Close ad

أستاذ مخ وأعصاب يحذر: تأخر إجراء جراحة الغضروف قد يؤدي للشلل

17-8-2018 | 21:06
أستاذ مخ وأعصاب يحذر تأخر إجراء جراحة الغضروف قد يؤدي للشللالدكتور أشرف الجلاد
حوار : كريمة عبد الغنى - تصوير : ياسر الغول

آلام العظام والعمود الفقري لا تستثني إنسانًا، فلا ترتبط بفئة عمرية، فيصاب بآلامها الطفل قبل الكهل، ولأوجاعها درجات ومراحل قد تصل إلى الشلل، وللتغلب على هذه الآلام كانت محاولات العلاج والتي بدأت بالعلاج الشعبي: الشد، العصا، الحجامة، التشرط، الكي، أو الأعشاب، حتى ظهرت الأدوية والعمليات الجراحية التي تسبب مخاوف للمريض وذويه لما يعتقد بشأن خطورتها وآثارها وما تخلفه من معاناة للمريض، لا سيما أنها تتم بجرح بطول العمود الفقري كله.

موضوعات مقترحة

"بوابة الأهرام التقت الدكتور أشرف الجلاد، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة الزقازيق الذي تناول تفصيليًا مخاطر جراحات المخ والأعصاب وآليات نجاحها في مصر، وأهمية هذا التخصص في جراحات العمود الفقري للحفاظ على الحبل الشوكى والأعصاب، ومدى التنسيق مع أطباء العظام، إلى جانب رأيه في لجوء المرضى لأساليب الطب الشعبي، والتوقيت الملائم لإجراء الجراحة.

جراحة المخ والأعصاب من أخطر التخصصات الطبية وأكثرها صعوبة على المريض، فما مدى نجاح هذه الجراحة في مصر؟

الأورام في المخ منها الحميد، والتي قد تكون على سطح المخ، ويتم التعامل معها بالعمليات التقليدية ونتائجها ممتازة، أما التي تقع بقاع الجمجمة فهي أكثر تعقيدًا، فيتم التدخل بالمناظير الدقيقة لاستئصال الورم، مع الحرص على الحفاظ على خلايا المخ، إلا أن المخاطر الحقيقية تأتي من أورام المخ الخبيثة، وللأسف نسبتها مرتفعة عن الحميدة، وتمثل 70%، والأصل في استئصال الأورام الخبيثة بنجاح هو استئصال النسيج الورمي وبعض الأنسجة السليمة المحيطة بالموضع، إلا أن هذا الاختيار ليس متاحًا أو بالأمر اليسير، وهنا مكمن الخطورة على مرضى أورام المخ الخبيثة، التي تدهمهم فجأة.

ورغم كل التدخلات الجراحية الممكنة لدينا لا يمكنهم الصمود أكثر من سنة، فجراحات المخ تكلفتها مرتفعة جدًا عن أي جراحة أخرى، فلإجراء عملية مخ جيدة وناجحة لا بد من توفر غرفة عمليات مجهزة بتقنيات عالية تكلفتها تتعدى 60 مليون جنيه، كأجهزة الرنين الحديثة كالموجودة في دول العالم المتقدمة، ولا توجد في مصر سوى في مستشفى 75375 وليس في قدرة أي جراح اقتناؤها، لارتفاع تكلفتها، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة تحقيق ذات النتائج في العمليات التي يتم إجراؤها في أمريكا.

من وجهة نظرك ، كيف نحقق تلك النتائج في ظل إمكانيتنا المادية المحدودة؟

جراحات المخ تحتاج معاهد متخصصة، بحيث نقيم ثلاثة معاهد بالدلتا والقاهرة والصعيد، من الموازنة التي تنفق على الجامعات وكل المعاهد البحثية، بحيث يتم تجهيزها بـ5 أو 6 غرف عمليات على أحدث نظام عالمي في جراحات المخ، وحينها سنتمكن من تحقيق النتائج العالمية بالنجاح المرجو.


هل أعداد هؤلاء المرضى كبيرة؟ وهل هناك أسباب محددة لهذا المرض؟

أعداد مرضى أورام المخ كبيرة نسبيًا، والسواد الأعظم لأمراض المخ دون سبب واضح، ولكن هناك أسبابًا عديدة تبدأ بالاستعداد الوراثي، وهو الأمر الثابت في هذا المرض، بحيث تتسبب أمراض وراثية في تكوينه، هذا بالإضافة للعامل البيئي المتمثل في نوعية الغذاء والجو المحيط بالإنسان وقربه من تيارات كهرباء الضغط العالي،هذا إلى جانب إمكانية التأثر من استخدام الموبايلات أو العصبية الزائدة.

هل تخصص جراحة المخ والأعصاب يتداخل مع تخصصات أخرى؟

جراحة المخ والأعصاب تختص بأي جراحة لها علاقة بالمخ والأعصاب، والتي تشمل الحبل الشوكي والأعصاب الطرفية، فعلى سبيل المثال مشاكل العمود الفقري تؤثر على الحبل الشوكي والأعصاب الطرفية، ولذا فهو تخصص لا يقتصر على جراحة المخ فقط بل يدخل فيها العمود الفقري أيضًا.

وما الحالات التي تحتاج تداخل جراحة المخ والأعصاب أو العظام؟

جراحو العظام متميزون في علاج اعوجاج العمود الفقري، وما عدا ذلك من مشاكل العمود الفقري تختص جراحة المخ والأعصاب في علاجها، لا سيما أن عملية إصلاح الاعوجاج في العمود الفقري لدى الطفل تتم بجرح بطول الظهر كله تقريبًا، وهذه الطريقة ضد ميولنا الشخصية، حيث نؤثر إجراء العملية من خلال فتحة صغيرة.


هل معنى ذلك أن بإمكانكم إجراء هذه النوعية من العمليات بفتحات صغيرة عكس الأسلوب الذي يتبعه أطباء العظام؟

في عملية الاعوجاج غالبًا ما تكون هناك مشكلة في 15 فقرة، وكل فقرة تحتاج لتركيب مسمارين وإصلاح الاعوجاج الموجود، ولهذا يتسع حجم الجرح.

متى تقطع بحتمية إجراء العملية للمريض؟

في بعض الأحيان لا يكون الغضروف سبب المشكلة للمريض، وهناك حالات تكون مصابة بانزلاق غضروفي كامل ولا يسبب لها أي مشكلة، فقرار إجراء العملية يكون من متابعة حالة المريض والوقوف على حالته الاجتماعية ومدى تأثره من أي مشاكل أو ضغوط نفسية، بغض النظر عن الأشعة، فالمريض الذي أراه يعرج وليس في إمكانه الصمود ولا يمكنه الحركة يمينًا ويسارًا أثناء الفحص أو الدرجات الأسوأ من الألم بحيث لا يتحكم المريض في ارتداء حذائه وينخلع من قدمه، أو الوصول للتبول اللاإرادي، في تلك الحالة نتخذ قرار إجراء العملية.

وماذا عن مخاوف مريض العمود الفقري من الخضوع لعملية جراحية ؟

دائمًا ما أشبه الجراحات البسيطة بعبور الطريق، أما عبور الدائري فهو كالجراحات الخطيرة والصعبة، لاسيما أنها تتعامل مع العمود الفقري والحبل الشوكي في مسافة بالملي متر والميكروسكوب ولفترات طويلة بالساعات، والمريض يكون عرضة للمشاكل ومن حقه يخاف، لكن في الوقت نفسه الضرورة تجبرنا لإجراء الجراحة مع معاناة المريض من ألم متداخل بشكل كبير يمنعه النوم في السرير أو أداء أي نشاط.


ما الفرق بين العملية جراحيًا أو بالمنظار؟

من 300 عام كان من يعاني آلام الظهر يتم علاجه بالشد والأعشاب، حتى ظهرت الأدوية ثم العمليات الجراحية، ولفترة طويلة استمر العلاج عليها، حتى أصبح لدينا 60 % من المرضى ليسوا بحاجة ماسة لإجراء العملية، والدواء غير مؤثر، ولذا تطور العلاج لهذه الحالات بالإجراءات التداخلية بالتردد الحراري والليزر وشفط الغضروف عن طريق الجلد، والحقن، وبعدها ظهرت المناظير التي ساهمت في إجراء عمليات محدودة التدخل، والتي حسنت من النتائج بدرجات مرتفعة لأنها تتمكن من الدخول وإزالة الضغط عن العصب دون تدمير الفقرات نفسها.

مريض العمود الفقري يسمع وصفًا لتشخيص حالته بكبر حجم الغضروف أو فرقعة الغضروف ولا يستوعب طبيعة حالته، فما معنى ذلك؟

الغضروف عبارة عن وسادة القطن بين الفقرات، والذي يتعرض لأمرين يبدأ بتلبد القطن وتكتله، التي نسميها تليفًا في الغضروف، والمرحلة الثانية ينقطع جرابه وخروج المادة التي بداخله، ويضغط على واحد من الأعصاب، وينتج عن ذلك ألم رهيب نطلق عليه عرق النسا، وفي تلك المرحلة نتدخل بالمنظار من خلال جرح مساحته 2سم نقوم من خلالها بتنظيف هذه المادة خارج الجراب "الغضروف" وداخله لكي لا يتكرر خروجه، فدائمًا من أسباب ارتجاع الغضروف هو عدم إزالة هذه المادة بشكل كامل.

هل هناك حالات عمود فقري يصعب التعامل معها ؟

كل عمليات العمود الفقري في الغالب يتم إجراؤها، لكن أصعب حالة التي تعانى ورمًا في الرئتين وتؤثر على العمود الفقري، وتعدد عدد البؤر، ويصعب تتبعها في عملية واحده أو 5 أو 6 عمليات على العمود الفقري، وبخلاف ذلك فمعظم مشاكل العمود الفقري من الممكن حلها.

هل تأخر مريض العمود الفقري عن إجراء العملية له آثار سيئة؟

طبعًا، فتأخر العملية مع استمرار الضغط على العصب يؤدي للشلل.

بماذا تنصح مريض الغضروف والعمود الفقري؟

ما دام لم يصل لعلامات الخطر، فليس هناك ما يمنع من تجربة كل أنواع العلاج بالتدريج، مع ضرورة الفحص لدى متخصص وتأكيد خلوه من علامات خطر، ولا مانع من خوض العلاج بالأدوية والعلاج الطبيعي أو العلاج الشعبي بالعصا أو الشد، وفي حال عدم الراحة، فعليه أن يتجه لإجراء التدخل بالمنظار، وفي حال عدم تمكنه من إزالة الغضروف، وهذا يحدث أحيانًا، فهنا يخضع لجراحة بالميكروسكوب، التي تتميز بتقنية أكبر في الفتحات الصغيرة عن المنظار.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة