Close ad

زوجان فلسطينيان من غزة يجمعان 3 آلاف قطعة أثرية في متحف

19-12-2018 | 14:47
زوجان فلسطينيان من غزة يجمعان  آلاف قطعة أثرية في متحفقطع أثرية في متحف في غزة
شينخوا

جمع زوجان فلسطينيان أكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية وتراثية، داخل متحف محلي أسساه حديثا في قطاع غزة في مبادرة فردية نادرة.

موضوعات مقترحة

وأطلق الزوجان نجلاء أبو نحلة (26 عاما) ومحمد أبو لحية (29 عاما) على متحفهما اسم (القرارة الثقافي) ليحمل نفس اسم بلدتهما في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ويستضيف المتحف فعاليات ثقافية متنوعة ما زاد من أهميته في منطقة القرارة، وهي واحدة من المناطق الحدودية القريبة مع إسرائيل وعادة ما تفتقد لمراكز ومؤسسات ثقافية.

ويقول أبو لحية، إن هدف إنشاء المتحف "الحفاظ على الهوية الفلسطينية لتخليدها في كل منزل فلسطيني"، موضحًا أن اختيار منطقة القرارة كمكان لوجود المتحف جاء لما تحتويه المنطقة على آثار من جميع الحضارات التي مرت على فلسطين، مثل الحضارة البيزنطية والرومانية والإسلامية.

ويشير إلى أن الكثير من القطع الأثرية التي يتم العثور عليها من قبل أشخاص، يتم بيعها خارج قطاع غزة وهو شخصيا اشترى أكثر من قطعة حين رفض الشخص الذي عثر عليها التبرع بها للمتحف.

وبدأت رحلة الزوجين للبحث عن القطع الأثرية، عبر عملة صغيرة تسمى (السحتوت)، كان حصل عليها الزوج من أحد أصدقائه وقرر الاحتفاظ بها لما لها من قيمة أثرية وتراثية.

ومع الوقت ازداد الزوجان شغفا، وقد درسا الفنون الجميلة في جامعات غزة، في جمع القطع التراثية والأثرية والاحتفاظ بها في منزلهما.

إذ كان الزوج يأتي بالقطع وتقوم الزوجة بتنظيفها وتلميعها ووضعها في إحدى زوايا المنزل.

وبعد فترة أصبحت القطع تتزاحم في منزلهما الصغير ما دعاهما إلى البحث عن مكان صغير لتحويله إلى متحف ووضع ما لديهم من المقتنيات بداخله.

ولهذا الغرض استأجرا منزلا قديما كان يستخدم قبل 50 عاما لتخزين محاصيل القمح والحبوب وساهم ذلك في دب الحياة فيه مجددا.

وفي المتحف، تم وضع القطع النقدية الأثرية داخل صناديق زجاجية، وعلى الأرفف الخشبية وضعت تماثيل نحاسية للحيوانات كالخيل والفيلة والغزلان.

كما وضعت الأثواب النسائية التقليدية والحلى التي كانت تستخدم لطحن القمح وسحارات حفظ الأطعمة.

ويتوسط المتحف صغير المساحة، أعمدة رخامية تعود للعهد البيزنطي.

وتقول نجلاء، إن كونها وزوجها من الفنانين التشكيليين، فقد دفعهما هذا إلى تصميم ديكورات بسيطة داخل التحف ليصبح مناسباً لوضع القطع الأثرية والتراثية بشكل جميل.

ويقسم المتحف إلى ثلاثة أقسام، يضم الأول القطع الأثرية، والثاني للقطع التراثية، وفيما يخصص القسم للفعاليات الثقافية والتعريف بأهمية الآثار.

وتوضح نجلاء أن شبان متطوعين انضموا إلى إدارة المتحف لتعريف الزوار بالقطع الأثرية والتراثية فيه، بالإضافة إلى عقد الورش الفنية والثقافية في القسم الثقافي داخل المتحف.

ويحتوي متحف القرارة الثقافي على المقتنيات الأثرية التي جمعها الزوجان من العائلات والمخاتير والأسواق الشعبية المحلية والبعض منها تم العثور عليها في المناطق الحدودية شرق قطاع غزة.

وكان الزوجان حصلا على ترخيص من وزارة السياحة والآثار في غزة بحق الاحتفاظ بالقطع الأثرية وعرضها وذلك بعد توثيق تلك القطع في السجلات الرسمية.

ويستقبل المتحف طلبة المدارس والجامعات والزوار على مدار أيام الأسبوع، ليتم تعريفهم على الآثار وأعمارها ولأي عهد تعود بغرض التعريف بالعصور القديمة التي مرت على فلسطين.

ويحلم الزوجان بإنشاء مكتبة داخل المتحف للتعريف بالعصور القديمة وأهميتها وأهمية الحفاظ على تراثها، ولدعم وتشجيع السكان على التعرف على بلدهم وتراثها.

كما يتمنى الزوجان أن يتمكنا من توسيع المتحف مستقبلا، آملين أن توفر لهم المؤسسات الدولية والحكومات دعما ماليا لجمع أي آثار قد تكون مدفونة في منطقتهم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة