Close ad

بعد إغلاق دام 70 عاما.. «المختلط».. الأثر الأخير لمحاكم الأجانب فى بورفؤاد

11-1-2021 | 09:53
بعد إغلاق دام  عاما «المختلط الأثر الأخير لمحاكم الأجانب فى بورفؤادمبنى «المختلط»
محمد عباس
الأهرام اليومي نقلاً عن

ثلاثة معالم أثرية تعكس حقبا تاريخية محورية هى أول ما تستقبل مدينة بور فؤاد بها زوارها الوافدين. وقد نالت بعض هذه المعالم اهتماما واسعا، مثلما كان نصيب «المجمع الإسلامى» و«تمثال الملك فؤاد»، ولكن أحدها كان أقل حظا، وهو المقر القديم للمحاكم المختلطة بالمدينة.

موضوعات مقترحة

فمبنى «المختلط» كما يطلق أهل المدينة عليه بات ضحية واضحة للإهمال عبر عقود، رغم مناشدات متكررة من جانب أهالى بورفؤاد بحسن استغلال قاعاته ومرافقه وتحويلها إلى متحف ومركز ثقافى وحضارى بارز. فـ «المختلط» يحمل الكثير من الأهمية التاريخية لكونه من الشواهد القليلة الباقية على سلبيات الماضى الاستعمارى فى مصر.

و«مختلط» بورفؤاد كان ضمن منظومة مترامية المراكز لما يعرف بالمحاكم المختلطة التى بدأ العمل بها فى القرن التاسع عشر، ليتقاضى أمامها رعايا الدول الأوروبية، حيث حالت المعاهدات دون خضوعهم لأحكام القضاء المصرى.

كان الافتتاح الأول للمحاكم المختلطة فى عهد الخديو إسماعيل فى نهايات عام 1875، وخصص لمحكمة مصر المختلطة دار الحكومة بالموسكى. وترجح الوثائق أن أولى جلسات هذه المحاكم عقدت فى مطلع فبراير 1876. وظلت المحاكم المختلطة ونهجها وأحكامها مصدرا لإثارة الجدل وغضب المصريين إزاء الكيل بمكيالين فى حالة الخصومات القضائية ما بين مصريين وأجانب. وذلك حتى كان إلغاء هذا النظام فى نهايات الأربعينيات بموجب القانون رقم 115 الصادر فى 12 يوليو 1948.

ومازال «مختلط» بورفؤاد ببرج ساعته المعطلة شاهدا على تاريخ حقبة قضائية وسياسية مهمة. وكذلك على تاريخ محلى للمدينة، حيث كان من أبرز معالم المنطقة التى افتتحها الملك فؤاد عام 1926 لتكون مقرا سكنيا واجتماعيا لمهندسى وعمال ترسانة هيئة قناة السويس. وقام مبنى «المختلط» ليستقبل أهالى وزائرى المنطقة عام 1934.

معماريا، يجمع مبنى «المختلط» ما بين الطراز الأندلسى الشهير بالمغرب العربى، ولمسات العمارة الأوروبية. ورغم مرور أكثر من 80 عاما على تشييده، ونحو سبعة عقود على إغلاقه، فإن المبنى يقف صامدا أمام أشكال التجاهل والإهمال. فتضررت حديقته الخارجية، وتآكلت جدران قاعاته الداخلية، رغم أن بعضها تشهد جلسات لمحكمة استئناف الإسماعيلية، وتداعت الوجهة الخارجية أمام عوامل التعرية وأفعال الزمن من جانب، والتشويه المتعمد بأيدى بعض المارة من جانب آخر.

شهدت العقود الأخيرة مطالب متكررة من جانب أهالى بورفؤاد بحماية »المختلط« وإعادته للحياة، حتى تكتمل الوجهة الجمالية فى استقبال زائرى المدينة. فقد شهدت هذه الوجهة وهذا المدخل تطويرا كبيرا فى السنوات الأخيرة. فتمثال الملك فؤاد الأول عاد إلى قاعدته المهجورة بعد غياب تجاوز الخمسة عقود، وذلك فى عام 2016. . يرجع الفضل فى التميز المعمارى للمبنى إلى المهندس الفرنسى صاحب تصميمه، المسيو كادت، الذى استوحى الهيئة الخارجية من مساجد المغرب الشهيرة، والطراز الأندلسى السائد لعمارة المغرب العربى بصفة عامة. فيماثل برج الساعة للمبنى مئذنة المسجد فى نموذجها المغربى المعروف، والمشابهة لمآذن مراكش والدار البيضاء.

وتتركز مطالب أهالى بورفؤاد فى مطالبة المسئولين بالاستعانة بفريق ترميم متخصص لإنقاذ مبنى «المختلط» ، وتحويله إلى متحف يدرج عن استحقاق فى برامج زيارات السائحين ومحبى بورفؤاد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة