Close ad

"البقر" تضع مستقبل رئيس الوزراء الهندي على المحك

4-5-2019 | 11:44
البقر تضع مستقبل رئيس الوزراء الهندي على المحك رئيس الوزراء الهندى
الالمانية

قام المزارعون والقرويون الغاضبون بحبس الأبقار والثيران في المدارس والمباني الحكومي، في مشاهد غير عادية خلال الأشهر القليلة الماضية في جميع أنحاء ولاية أوتار براديش الهندية.

موضوعات مقترحة

وتواجه المجتمعات الزراعية في الهند "أزمة أبقار"، حيث دفع فرض قيود على بيع وذبح الأبقار الحلوب والكبيرة في السن، وعمليات الانتقام التي يمارسها الهندوس اليمينيون الذين يقدسون هذه الحيوانات، المزارعين إلى التخلي عن الأبقار غير المنتجة.

ودمرت الماشية الشاردة مساحات شاسعة من حقول القمح والبقوليات ومحاصيل قصب السكر، وغيرها من المحاصيل، بينما نفقت مئات الأبقار بسبب إصابتها بالمرض وسوء التغذية، أو في حوادث على الطرق.

ويضاعف المزارعون في كبرى الولايات الزراعية بالهند، مثل أوتار براديش، من جهود الحراسة التي يقومون بها، حيث يظل الكثير منهم مستيقظين حتى وقت متأخر لحماية حقولهم.

وعلى بعد 100 كيلومتر من العاصمة نيودلهي، وتحديدا في منطقة جيوار، يشير فيد بال سينغ، البالغ من العمر70 عاما، إلى محصول القمح الذي التهمت الماشية جزءا منه، ثم إلى عشرات الأبقار "المغيرة"، التي تحيط بأرض جرداء على مسافة منه.

ويقول سينغ: "طردت تلك الأبقار للتو، ليس هناك أحد يعتني بها. يمكنك المجيء في العاشرة ليلا وستجدني هنا أقوم بمطاردة الماشية. يتكبد المزارعون خسارة في المحاصيل وخسارة مالية بسبب ذلك".

كما هاجمت الماشية الضالة ثلاثة من السكان المحليين في مكان قريب، وفي حادث مميت آخر، نطحت إحدى البقرات امرأة.

ويؤكد مزارع آخر يدعى فيجاي سينغ أن المزارعين يستمرون في التخلي عن الماشية، مشيرا إلى أن عدم اتخاذ إجراءات من جانب السلطات يؤدي إلى استمرار الحيوانات في تدمير الحقول.

ويقول فيجاي سينغ: "أعرف كثيرين بيننا يقومون بذلك. لا يمكننا أن نسبب أي أضرار للأبقار لأننا هندوس، لذلك فإننا نبحث عن المناطق المهجورة... (مثل) العيادات والمدارس الصغيرة، فهي مفضلة بشكل خاص لأنها لا تخضع لحراسة".

ولطالما عانت الهند من مشكلة الماشية الشاردة، التي يمكن للمرء عادة رؤيتها في المدن والريف وهي تتناول القمامة على جانب الطريق، إلا أن المشكلة قد بلغت ذروة جديدة.

واعتبر حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، حماية الأبقار أولوية له من أجل الحصول على دعم الهندوس، ولكن هذه الخطوة أدت في النهاية إلى رد فعل عنيف من جانب المزارعين. يشار إلى أن مودي تولى مقاليد السلطة في البلاد في عام 2014.

وفي ولاية أوتار براديش، كما هو الحال في معظم الولايات الهندية، يُحظر ذبح الأبقار، ولكن من الممكن دائما العثور على مجازر غير قانونية تتيح للمزارعين بيع أبقارهم بها إذا توقفت عن إنتاج الحليب، حيث عادة ما يدير أفراد الأقلية المسلمة في البلاد هذه المجازر ويقومون بنقل الماشية.

وفي ظل تعزيز الاجراءات المعنية بحماية الابقار، حدثت زيادة كبيرة في أعداد الهجمات التي تقوم بها جماعات "حماية الابقار" الهندوسية على الشاحنات التي تنقل الماشية.

وخلال الفترة بين عامي 2015 و 2018 ، قُتل 44 شخصا في مثل هذه الهجمات في الهند، وبينهم 36 مسلما، بحسب تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش".

وفي عام 2017 ، دعا رئيس وزراء ولاية أوتار براديش وكاهن هندوسي متشدد يدعى يوجي أديتياناث، ينتمي لحزب بهاراتيا جاناتا أيضا، إلى تطبيق حظر على بيع وذبح الابقار بصورة أكثر صرامة، مما أدى إلى إغلاق المجازر غير القانونية.

وينتهي الامر بالمزارعين الذين لا يتمكنون من الاستمرار في إطعام أبقارهم بعد أن تتوقف عن إدرار الحليب، بإطلاقها سرا، حيث يقومون بتركها شاردة بعيدا عن مزارعهم.

وتعد "الضائقة الزراعية"، الناجمة عن مواجهة المزارعين لارتفاع التكاليف وانخفاض أسعار المحاصيل، قضية رئيسية في الانتخابات العامة الجارية حاليا في الهند.

ومن جانبه، يحاول حزب " بهاراتيا جاناتا"، الذي خسر الانتخابات في فصل الشتاء في الولايات الرئيسية التي تشكل فيها الزراعة دعامة رئيسية، استعادة هذه القاعدة المهمة من الناخبين، حيث تؤثر أزمة الماشية الشاردة على عدد كبير من المزارعين في الهند، الذين يتجاوز عددهم 260 مليون مزارع.

ويشار إلى أن أوتار براديش هي ولاية حيوية من الناحية السياسية، حيث يمثلها 80 نائبا من أصل 543 عضو في البرلمان الهندي. وتستعرض بريانكا غاندي، من حزب المؤتمر الهندي، حزب المعارضة الرئيسي في الهند، قضية أزمة الماشية بشكل بارز في التجمعات الخاصة بحملتها الانتخابية.

ويواجه المزارعون في جيوار مأزقا في الوقت الحالي في ظل وجود خسارة تقدر بنحو ربع إنتاجهم في موسم الحصاد الحالي - مأزق الآن.

وتم إقامة مأوى مؤقت للأبقار على أرض أحد المعابد في جيوار، ولكن السكان المحليين يقولون إن كثيرا من الماشية قد نفقت بسبب المرض أو الجوع لعدم وجود ما يكفي من أموال لشراء الأعلاف.

ويتم جلب أعداد كبيرة من الماشية الشاردة إلى هذا المأوى، الذي صار الآن مكتظا، بعدما تضاعفت الاعداد مقارنة بـ 190 في شهر ديسمبر، بحسب ما يقوله العاملون هناك. وطبقت حكومة الولاية ضريبة لرعاية الأبقار، من أجل إقامة وصيانة ملاجئ الأبقار، ولكن الامر قد تأخر.

ويبدو أن هناك انقساما في الرأي بين المزارعين بشأن هذه الأزمة. ويدعم أرفيند، ابن فيد بال سينغ، الاجراء، رغم أنه يقدر حجم الخسارة بـ 50 ألف روبية (1020 دولارا)، وهو ما يمثل سدس أرباح هذا الموسم.

وكانت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية الهندية - التي تجرى على سبع مراحل – انطلقت في 11 من أبريل، وسط مساعي من جانب مودي للفوز بولاية ثانية.

ويمتد التصويت على مدى ستة أسابيع، تنتهي في 19 من مايو، ويتوقع إعلان النتائج في 23 مايو.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة