قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، إن إدخال البهجة والسرور في النفوس في العيد لا يقف عند حدود، كونه واجبا دينيا فقط، وإن أفضل ما يقدمه المسلمون لأنفسهم وللآخرين، هو الضحك و"صدقة الابتسامة"، اللذان يغمران صاحبهما بالثواب والفوائد الصحية.
موضوعات مقترحة
وأضاف بدران، أن الدراسات الحديثة أثبتت أن حاجة الإنسان للسرور والفرح قد تكون أهم من حاجته أحيانا للطعام والشراب، وأن السرور سواء بالضحك أو الابتسامة يعالج الكثير من الأمراض، وفي مقدمتها اضطرابات القلب.
وأشار إلى أن أحدث الدراسات الطبية أثبتت أيضا أن الضحك يحسن نوعية الحياة ويدعم الصحة، وأنه يمكن اعتباره أحدث وسيلة للعلاج، وأن الشخص الذي يميل للضحك أقل عرضة لأمراض العصر خاصة القلب، وأن الأشخاص الذين يداومون عليه يوميا أكثر مناعة، مضيفا أن الضحك في اليابان أصبح علاجا تكميليا بجانب الطب الدوائي لانعدام أثاره الجانبية.
ولفت بدران، إلى الأثر الكبير الذي تحدثه الابتسامة والضحك في رفع مناعة الجسم، حيث تزيد نشاط الجهاز المناعي بنسبة ٤٠%، كما أنها نوع من العلاج الوقائي لأمراض السكر وقرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والقولون العصبي، وصمام أمان ضد القلق والتوتر، بالإضافة لكونها علاجا لحالات كثيرة من الصداع، حيث تقهر الأرق والاكتئاب، وتساعد المخ على الاحتفاظ بكمية كافية من الأكسجين الذي يساعد في إزالة التوتر العصبي.
وذكر عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في حديثه، أن الضحك غريزة واستعداد فطري يحتاجه الإنسان ويفتقده، وأن الإنسان البالغ يضحك في المتوسط 15 مرة فقط يوميا، مقابل ٤٠٠ ضحكة، كان يضحكها عندما كان طفلا، وإنه تطبيقا لنتائج الأبحاث والدراسات الحديثة، فإن الضحك لمدة دقيقتين في اليوم له نفس تأثير 20 دقيقة من ممارسة الرياضة.
مشيرًا إلى أن الأدلة الحديثة، كشفت أن المشاهد الكوميدية في الأفلام والفيديوهات تحسن ذاكرة المسنين، وأن الدعابة والفكاهة والضحك لهم تأثير كبير في عملية تذكر المعلومات، خاصة لو تبعها نوما جيدا، وإنهما ينشطان الذاكرة، ويعززان عمليات استدعاء المعلومات، وأن الدعابة المصاحبة للمعلومة تخزن في الذاكرة بصورة أفضل من المعلومة الجامدة.
وتابع بدران، أن أثر الضحك في الوقاية من أمراض القلب، يرجع لأثره في خفض ضغط الدم المرتفع وتوسيع الشرايين، وكذلك أثره في المساعدة على حيوية الخلايا المبطنة للأوعيه الدموية، ومرونتها، وبالتالي حمايتها من الكوليسترول، مستطردا إلى أثره في تقوية المناعة نتيجة تقليله من إفرازات هرمونات الغضب التي تقلل المناعة، ورفع كفاءة الخلايا المناعية القاتلة للميكروبات والسرطانات.