شهدت المدينة المنورة احتفالية كبرى بمناسبة اختيارها "عاصمة السياحة الإسلامية". أقيم الحفل تحت رعاية رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ووزير السياحة المصرى محمد يحيي راشد، رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة وذلك بحديقة الملك فهد المركزية بالمدينة المنورة، والتي شارك فيها أكثر من ثلاثمائة شاب وفتاة، وبحضور صحفيين وإعلاميين من معظم الدول العربية.
وأكد سلطان بن سلمان أن اختيار وزراء الخارجية العرب للمدينة المنورة لهذا اللقب يعكس مكانتها لدى المسلمين وما لها من قيمة دينية وتاريخية، لاحتضانها المسجد النبوي، ومسجد قباء، والعديد من المعالم التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، ولما تضمه من معالم ومواقع سياحية وتراثية مهمة من متاحف وقصور تاريخية ومواقع أثرية، ومساجد تاريخية ارتبطت بأحداث السيرة والتابعين.
وقال: "يشرفني اليوم ويسعدني أن أشارك في انطلاق المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية، المدينة المنورة بما تحمله من مكانة كبيرة في قلوب المسلمين جميعًا"، مشيرًا إلى أن الهيئة عملت على عددٍ من المسارات لجعل المدينة المنورة المكان الأمثل والأهم لتتاح فيه الفرصة لجميع المسلمين بإذن الله تعالى للزيارة ولقاء أهل المدينة المنورة، ويأتون قبل كل شيء لزيارة الحرم النبوي الشريف، ويأتون ليعيشوا تجربة حقيقية من خلال زيارة مواقع التاريخ الإسلامي، وليجدوا جميع الخدمات والمرافق مهيأة وجاهزة لهم، وهذا ما نقوم به الآن ولله الحمد بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، وبمتابعة حثيثة وموفقة من الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، وجميع من يعمل معه، لجعل المدينة المنورة بإذن الله هي المكان الأفضل، والخيار الأول لمن يريد أن يأتي ويتمتع ويستفيد من هذا المكان المبارك.
وأكد أن المدينة المنورة حظيت باهتمام الدولة على مختلف المستويات، وشهدت حزمة من المشروعات التنموية الكبرى، ومن بينها مشروعات العناية بمواقع التاريخ الإسلامي حيث يجري العمل على تطوير مواقع الغزوات الكبرى بدر وأحد والخندق، والمساجد التاريخية المرتبطة بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، مشيرًا إلى تبني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينة المنورة ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية، وإلى المشروعات المهمة التي تنفذها المملكة لتوسعة الحرم وتطوير المنطقة المركزية.
وأضاف: "المدينة المنورة ولله الحمد، تشهد الآن انطلاقة كبيرة في تطوير المرافق، والخدمات، ومن ذلك مرافق الإيواء السياحي، والهيئة تعمل على حزمة مشروعات فيما يتعلق بمواقع التاريخ الإسلامي مع كل شركائها ومنها متحف المعارك الإسلامية الكبرى بموقع بدر التاريخي ـ مشروع تطوير وسط بدر، وجبل أحد، والخندق، والمعالم التاريخية المرتبطة بكل موقع، بالتعاون مع هيئة تطوير المدينة المنورة والأمانة".
وأشار إلى أن "المدينة المنورة هي أحد المسارات الرئيسة في مبادرة المملكة وجهة المسلمين، التي تعد إحدى مبادرات الهيئة المهمة، وقد بلغت التكاليف المعتمدة للمبادرة هذا العام 2,679 مليون ريال من المبلغ الإجمالي للمبادرة البالغ 25,000 مليون ريال".
وأضاف: "المدينة المنورة هي المستهدفة مع مكة المكرمة، لتكون هي المواقع الجاذبة لكل ما يهم المسلمين، سواء المعارض والمؤتمرات، أو الفعاليات، أو الاستشفاء أو التعلم، كما أننا نعمل الآن بتضامن كبير مع كل الجهات في المملكة، وكل شركائنا في المنطقة لكي نطور المتاحف الجديدة من ضمنها متاحف المعارك الإسلامية، مواقع الزوار، مواقع التاريخ الإسلامي،المساجد التاريخية التي تتم تطويرها الآن، متحف المدينة المنورة".
وتابع: "هناك الكثير من الأمور التي تجعل المدينة المنورة مكانًا للزيارة والبقاء لمدد أطول، فنحن نستهدف أن نفتح القلوب قبل الأبواب لكل المسلمين؛ ليأتوا مع أسرهم ومع أبنائهم، ومن أهم التحديات اليوم التي نواجهها في هذا العالم الجديد المتطور، أن نربط المسلمين وأبناءهم وأسرهم، والشباب منهم خاصة، بقصة هذا الإسلام العظيم، ومعرفة انطلاق هذا الدين العظيم من أرض الجزيرة العربية".
وأضاف: " نتوقع ونؤمل بمشيئة الله أن يأتي المسلم هنا، ويجد قبل كل شيء، المعاملة المميزة الكريمة من مواطني هذا البلد الكريم، ومواطني بلد الحرمين الشريفين، وأن يعيش المسلم تجربة جميلة مع أسرته، ويعود مستفيدًا، وأن يقدم الفائدة لبلاده بإذن الله في وجوده معنا، وأن يعود مرات عديدة، وسنين متتابعة، وهو يستذكر بكل التقدير، وبكل الحب، وبكل السعادة زيارته للمملكة العربية السعودية، وللمدينة المنورة خاصة".
وبدأ الحفل بالسلام الملكي ثم ألقى وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة، رئيس اللجنة التنفيذية لمناسبة المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية وهيب السهلي، كلمة تحدث فيها عن فضل المدينة المنورة التي اختارها الله لتكون مهجرًا للرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأضاف السهلي تبقى المدينة المنورة تسكن القلوب لما تملكه من إرث إسلامي وثقافي كبير، بالإضافة إلى الحاضر الزاهر الذي تعيشه المدينة المنورة.