مع سقوط حقوق النشر عن كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر في الأول من يناير، يبقى الكتاب ممنوعًا في إسرائيل حيث محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية محور أساسي في كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والتربوية في هذا البلد.
موضوعات مقترحة
وتنتهي الجمعة حقوق نشر "كفاحي" الذي كتبه الزعيم النازي في سجنه في العشرينيات من القرن الماضي في ولاية بافاريا الألمانية، وسيصبح الكتاب ملكية عالمية عامة.
وأكدت وزارة الثقافة في إسرائيل أن أي نشر واسع النطاق للكتاب ما زال ممنوعًا في الدولة العبرية مع أنه ليس مخالفًا للقانون.
ويقول ناشرون إسرائيليون إنه على الرغم من أن نشر الكتاب لا يعد مخالفًا للقانون، لكنه لا يزال موضوعًا محرمًا في الدولة العبرية التي تحتل المحرقة مساحة كبيرة من الوعي والتعليم فيها.
وتوجد نسخ من الكتاب في دول عدة بينها دول عربية مجاورة لإسرائيل، ويمكن العثور على الكتاب على الإنترنت حتى داخل إسرائيل.
ويؤكد رئيس معهد ياد فاشيم الدولي للدراسات حول المحرقة دان ميخمان "الكتاب متاح الكترونيًا"، موضحًا "يمكن العثور على نسخ عديدة. تم طبع 12 مليون نسخة من الكتاب بالألمانية، وهو ليس كتابًا نادرًا".
والكتاب موجود أيضًا باللغة العبرية في نسخة مختصرة في الجامعات الإسرائيلية نتيجة لحملة قادها آنذاك ناج من المحرقة يدعى دان يارون في أواخر الثمانينات.
وخاض يارون الذي توفي عام 1999 معركة من أجل نشر الكتاب الذي كان محظورًا في حينه باللغة العبرية، مشددًا على أهمية هذا النشر لأهداف تعليمية.
وقال ميخمان لوكالة فرانس برس ان يارون "اعتبر بانه من الضروري أن يعلم الناس ما الذي كان يقوله الزعيم (النازي) من اجل منع تكرار أحداث مشابهة في المستقبل"، موضحًا أن يارون توجه إليه لنشر الكتاب ولكن لم يكن يملك المال.
وفي النهاية، مولت الجامعة العبرية في القدس المشروع، وتم نشر نسخة مختصرة من الكتاب الذي يبلغ عدد صفحاته الأصلية 720. وهذه النسخة موجودة في الجامعات الإسرائيلية ومعاهد الأبحاث.
ولا يرى الخبير في كتب المحرقة مئير ليتفاك سببًا لحظر كتاب "كفاحي" في إسرائيل.
ويقول "كتاب بروتوكولات حكماء صهيون- الذي يعد معاديًا للسامية منذ أوائل القرن العشرين ويدعي توثيق خطة يهودية للهيمنة العالمية- وشكل مصدر وحي لهتلر، موجود في إسرائيل".
وأضاف "الكتاب منتشر على الرغم من كونه أكثر الكتب المعادية للسامية شعبية في القرن العشرين".
ولكن بالنسبة لكفاحي، يؤكد ليتفاك أن "هناك نوعًا من الرفض العاطفي. لن يقبل أي ناشر بالقيام بذلك".
وشارك ميخمان في صياغة 3500 إيضاح مرافق للنسخة الألمانية التي أعيد طبعها ومن المتوقع أن تطرح في الأسواق في الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن الحظر سيبقى ساريًا على نشر الكتاب في حال لم يكن مرفقًا بالإيضاحات والإطار التاريخي.
ويشدد ميخمان على إيجابية نشر الكتاب مرفقًا بالإطار الأوسع الذي رافق وضعه.
ويوضح "ستتضمن الإيضاحات العديد من المسائل المرتبطة بالنص: من أين استوحى هتلر أفكاره، وكيف وهل تمت ترجمة اقتراحاته (الموجودة في الكتاب) إلى أفعال؟".