رغم هدوء الأوضاع النسبي في قطاع غزة، فإن عددا من الصحف ووسائل الإعلام ومواقع الإنترنت الفلسطينية أبرزت المظاهرات التي خرجت أخيرًا في قطاع غزة ، وهي المظاهرات التي شارك فيها عدد من العاملين بالقطاع الصحي، حتى المرضى في القطاع، قبالة المقار الخاصة بمنظمات حقوق الإنسان في غزة.
موضوعات مقترحة
وبات واضحاً أن هناك حالة من الغضب تسيطر على عدد من الدوائر الصحية بالقطاع، منذ قرار الحكومة الفلسطينية تخفيض الاعتمادات المالية والنفقات المخصصة لتطوير ميزانية الصحة بالقطاع.
والأهم من هذا، بحسب التقارير الفلسطينية، اتخاذ قرار بإحالة عدد من المسئولين في القطاع الصحي بغزة إلى التقاعد.
وعن سبب لجوء هؤلاء الاطباء والعاملين بالقطاع الصحي للتظاهر أمام جماعات حقوق الانسان الفلسطينية بالقطاع، يقول مصدر فلسطيني لـ"بوابة الأهرام" إن السبب الرئيسي وراء ذلك يعود إلى شعور المتظاهرين بأن هذه المؤسسات لم تتصد للإجراءات العقابية التي تم اتخاذها ضدهم ، خاصة أن عددًا من العاملين بهذه المنظمات يتلقي علاجه في إسرائيل، نظرًا لصعوبة أوضاع المستشفيات والمراكز الصحية والاستشفائية بالقطاع.
من جانبه، يقول مصدر طبي في غزة لـ"بوابة الأهرام" أيضًا، إن التطورات المتلاحقة التي ألمت بالقطاع الطبي في غزة ستدخل القطاع في أزمة واضحة، خاصة أن هناك شعورًا بالظلم الواضح والبين الذي يشعر به الفلسطينيون من الأطباء، وتحديدًا منذ قرار إحالة عدد من العاملين بالمستشفيات والمؤسسات الصحية إلى التقاعد، وهو قرار يرى فيه كبار الخبراء والمتخصصين الفلسطينيين بالقطاع أنه سيسبب مشكلة عميقة لهم، مع خبرة الكثير ممن تمت إحالتهم للتقاعد، والاحتياج إليهم في تنظيم وإعداد العمل الطبي بالقطاع.
المثير للانتباه أن المظاهرات التي قام بها العاملون بالقطاع الصحي اندلعت قبالة جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية، وعن السبب في هذا قال مصدر طبي فلسطيني لـ"بوابة الأهرام" إن هذه التظاهرات كانت رسالة واضحة بضرورة إخراج القطاع الصحي من أي أزمة تقع بين حركتى حماس وفتح، موضحًا أن الحكومة الفلسطينية، أو بالأدق مصادر بها، رأت صراحة أن قرارات الحكومة الفلسطينية جاءت ضد القطاع الصحي في غزة، بسبب اتهامه بضم عناصر من حركة "حماس" لا يجوز الصمت على ممارساتها، وهو ما أدى إلى استمرار تفجر هذه الأزمة.
على أي حال، فإن تواصل هذه الأزمة يمثل خطرًا بالغًا يجب الحذر منه، خاصة عقب تهديد الأطباء بمواصلة التظاهر بداية الأسبوع المقبل، في ظل عدم حل هذه الأزمة حتى الآن.