أكد الدكتور صابر فايز هنداوي أستاذ النباتات الطبية والعطرية بالمركز القومي للبحوث أن الاتجاه الأوروبي والأمريكي لاستخدام الأعشاب الطبية كبدائل للمنتجات الكيماوية ساهم فى فتح الأسواق العالمية أمام الإنتاج المصري، حيث تحتل الصادرات المصرية من النباتات العطرية والطبية المركز الـ11 على قائمة الدول المصدرة بمساهمة سوقية تبلغ 2.23% من حجم الأسواق العالمية، كما نجحت الصادرات المصرية فى اختراق ما يقرب من 40 سوقا دولية بشكل جيد.
موضوعات مقترحة
وقال هنداوي اليوم الأربعاء "إن مصر تحتل المركز الرابع عالميًا في مجموع صادرات الزيوت العطرية والطبية، تسبقها الهند التي تحتل المركز الأول في الدول المصدرة في العالم.. موضحًا أنه من أهم الزيوت التي تنتجها مصر (العتر، الياسمين، الريحان، البردقوش، الكاموميل، الكمون، الكزبرة، والنارنج بكميات متفاوتة)".
وأشار إلى أن أرقام هيئة الرقابة على الصادرات والواردات كشفت عن حجم التصدير للنباتات العطرية والطبية، الذى يتراوح ما بين 50 و70 مليون دولار، حيث وصل حجم الصادرات عام 2013 إلى مليونين و942 ألف طن من النباتات الطبية والزيوت العطرية بقيمة تصل إلي 64 مليون دولار.. فيما من المتوقع أن تتجاوز صادرات النباتات العطرية 112 مليون دولار العام الجارى مقابل 100 مليون دولار العام الماضى بنمو 12%.
وأضاف هنداوي أن حجم الصادرات يبلغ 90% من إجمالى الناتج السنوي، لافتا إلي أنه يتم تصدير هذه النباتات إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى باعتبارهم أكبر الأسواق المستوردة للأعشاب الجافة والبذور.
وأكد ضرورة وجود استراتيجية تهدف إلى تحقيق أعلى إنتاجية من محصول النباتات الطبية والعطرية وتحقيق الحد الأمثل من المواد الفعالة مع تقليل استخدام الكيماويات إلى الحد الأدنى بجانب استخدام أساليب الزراعة العضوية والنظيفة مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة العمل على تقليل تكاليف الإنتاج، وذلك حتى تستطيع مصر المنافسة عالميا وتعود زراعة النباتات الطبية والعطرية بالفائدة على المزارعين وكل الشركاء، ومن أجل أيضا قيمة مضافة بأعلى عائد وتنمية مستدامة ذو مردود إيجابى اقتصادى واجتماعى وبيئى، فضلا عن تحقيق أعلى تصدير كما ونوعا.
وشدد على أن التوسع فى زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية فى الأراضى الجديدة والصحراوية يعتبر من الأهداف الإستراتيجية المهمة نظرا لتحمل الكثير منها للظروف الصحراوية، مثل الجفاف والملوحة والحرارة المرتفعة والتغيرات المناخية.
كما أكد أهمية وجود أطلس للنباتات الطبية فى أماكن الاستصلاح الجديدة مع ضرورة التعرف على خريطة الأسواق العالمية ومتطلباتها لتنظيم الإنتاج بما يتماشى مع هذه الأسواق للتمتع بالميزة النسبية فى هذا المجال.
وبين هنداوي أن مساحة الأراضي التي تتم زراعتها في الوادي والدلتا بالنباتات الطبية والعطرية من عام إلى آخر تتراوح ما بين 80-90 ألف فدان، حيث بلغت نحو 86 ألف فدان عام 2015، منها نحو 55 ألف فدان من الأراضى القديمة، و31 ألف فدان من الأراضى الجديدة.. منوهًا بأن خطة الدولة تستهدف التوسع في المساحات المزروعة بمصر لتصبح 250 ألف فدان بحلول عام 2030.
وأشاد بإصدار أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا أمس لأول موسوعة وقاعدة بيانات عن النباتات الطبية والعطرية فى مصر، موضحا أنها ستوفر معلومات عملية ونظرية حول النباتات الطبية في مصر، كما أن نشر هذه الموسوعة من شأنه أن يشجع الاهتمام بالأدوية العشبية بشكل عام، فضلًا عن تزويد العاملين في مجال البحوث بمصدر للمعلومات العلمية في الكيمياء والنشاط البيولوجي للنباتات الطبية على وجه الخصوص.