Close ad

تعرف على حكاية "عمود الطاعون" الذي صلى عنده أهل فيينا للخلاص من كورونا | صور

28-3-2020 | 15:47
تعرف على حكاية عمود الطاعون الذي صلى عنده أهل فيينا للخلاص من كورونا | صورحكاية "عمود الطاعون"
محمود سعد دياب

أعاد تجمهر سكان العاصمة النمساوية فيينا عند "عمود الطاعون"، وإشعالهم الشموع للصلاة من أجل الخلاص من وباء كورونا، ورد خطره عنهم، مجددًا ذكريات الماضي الأليم عندما افترس وباء الطاعون أجمل المدن الأوروبية وأردى مئات من البشر قتلى لكي تملأ جثثهم الشوارع والطرقات.

موضوعات مقترحة

ويتوسط "عمود الطاعون" شارع غرابين في فيينا عاصمة النمسا، وهو معلم تاريخي عادة ما يثير استغراب الزائرين، حيث يذكرهم بما حدث عام 1679 من أسوأ موجة لوباء الطاعون على الإطلاق، وفي نفس المكان الذي يحلم كثيرون بزيارته كان في سبعينيات القرن السابع عشر أسوأ مكان يمكن للمرء أن يزوره على الإطلاق.

حكاية "عمود الطاعون"

وقد انتشر الطاعون وقتها كالنار في الهشيم، في مدينة فيينا، نظرًا لأنها كانت ملتقى الطرق التجارية الواصلة بين أسيا والصين من جهة، وأوروبا كلها من جهة أخرى والشرق الأوسط أيضًا، حيث كانت مدينة مكتظة دائمًا بالمسافرين والتجار، فضلا عن أن سوء حالة بنيتها التحتية في ذلك الوقت، أدى إلى أن قنوات الصرف الصحي المهترئة والسلع المكدسة من الشرق والغرب، قد اجتذبت ملايين من الفئران والبراغيث التي وجدت بيئة ملائمة للتكاثر، وكانت السبب الرئيسي في انتشار الوباء في ذلك الوقت.

رسم تخيلى يجسد عملية نقل ضاحايا الطاعون

تقول المصادر التاريخية، إن كل تلك العوامل أدت إلى أن الجثث ملأت الشوارع سنة 1679، ما اضطر السلطات إلى نقلها خارج المدينة ودفنها في مقابر جماعية بعد حرقها أملا في وقف تفشي الوباء.

وهكذا عاشت المدينة الجميلة فيينا أسوأ أيامها، خصوصًا وأن الحفر التي ظلت معرضة للهواء لأيام، أصبحت بؤرة جديدة لتفشي الوباء، بعدما هاجمت الفئران ما تبقى من الجثث، وانتقل إلى تلك الحيوانات الفيروس من جديد لكي تواصل نشره من جديد.

وقد فشلت المستشفيات البدائية التي أقامها بعض الرهبان في مواجهة الضغط المتزايد من المرضى، وزاد من الطين بلة طرق العلاج المتخلفة مقارنة بما هو الحال عليه الآن، إلا أن التاريخ يذكر الطبيب النمساوي الشهير بول دي سوربايت الذي اتخذ عدة تدابير صحية ساهم بفضلها في الحد من تفشي الوباء وأنقذ مئات من الأرواح.

لوحة تجسد عدد من ضاحايا الطاعون

إلا أن تدابيره المفيدة وقتها، لم توقف نزيف ضحايا الوباء، حيث تؤكد الأرقام أن عدد الوفيات بين سكان المدينة تخطى 76 ألف شخص، ما دفع الأهالي إلى بحث توجيه الشكر إلى الله بعد زوال الوباء وانتهائه، وتوصل تفكيرهم إلى تشييد "عمود الطاعون" اعتمادًا على تصميمات أعدها النحات ماتياس روشميلر بهدف تخليد ذكرى الطاعون الذي هزّ أرجاء المدينة، وقد وعد الإمبراطور ليوبولد الأول بإنشاء هذا العمود عند نهاية الوباء تزامنا مع فراره من فيينا عام 1679 خوفا من العدوى.

وتم نصب العمود بعد سنوات طويلة من زوال الوباء، وتحديدًا في عام 1723 وتقول الأسطورة المحلية إن مخلفات القديس فالانتين مخفية تحت الهيكل، وهو عبارة عن عمود ارتفاعه 14 مترا يعج بالتماثيل المختلفة على جانبيه، ففي الطابق السفلي تجد تماثيل سانت جوزيف وسانت سيباستيان وسانت لاديسلاوس، وعلى قمة العمود هناك نحت للعذراء مريم عليها السلام، وفي الأسفل يحيط العمود سياج من التماثيل الصغيرة لعدة شخصيات منها سانت جابرييل، والقديسة إليزابيث من المجر، والقديس مارغريت، والقديس ميخائيل رئيس الملائكة والقديس باربرا .

وقد تعرض العمود للتدمير خلال الحرب العالمية الثانية، ثم قام بترميمه النحات الأكاديمي فوجتتيش لوفلير على مرحلتين خلال السنوات من 1949-1951 و1971-1972، وقد جرت عملية الترميم الأخيرة في الفترة 1996-1998.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: