تتميز الأزياء النوبية بجاذبية خاصة فى تفاصيلها وأشكالها التى تعكس الكثير من ملامح الحضارة الفرعونية، فهى أزياء خاصة تشبه الطبيعة الخاصة لأهل النوبة.
موضوعات مقترحة
وعلى خلاف نساء وفتيات النوبة، اللاتى يتمتعن بمزيج فريد ومتنوع من الأزياء حسب المرحلة العمرية والحالة الاجتماعية، فإن للرجال خيارات محدودة من أبرزها ـ والذى عكس التطور الثقافى والاجتماعى والاقتصادى فى مجتمع النوبة ـ «العراجى». واسمه ينسب إلى «العرق» نظرا لطبيعة الطقس القارى شديد الحرارة فى مناطق النوبة صيفا .
ويقول الدكتور مصطفى عبدالقادر، رئيس جمعية التراث النوبى، إن «العراجى» هو عبارة عن جلباب قصير، ولونه أبيض للأوقات العادية والمناسبات، والآخر لبنى أو أزرق للعمل أثناء الزراعة فى الحقل.
وهو عبارة عن جلباب قصير الأكمام وبفتحة صدر دائرية بلا أزرار، وهو من قماش مسامى شديد الامتصاص يعرف بالدمور حيث كان مزارعو النوبة يقضون يومهم فى فلاحة الأرض والعمل فى السواقى وحظائر الماشية، فنشأت الحاجة إلى نسخة ذات لون غامق من «العراجى» يناسب تلك الأغراض.
وأصبح هناك محال فى منطقة بولاق أبوالعلا متخصصة فى صباغة أثواب «الدمور» باللون الأزرق قبل تفصيله قمصانا خاصة لقرى النوبة بمسمى «لبنين جميس»، أى «القميص اللبنى» ليتحمل تبعات العمل فى الحقول والسواقى.
ويضيف الدكتور مصطفى عبدالقادر أن «العراجى» الأبيض جزء أساسى ومهم فى ملابس الرجال لأن الجلباب الخارجى غالبا ما يكون من قماش خفيف ويكون العراجى بمثابة البطانة التى تستر ما تحتها حيث كان العاملون فى المدن ومازالوا يتفننون فى اختيار أجود الأصناف من الأقمشة وأفخرها لتفصيل «العراجى» مثل «قلم الحرير» و«رمش العين»، حتى شملت الآن كل أصناف البوليستر الحديث ، ليقضوا به يومهم. .
ولكن المصبوغ من «العراجى» أو «لبنين جميس» لم يعد هناك إقبال عليه، لانصراف الناس عنه بعد ميكنة الزراعة وقلة العمل اليدوى بالحقول.
نقلا عن صحيفة الأهرام