Close ad

هل تنجح سياسة "المقعد الخالي" العربية في حل المعضلة السورية؟

30-3-2017 | 14:52
هل تنجح سياسة المقعد الخالي العربية في حل المعضلة السورية؟صورة تعبيرية - الوضع السوري
هشام يونس

بالرغم من انخراط جامعة الدول العربية في كثير من المشكلات الإقليمية بالعالم العربي إلا أن المنظمة التي تعقد قمتها سنويا في شهر مارس باتت بعيدة عن المشاركة في حل المأساة الأكبر في المنطقة العربية وهي الحرب الدائرة في سوريا، وذلك بسبب تجميد مقعد دمشق.

موضوعات مقترحة


كان وزراء الخارجية العرب قد قرروا في نوفمبر 2011 تجميد مقعد سوريا بسبب "ممارسات النظام ضد الشعب"، وبينما حاولت دول عربية تسليم مقعد سوريا للائتلاف الوطني المعارض، وتم وضع علم "الثورة السورية" في قمة قطر 2012 إلا أن الأمر لم يستمر بسبب عدم اكتمال مؤسسات الائتلاف ليصبح المقعد خاليا في قمة الكويت 2013.


لكن دعوات روسية لإعادة سوريا للجامعة العربية قد تكررت خلال عدة أشهر قبل أن تصدر لجنة الشئون العربية في مجلس النواب المصري، بيانا قبل شهر من القمة العربية التي عقدت أمس في الأردن قالت فيه إن استمرار بقاء مقعد سوريا في الجامعة العربية شاغرًا أمرًا غير مقبول.
وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب للإعداد للقمة دعا إبراهيم الجعفري إلى عودة مقعد سوريا، وأضاف خلال الاجتماع الذي عقد في 7 مارس الجاري أن "الخلافات تحل بالحضور وليس بالغياب".
لكن الأمر ليس بالبيانات أو بالدعوات إذ إن دولا عربية تأخذ موقفا متشددا من النظام السوري لا ترى حلا في وجود الرئيس السوري بشار الأسد، فيما ترى قوى دولية تتزعمها روسيا وإقليمية تتزعمها إيران أنه لا حل إلا في وجود بشار.


وقد اعتبرت الحكومة السورية أن تجميد مقعد بلادها بالجامعة العربية هو انحياز في الصراع الدائر على الأرض السورية، ومن ثم أصبحت الجامعة العربية طرفا غير مسموع الكلمة وليس وسيطا يملك مرونة التحرك هنا أو هناك.


ولا تملك الجامعة العربية حاليا سوى تقديم دعم معنوي للدول التي تستقبل اللاجئين السوريين مثل الأردن ولبنان أو أن تدعو لتقديم دعم مادي لهذه الدول دون أن تحدد مبالغ أو تعتمد آلية أو تضع خطة زمنية.


وتنتظر الجامعة العربية وتراقب نتائج ما تسفر عنه نتائج مفاوضات "الأطراف الأخرى" في جنيف أو الأستانة دون قدرة على المشاركة أو الضغط على أي طرف، ووفقا لأمينها العام أحمد أبوالغيط فإنه يجب إحاطة الجامعة العربية بنتائج المفاوضات "حتى تستطيع المساعدة".


وبينما تضغط دول عربية كالعراق من أجل إعادة المقعد للحكومة في دمشق مدعومة بضغط دولي تتكفل به روسيا، فإن الجامعة العربية التي لا تحتفظ بأي صلات مع نظام الرئيس الأسد، لا تملك سوى التنديد بالتدخل العسكري المتعدد في الأراضي السورية.


وفيما يبقى المقعد خاليا إلا أن المأساة التي يدفع ثمنها الشعب السوري تجعل سجله مليئًا بالجراح التي لا تتفهمها مناورات الساسة أو مراوغات المؤسسات الدولية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: