Close ad

ترسم رزقها على الجلد الطبيعى.. "نجلاء يحيى" تحكي تفاصيل رحلتها مع الرسم والألوان والتصميم | حوار

24-11-2020 | 13:30
ترسم رزقها على الجلد الطبيعى نجلاء يحيى تحكي تفاصيل رحلتها مع الرسم والألوان والتصميم | حوارنجلاء يحيى
حوار - رانيا نور تصوير- محمد عبد المجيد

- هدفى الأول هو رفع اسم الصانع المصرى فى كل دول العالم

موضوعات مقترحة
- الحرف اليدوية تحتاج إلى دعم الدولة لحمايتها من الاندثار
- لا أكرر رسوماتى فى قطعتين.. وأقدم كل قطعة وكأنها لوحة منفردة
- كل دخلى لا يكفى لشراء الخامات الجديدة.. ولكن المكسب المعنوى أهم


بالموهبة تبدع وبالدراسة تبتكر لترسم تاريخ مصر الفرعونى وتراثها القديم فى الدلتا والصعيد على كل أنواع الخامات من الخشب والقماش ولكن يبقى الجلد الطبيعى هو الأقرب لها فصنعت منه أجمل أشكال الشنط والإكسسوارات التى رفعت بهما اسم الصانع المصرى فى كل بلد وصلت لها أعمالها الفنية النادرة..عن تفاصيل رحلتها مع الرسم والألوان والتصميم كان لنا مع الفنانة الشابة نجلاء يحيى هذا الحوار.

الدراسة غالبا ما تصقل الموهبة.. فهل درست الرسم أم أنك اعتمدت على موهبتك فقط ؟

أنا بأعشق الرسم منذ طفولتى لذا التحقت بكلية تربية فنية لأدعم موهبتى بالدراسة واخترت تربية فنية بالتحديد لأنها الوحيدة التى يدرس الطالب بها كيفية التعامل مع كل أنواع الخامات لذا ساحة الفن التشكيلى فى مصر مكتسحة بأساتذة وخريجى التربية الفنية وبعد تخرجى أعددت دبلومة وتمهيدى الماجيستير فى ترميم اثار بكلية الاثار جامعة القاهرة والتى تعد واحدة من أهم الكليات على مستوى العالم فى تعليم ترميم الاثار ثم أعددت الماجستير فى الرسم والتصوير الزيتى.

وكيف جاءت فكرة الرسم على الجلد؟

أنا قبل ما أبدأ رسم على الجلد خضت مجال تصميم الأزياء وكانت شغلتى الأساسية لمدة 17 سنة رسامة موضة عملت من خلالها مع أكبر مصممي الأزياء فى العالم وكنت أتعامل فى شغلى على الأجانب لأن المصممين المصريين غالبا يعتمدون على الكتالوجات وبعد قيام ثورة يناير توقف العمل تماما وترك الأجانب مصر فبدأت أبحث عن فكرة جديدة وخامة غير متداولة ومن هنا بدأت الرسم على الجلد وفى البداية رسمت على الجلد الصناعى ولكنى لم أرض عن النتائج لأن الألوان لاتثبت بشكل جيد عليه كما أنه يستهلك بسرعة فنتقلت الى الجلد الطبيعى ولكن ارتفاع سعر الخامات وقف عائقا أمامى خاصة أننى أستخدم ألوانا كلها مستوردة لضمان ثباتها هذا بالإضافة الى تكلفة خام الجلد نفسه ومن هنا بدأت أشتغل بالقطعة وأعرض شغلى من خلال البازرات.

معظم رسوماتك لها علاقة بالتاريخ المصرى.. فهل تقصدين ذلك؟

أنا عادة لاأكرر رسمة سبق ورسمتها لذا تجدين كل قطعة أرسمها تبدو وكأنها لوحة منفردة والحقيقة أن الهدف الأساسى لى هو رفع اسم الصانع المصرى بالخارج لأن اسم مصر نفسه أكبر من أى شىء ولايحتاج لمن يرفعه ومن ثم اعتمدت فى كل رسوماتى على ملامح المرأة المصرية فى الصعيد والدلتا وكذلك التفاصيل الدقيقة الخاصة بصعيد مصر هذا بالإضافة الى التاريخ الفرعونى وهذا طبيعى لأنه من غير الطبيعى أن أبحث عن أفكار لرسومات أجنبية أو أفريقية وأنا من بلد تاريخها وتراثها غنى بتفاصيل لن تتكرر فى أى بلد اخر فى العالم .

واضح أنك تبحثين لنفسك عن خط واحد ومحدد؟!

هذا بالضبط ما أسعى له فأنا أبحث لنفسى عن تيمة محددة بغض النظر عن العائد منها فأنا حتى الان كل دخلى من الرسم على الجلد لايكفى لشراء الخامات الجديدة ولا أحقق منه أى مكسب ولكنى لدى يقين أن ما أقدمه شيئاً مميزاً ومختلفاً ومن ثم سيجنى ثماره مع الوقت فالأمر لايحتاج سوى الصبر.

ألم تفكري فى التصدير؟

ليس لدى الإمكانيات لذلك ولكن أحيانا يطلب منى بعض القطع المميزة برسومات تاريخنا الفرعونى لتقديمها هدايا فى ألمانيا أو فرنسا ولاتتخيلى إحساسى عن مردود هذه الهدايا هناك لدرجة أننى أبكى من جمال رد الفعل للناس هناك ولكنى للأسف لاأملك الإمكانيات التى تسمح لى بإنتاج يكفى للتصدير لذا فالأمر يحتاج الى دعم كبير من وزارتى التجارة الخارجية والصناعة والشباب والرياضة.

الشباب اليوم أكثر ميلا للقطع المودرن أم أن بعضهم مازال يبحث عن قطع مميزة تحمل جزءا من تاريخنا وتراثنا؟

مما لاشك فيه أن الشباب يبحث عن المودرن العملية سهلة الاستخدام لذا فأنا اعتمدت فى شغلى على تقديم قطع مودرن ولكنها فى نفس الوقت مميزة ومختلفة وحتى سوماتى لاأنقلها من التاريخ الفرعونى أو التراث الصعيدى كما هى بالضبط وإنما أقوم بتطويرها بمعنى أننى ممكن أنقل من جدارية فرعونية كاملة فرع لوتس واحد وأبدأ أضيف إليه من خيالى لأبنى به تصميما جديدا بحيث يخرج الشكل النهائى فرعونيا ولكنه مختلف تماما عن الجدارية الحقيقية فأنا هدفى الأساسى هو تقديم أعمال فنية نادرة وغير مكررة.

أنت ترسمين أيضا على القماش.. فهل يمكن تكرار نفس فكرة رسومات التراث المصرى من الجلد الى القماش؟

بالتأكيد ولكن الرسم على القماش يرتبط بنوع وشكل المناسبة المرتبطة بالقطعة التى يتم الرسم عليها خاصة أننى أرسم على قماشات فساتين الزفاف والسهرة وهى أصعب أنواع الأقمشة التى يمكن الرسم عليها نظرا لألوانها وخاماتها والتى غالبا ما تكون خفيفة جدا وبالتالى ثبات الألوان عليها أمر فى غاية الصعوبة ولكن بالنسبة للخامات الثقيلة كالجينز مثلا والقطع التى يمكن ارتداؤها بالنهار سواء فى العمل أو الجامعة طبعا يمكن رسم التراث المصرى والفرعونى عليها بالألوان الزيتية.

ما هى الصعوبات التى تواجهك؟

ارتفاع سعر الخامات والحقيقة أن السبب فى الارتفاع هو تاجر الخام نفسه لأنه يعاملنى كرسامة جلد طبيعى بشكل مختلف عما يعامل به أصحاب ورش الشنط والأحذية فهو يتخيل أننى أقدم قطعا مميزة وبالتالى سأبيعها بسعر خيالى وألوفات الجنيهات والحقيقة أبعد ما يكون عن ذلك فأنا أشتغل القطعة الواحدة ولا أعلم أن كنت سأستطيع بيعها أم لا وحتى لو بعتها وارد جدا الا أحقق منها مكسبا نظرا لارتفاع سعر الخام ولأن العميل المصرى صعب جدا أن يشترى قطعة يتجاوز سعرها الألف جنيه مع العلم أنه ممكن يدفع فى قطعة تقليدية جدا الاف الجنيهات لمجرد أنها مستوردة أو ماركة معروفة بالرغم من أن القطعة المصرى أجمل منها وأكثر تميزا لأنها قطعة متفردة.

الصانع المصرى وتحديدا فى الحرف اليدوية يعد عملة نادرة د.. فما السبب فى عدم انتشار الصناعة اليدوية المصرية فى الخارج؟

الموضوع يحتاج الى دعم كبير من الدولة وتوعية إعلامية بقيمة وأهمية الحرف اليدوية المصرية وأنها قطع نادرة لن تتكرر بالإضافة الى ضرورة تواجد أماكن ومعارض مثل "تراثنا" الذى افتتحه الرئيس السيسى الشهر الماضى طوال السنة لنعرض فيه منتجاتنا هذا بالإضافة الى حرص الدولة على وضع زيارة هذه المعارض فى برنامج رحلة أى زائر أجنبى لمصر سواء كان شخصية عامة أو شخص عادى حتى لو لم يشتر فيكفى أنه سيزور المعرض ويرى منتجاتنا وتراثنا ويرجع بلده يحكى عنها لأصدقائه فهذا فى حد ذاته مكسب كبير لأنه سيجعل هؤلاء الأجانب يضعون زيارة هذه المعارض على قائمة أولوياتهم عندما يأتون الى مصر يعنى أنا مثلا طول عمرى أسمع من عمى عن معرض كبير للخضراوات يقام فى ألمانيا كل سنة ومن جمال كلامه عنه تمنيت الذهاب الى ألمانيا لزيارة هذا المعرض تحديدا.

ما هى المشاكل التى تواجه المهن التراثية؟

أظن أن أهم تحد يواجه الحرف اليدوية فى مصر بشكل عام هو كيفية الترويج لها داخل مصر وخارجها بعدما أصبحت مهددة بالاندثار خاصة أنها كانت تشكل قوة إنتاجية لايستهان بها ومن أخطر المشاكل التى تواجه الحرف اليدوية أيضا هى تراجع عدد العاملين بها لعدم تلقيهم الدعم الذى يشجعهم على استمرارهم فى المهنة وفتح أسواق محلية تساعد فى تسويق منتجاتهم وتنمية هذا القطاع فأنا عن نفسى واحدة تعتمد فى رزقها على رسم الحقائب والأكسسوارات من الجلد الطبيعى.

نقلًا عن مجلة الشباب


جانب من اعمال نجلاء يحيىجانب من اعمال نجلاء يحيى

جانب من اعمال نجلاء يحيىجانب من اعمال نجلاء يحيى

جانب من اعمال نجلاء يحيىجانب من اعمال نجلاء يحيى

جانب من اعمال نجلاء يحيىجانب من اعمال نجلاء يحيى

"نجلاء يحيى" تحكي تفاصيل رحلتها مع الرسم والألوان والتصميم "نجلاء يحيى" تحكي تفاصيل رحلتها مع الرسم والألوان والتصميم

"نجلاء يحيى" تحكي تفاصيل رحلتها مع الرسم والألوان والتصميم "نجلاء يحيى" تحكي تفاصيل رحلتها مع الرسم والألوان والتصميم

جانب من اعمال نجلاء يحيىجانب من اعمال نجلاء يحيى
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: