاط قد يشمل الاتصالات مع أعضاء الكونجرس والمسئولين التنفيذيين ووسائط الإعلام وغيرهم من الأفراد".
وأوضحت وكالة أسوشيتدبرس، تزامن تأسيس ليواندوسكي لشركته بعد انتخابات نوفمبر التي نصبت ترامب رئيسًا للبيت الأبيض. وقد استقال ليواندوسكى من الشركة في مايو قائلًا إنه يشعر بالاضطراب بسبب مشروع متعلق بالشركات لم يوافق عليه. بينما بدأت شركاء آخرون في "أفينيو" بتأسيس شركة خاصة بهم واستهدفوا عملاء في أوروبا الشرقية مع وعود بالوصول إلى ترامب ومسئولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض. كما وقعت قطر عقدًا مدته ثلاثة أشهر بقيمة 1.1 مليون دولار مع شركة أبحاث المعارضة، وفقا لما ذكرته وزارة العدل.
وعلى الرغم من استضافة قطر قاعدة عسكرية أمريكية كبرى، فإن قطر كانت هدفًا لترامب لتمويلها المزعوم للمتطرفين، وهو أمر تنفيه الدوحة. معربة عن أن المملكة العربية السعودية تتمتع بعلاقات وثيقة مع ترامب، فضلًا عن زوج ابنته "جاريد كوشنر".
تنفق السعودية ملايين الدولارات في واشنطن، بما في ذلك آخر دفعة لمعارضة قانون يسمح لأسر الضحايا في 11 سبتمبر بمقاضاة الرياض في المحاكم الأمريكية. وتقوم شركات الضغط التابعة لها بتقديم مذكرات ضد قطر.
وفي الوقت نفسه، أطلقت منظمة تدعى لجنة شئون العلاقات العامة الأميركية السعودية حملة على الإنترنت تسمى المطلع بالشئون القطرية - قطر انسيدر- تسلط الضوء على المواد التي تنتقد الدوحة. كما قامت اللجنة بدفع مبلغ 138 ألف دولار لتدشين إعلان مناهض لقطر على محطة تليفزيون محلية فى واشنطن، وفقا لما ذكرته قناة الجزيرة الفضائية القطرية التى تمولها قطر. وقالت ريم دافا، المديرة التنفيذية للجنة، المعروفة اختصارًا باسم " SAPRAC ": "هدفنا هو أن نري الشعب الأمريكي أن قطر تستخدم سياسة خارجية تضر بحلفائها وتساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي".