حديث الصور: «كشك» ثقافة إمبابة

ليس كل المكسب مالا .. وأكثر التجار ربحا ليس بالضرورة تاجر ذهب أوعقارات.. حكمة على بساطتها شديدة الصعوبة لكنها ليست مستحيلة، بل تحدث بالفعل كل يوم فى شارع الوحدة بإمبابة منذ أكثر من 30 عاماً.

بدون مبالغة كان ولا يزال كشك عم حسن «رحمة الله عليه» هو الراعى الرسمى لثقافة واطلاع شباب إمبابة. منذ طفولته ، وهو يعمل فى هذا الكشك يفرش يومياً تشكيلة جميلة ومتنوعة من كتب الجيب التى تربى عليها جيل السبعينيات والثمانينيات.. أعمال الراحلين د. أحمد خالد توفيق ود. نبيل فاروق .. روايات «عبير وفلاش وتان تان ومجلات ميكى وسمير وماجد… المغامرون الخمسة ورجل المستحيل وسلسلة ما وراء الطبيعة»..

كان من الممكن جدا أن يستغل عم حسن الموقع المتميز للكشك فى هذه المنطقة الشعبية العامرة لبيع الحلوى أو البقالة أو السجائر، لكنه اختار أن يربى أجيالا كانت لا تعرف متعة الصيف إلا من خلال نافذة دكانه الصغير… فهو عن جدارة راعى الحركة الثقافية فى إمبابة !

المدهش أن أرملة عم حسن وابنته الجميلة «قمر» على نفس الدرب سائرتان ولا نية مطلقاً لتغيير نشاط الكشك الذى يدر عليهم دخلا «ساترا» لاحتياجات الحياة.

أمام «قمر» مشوار طويل للتعليم والعمل والجهاز والزواج كأى فتاة، هموم مشتركة بين بيوت مصر لكن عندما تراها تطل من شباك الكشك بابتسامتها الجميلة تدرك أن فى الحياة معانى أسمى بكثير من همومها الاعتيادية.