تخيل لو أنك امتنعت عن استخدام محرك البحث "جوجل" لمدة أسبوع كامل، ذلك المساعد الذكي والساحر، الذي دائما ما يكون على أهبة الاستعداد للرد على كل أسئلتك، ويذكرك باسم فيلم أثار إعجابك قبل 10 سنوات، فما الذي يحدث لدماغك وقتها.
موضوعات مقترحة
يجيب عن هذا التساؤل، ريتشارد كارمونا، الجراح الأمريكي السابق، رئيس معهد كانيون رانش، مؤلف كتاب "Canyon Ranch 30 Days to a Better Brain"، الذي كشف عن أن الدماغ يبقى أكثر تفاعلا، بسبب اعتياده طوال الوقت على حصوله على معلومات من "جوجل"، وفقا لشبكة "إن بي سي" الأمريكية.
وأشار كارمونا إلى أن الأمر يشبه بعض الشيء إدمان المخدرات، موضحا أن الدماغ يصبح متعطشا للمعلومات، مثل حاجة المدمن إلى تعاطي الهيروين للشعور بالنشوة والسعادة.
وأضاف أن الدماغ يزداد كسلا مع الوقت، وذلك بفضل اعتماده على "جوجل"، الذي يعطي نتائج البحث أسرع، ولكن من أجل تنشيط الدماغ وتنمية قدراته في التذكر، واسترجاع معلومات بسيطة، كارمونا ينصح بممارسة تدريبات عقلية، مثل الكلمات المتقاطعة، وتناول الطعام الصحي، والحصول على قدر كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة.
كما أن هناك دراسة في عام 2011، أعدتها عالمة النفس، بيتسي سبارو، من جامعة كولومبيا الأمريكية، أثبتت أن الاعتماد المتزايد على "جوجل" يساهم في تغيير الأدمغة حسبما أفادت "سبوتنيك".
وأشارت إلى "أنه عندما نعلم بمكان تواجد المعلومة التي ننشدها فمن المرجح ألا نتذكرها"، وهو نوع من فقدان الذاكرة المسمى بـ "تأثير جوجل" أو "Google Effect".
ونفت الدراسة إن كان "غوغل" يتسبب في إصابة الإنسان بالغباء، وإنما باستسهال الحصول على المعلومة من خلال تقنيات الحوسبة الجديدة، بدلا من الاعتماد على الذاكرة البشرية المستعصية البحتة.
وما يؤكد على الاكتشاف الذي توصلت إليه الدراسة، هو أن بيتسي سبارو وفريقها العلمي أجروا سلسلة من الاختبارات في جامعتي كولومبيا وهارفارد، واستنتجوا من خلالها أن الطلاب كانوا أكثر قربا لتذكر حقيقة تافهة عندما علموا أنه سيتم مسحها من الكمبيوتر، بينما نسوها تماما عندما أصبحوا على يقين بأنها متواجدة على الجهاز.
وذكرت سبارو أن هذا يخلق تبعية ذهنية على الوصول الفوري إلى المعلومات، وخلصت في دراستها إلى أنه "لا عجب في أن فقدان اتصالنا بالإنترنت بمثابة فقداننا لصديق، وأنه بمجرد اعتمادنا على مخزون ضخم من المعلومات، فإننا نشعر بعدم ارتياح من التخلص منها".