حينما ينطق اللسان باسم «بيكاسو» يتبادر إلى الذهن تلك الإبداعات الفنية التشكيلية الرائعة التى تشكل تراثا عظيما لذلك الفنان الإسبانى الشهير، ولكن أن يكون هناك تراث إبداعى أدبى رفيع بتوقيع بابلو بيكاسو، فهذا هو الجديد الذى كشف عنه التقرير المنشور بصحيفة «جورنال دو ديمانش» الفرنسية، ويلقى الضوء على جزء غير معروف من التراث الهائل للفنان الإسبانى.
موضوعات مقترحة
تم الكشف مؤخرا فى معرض بمتحف بيكاسو فى باريس, عن البعد الأدبى فى حياة الفنان الشهير. وذلك بعد إنتاج قناتى «ناشيونال جيوجرافيك» و«فوكس21» مؤخراً مسلسلاً تليفزيونياً وثائقياً عن بيكاسُو يتضمن سيرته الذاتية بأسلوب درامى عن شخصية بارزة من عباقرة التاريخ فى القرن العشرين .
كان بيكاسو يؤلف أبياتا من الشعر فى أوقات فراغه، فنتج عن ذلك إرث أدبى مكون مما يزيد على 340 قصيدة بين عامى 1935 و 1959. وأضيفت هذه المجموعة إلى ذخيرة هذا الفنّان العبقرى، ليصبح كاتبا بالإضافة إلى كونه رساما، وفنّاناً تشكيلياً بهرت رسوماته ولوحاته العالم فى العقد الأخير من القرن العشرين.
تم العثور فى إسبانيا على أعمال نثرية وشعرية اكتشفها بعض دارسى فنه والمتتبّعين لأعماله، ذلك أنّ بعض نصوصه الأدبية قد نشرت متفرقة خلال فترات متباعدة من التاريخ. ولكن تم نشر إبداعاته الشعرية مجتمعة فى كتاب مستقلّ بعنوان «بيكاسو..قصائد» عن أحد دور النشر الفرنسية الشهيرة، وذلك فى طبعة مزدوجة اللغة، حسب اللغة التى كتبت بها فرنسية كانت أو إسبانية.
كشف الكتاب، الذى أثار انتباه الأوسط الثقافية فى باريس ومدريد، عن أن ثلثى مجموع ما كتبه بابلو بيكاسو لم يسبق نشره من قبل وظلّ فى طيّ النسيان حيث كانت الكتابة أحد هواجسه ، حملها معه من إسبانيا الى باريس ومن باريس الى جميع الأمكنة التى جال فيها. ومنذ مطلع ثلاثينيات القرن الماضى، تطالعنا إشارات إلى تمسّك بيكاسو بالكتابة، حيث ورد على لسان صديقه المصوّر الفوتوغرافى روبرتو أوتيرو، بعض الاعترافات التى أدلى بها بيكاسو قائلا: « اعتقد أن إنتاجى ككاتب سيتقارب فى أهميته مما أنتجته كفنان تشكيلى، فأنا فى الواقع، أكرّس الوقت نفسه تقريباً للكتابة وللفن..وفى أحد الأيام، وبعد أن أكون قد غادرت هذه الدنيا، سيصدر ربما فى الموسوعات والقواميس التعريف التالى ( بابلو بيكاسو، شاعر وكاتب مسرحى اسباني)» .