سهرت صفاقس عاصمة الجنوب التونسي حتى فجر أمس (السبت) في حفل اختتام فعاليات عاصمة الثقافة العربية وتسليم الأقصر المشعل، وذلك مع أنها مدينة جادة اعتادت النوم مبكرًا بوصفها العاصمة الاقتصادية لتونس.
موضوعات مقترحة
وغصت الشوارع المواجهة لـ"باب ديوان" بالمدينة العربية العتيقة بعشرات الآلاف من مختلف الأعمار حتى لم يعد موطئ لقدم، كي يستمعوا لأغنيات المطربة المصرية أنغام والمطرب التونسي ابن صفاقس صابر الرباعي . وتناوب علمان كبيران لمصر وتونس بالأضواء كخلفية للحدث فوق جدران سور المدينة القديمة التي يعود بناؤها إلى عصر "الأغالبة" في القرن التاسع الميلادي ،فيما تردد اسم الأقصر وذكر آثارها الفرعونية الشهيرة فوق خشبة المسرح المفتوح الغارق في الأضواء والألوان والحركة .
وجرت في بداية الحفل الغنائي مراسم تسليم الأقصر مشعل عاصمة الثقافة العربية إلى وزير الثقافة حلمي النمنم من نظيره التونسي محمد زين العابدين ،بحضور الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش والسيدة "حياة قطاط" ممثله مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألكسو) حيث تغيب مديرها العام عبد الله محارب لظروف طارئة . وقال النمنم عند وصوله لصفاقس إن الأقصر تشتهر بآثارها الفرعونية و أيضا هي زاخرة بالتراث العربي وبما يؤهلها لأن تصبح اليوم عاصمة للثقافة العربية مؤكدا تنوع وتكامل الثقافات وأنها لا تتصادم .ووعد بأن تقدم مصر نموذجا يليق بالثقافة العربية من خلال فعاليات الأقصر وعلى مدى ما تبقي من عام 2017 وبداية 2018 . وشدد النمنم على دور الثقافة بين شعوب الأمة العربية في لحظة تاريخية صعبة فارقة تواجه فيها الهجمات الظلامية وصناع الموت والأكاذيب ممن وصفهم بأنهم يصرون على جعل أمتنا العربية وكأنها مصدر تهديد للإنسانية. وصباح أمس ( السبت) قام النمنم بزيارة المعالم الثقافية بصفاقس .
من جانبه، قال وزير الثقافة التونسي أن تسلم الأقصر المصرية مشعل الثقافة العربية حدث كبير وتمنى أن تستمر الحيوية والإبداعية التي أضفتها فعاليات عاصمة الثقافة العربية على صفاقس منذ انطلاقها في 23 يوليو الماضي.
وقالت ربيعة بالفقيرة مسئولة الثقافة بصفاقس إن فعاليات عاصمة الثقافة العربية حققت للمدينة نحو 20 ألف ليلة إقامة سياحية واجتذبت نجوما في الثقافة والفنون من مختلف أنحاء العالم العربي وبينهم مصريون. وأضافت: "انتقلنا بالأنشطة إلى الأحياء الشعبية والقرى. لكن اتضح أن البنية الثقافية الأساسية بصفاقس لا تستوعب طموحاتنا بما في ذلك غياب مسرح مغلق كبير، كما أن العديد من المشروعات الثقافية لم يتم إنجازها بعد".