Close ad

من هو صدقي سليمان الذي أعادت "الري" تجديد سيارته واستقلها "عبد الناصر" لمتابعة إنشاءات السد العالي؟

3-1-2019 | 17:48
من هو صدقي سليمان الذي أعادت الري تجديد سيارته واستقلها عبد الناصر لمتابعة إنشاءات السد العالي؟محمد صدقي سليمان
أحمد سمير

"إلى الأخ والصديق وزير السد العالي.. ذكرى تعاون وصداقة ونجاح"، رسالة بسيطة الكلمات عميقة المعنى، كُتبت على "بطاقة" وسط "باقة ورد"، بأيدي عمال السد العالي، لتقديمها إلى رجل سطر اسمه بحروف من نور، حتى أصبح انطفاؤها عصيًا على الزمن، فقد قدموها إلى رجل صُنع من أجله منصب وزير السد العالي، هو المهندس محمد صدقي سليمان.

موضوعات مقترحة

ولد محمد صدقي سليمان- أول وأخر وزير للسد العالي- في السابع من سبتمبر عام 1919، بقرية السيفا في مركز طوخ بمحافظة القليوبية.

وحصل على بكالوريوس الهندسة عام 1939، وينسب له فضل كبير في بناء السد العالي، حيث أشرف على كل مراحل بنائه.

كانت معدلات إنجاز السد العالي ضعيفة، وتشير إلى خطر قادم، وجدول خطة العمل - وفق ما نشره عمر طاهر في أحد مقالاته في أهرام الجمعة 2 سبتمبر 2016- يشير إلى ضرورة الانتهاء من المرحلة الأهم في بناء السد العالي- تحويل مجرى النيل- قبل مايو 1964.

يتزايد القلق في عام 1962، من فيضان سيجرف كل الجهود، ويتسبب في خسارات اقتصادية وسياسية ومائية، سترتفع المياه في شوارع القاهرة إلى أكثر من خمسة سنتيمترات، إذا لم يتم الانتهاء من الأعمال المطلوبة، خلال عامين، لتنقلب الأمور رأسًا على عقب، باختيار الرئيس جمال عبد الناصر، صدقي سليمان، لإعادة "كفة ميزان" العمل إلى الوضع المثالي.

لم يطلب محمد صدقي سليمان، الكثير لتنفيذ رغبة الرئيس جمال عبد الناصر في متابعة إنشاءات السد، فقد كان له مطلبان، وافق عليهما الرئيس الراحل فورا.

كان طلبا سليمان، منحه صلاحيات رئيس الجمهورية، وخط تليفون مباشرًا إلى مكتب رئيس الجمهورية، ليهجر بعدها سليمان مكتبه ويظل باقيًا في أرض الميدان يستقبل الشكاوى بنفسه، ويتخذ القرارات وسط الأنفاق أو في مجرى التحويل أو على مقعد "كراكة".

رئيس السد العالي، أصدر قرارات لإسراع وتيرة العمل في إنشاءات السد، بانتداب ضباط مهندسين، وضم من أنهى خدمة التجنيد إلى العمل، وأقام معهدًا للتدريب على العمل في السد، كما قرر بأن تكون سنة الدراسة الأخيرة لطلبة الدبلوم الصناعي في أسوان، العمل في السد.

"لا راحة ولا إجازات حتى هَدّ الجبل" كان قانون سليمان، الذي سار عليه كل من عمل في بناء السد العالي، وكأنهم ركبوا قطارًا، لا يعرف محطات سوى محطة النجاح، وعلق لافتات لتوضيح العد التنازلي للزمن المتبقي على تحويل مجرى النهر، كانت تراجع يوميا، ويكتب عليها (باق من الزمن .... يوم) ألهبت حماس العمال، حيث عرفت عنه مقولته الشهيرة: "علمنا بناء السد أن الصبر لا يكمن في الاستسلام للزمن.. ولكن في مقاومته".

كان سليمان ضابطًا في سلاح المهندسين عام 1939، وشغل مناصب سكرتير عام مجلس الإنتاج عام 1954، وسكرتير عام لجنة التخطيط العليا عام 1956، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مواد البناء والحراريات عام 1961، ثم أصبح وزيرًا للسد العالي عام 1962.

وأصبح رئيسًا للوزراء في 10 سبتمبر 1966 واستمر به حتى 19 يونيو 1967، ثم وزيرًا للصناعة والكهرباء والسد العالي في 19 يونيو 1967، ومشرفًا على هيئة قناة السويس 22 مايو 1969، ثم مستشارًا لرئيس الجمهورية 8 نوفمبر 1970، ثم رئيسًا للجهاز المركزي للمحاسبات في 14 يناير 1971 حتى استقالته في 1978.

وتزوج محمد صدقي سليمان، وأنجب 4 أبناء، ووافته المنية في 28 مارس 1996، عن عمر ناهز 77 عامًا.

وتخليدا لذكراه العطرة، أزاحت وزارة الموارد المائية والري، اليوم الخميس، عن سيارة المهندس محمد صدقي سليمان، والتي كان يستقلها الرئيس جمال عبد الناصر، أثناء إنشاء السد العالي، تمهيدًا لعرضها في متحف النيل المكشوف بأسوان.

وكانت "بوابة الأهرام" قد انفردت الثلاثاء الماضي، بنشر صور السيارة بعد إعادة تجديدها أو بالأحرى إعادتها للحياة، وذلك بعنوان "سيارة الري الأثرية تعود لأحضان السد العالي.. استقلها عبد الناصر عند تحويل مجرى النهر.. وهذه حكايتها".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة