Close ad

الطفل عبدالرحمن.. ذهب لتهنئة أمه فى عيدها فسقط من القطار أثناء العودة

21-3-2017 | 18:14
الطفل عبدالرحمن ذهب لتهنئة أمه فى عيدها فسقط من القطار أثناء العودةعبدالرحمن صلاح سعيد
أحمد سعيد طنطاوي

فى الموروث الشعبي ينتشر لفظ عبقري اسمه "ابن موت".. هذا اللفظ يطلق عادة على الأطفال الذين يطوفون على الأرض كأنهم ملائكة.. ودائمًا أو غالبًا ما يموت هؤلاء الأطفال قبل أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ.. لأن لهم بشاشة تخترق قلوب المحبين، ومحبة تنبع بصورة غريبة داخل نفوس المحيطين.. ولأن المحبة تخرج دون سبب واضح أو تعريف دقيق.. فيطلقون على مثل هؤلاء "ابن موت".

موضوعات مقترحة

الطفل عبدالرحمن صلاح سعيد 13 عامًا.. هو أحد أفراد قبيلة "ابن موت" المنتشرة فى الموروث الشعبي فى القرى والنجوع.. هو طفل أحبه الجميع وتوفي إثر سقوطه من قطار السويس أثناء عودته من زيارة والدته التى كان يزورها فى عيدها.

عانى عبدالرحمن من مشكلتين فى حياته، الأولى: إصابته بورم ليمفاوي فى عينيه كلما حاولوا إزالته عاد له مرة أخرى وأثر على نظره بصورة كبيرة، والمشكلة الثانية: هي انفصال والديه عن بعضهما البعض، لكنه واجه المشكلتين بعزيمة وكفاح وروح شفافة.. كما يقول والده صلاح.

ويكمل صلاح حديثه: "عبدالرحمن بعد انفصالي عن والدته.. اختار أن يكون الوحيد من بين إخوته (كريم وعبير وعبدالرحمن ومحمد.. على الترتيب) أن يعيش معي فى قرية فى محافظة الشرقية تدعي ملامس بمركز منيا القمح، ورغم بعد القرية عن والدته المقيمة بالسويس نحو 165 كيلومترًا، إلا أنه رفض أن يهجرها أو يبتعد عنها نهائيًا، وكان يصر على زيارتها كل شهر مرة أو كلما استطاع".

وتابع الوالد قائلا: "منذ عدة أيام كان عيد ميلاد والدته الذي يوافق 18 مارس من كل عام، وعبدالرحمن اختار دومًا أن يذهب إليها ويجعل من عيد ميلادها عيدين، يوم مولدها ويوم "عيد الأم".. وبعد ان احتفل معها وقضى ليلة سعيدة فى البر بأمه.. استيقظ صباحًا، وكان يُكلمني كل فترة على الهاتف لكي أطمئن عليه". 

وصمت صلاح برهة طويلة وهو يطيل الصمت ويتذكر ما حدث، جاءني اتصال من أحد الأشخاص من تليفون عبدالرحمن يقول لى: "اسمك كان آخر رقم اتصل بيه عبدالرحمن.. مين معايا"..
قلت له: - "أنا والده، هل حصل حاجة؟!"

-لا التليفون بس لقيناه فى فايد، وقلت أشوف بتاع مين؟!.

-خلاص خليه معاك وهوه أكيد وقع منه من القطر وصعب يرجع لك يأخده وشكرًا لك.

واستكمل: "بعد فترة اتصل علي شخص آخر من تليفون عبدالرحمن وقال لى "هوه ابنك لابس ايه يا عم الحاج؟!".. هنا أدركت أن عبدالرحمن أصابه مكروه، فوصفت له ملابسه بالأمس، فقال لى: ابنك ضمن مجموعة كبيرة أصيبت فى حادثة قرب فايد وأنا بطمنك عليه" لكنني لم أطمئن لكلامه، وبعدها بفترة قليلة اتصل أمين شرطة وقال لى البقاء لله يا والد عبدالرحمن.. ابنك سقط من القطار وتوفى وهو الآن بمركز طبي فايد.. ويجب عليك الحضور لاستلام الجثة، وسافرت بعدها لاستلام الجثة.. وقمنا بدفنه فى مقابر العائلة بكفر صفر بالشرقية".

أما مختار جودة إبراهيم- جار الطفل وصديق والده- فيقول: "كان عبدالرحمن يعاني من مرض فى عينه والمفروض أنه كان يعمل عملية فيها أو على الأقل يتعالج فى معهد الأورام.. بس حالته كانت نادرة جدًا وكانت صعبة أوى وسمعت إن حالته مفيش منها فى مصر كلها إلا هو وشخص آخر".

ويشير إلى أن عبد الرحمن لم يكن فى التعليم، قائلاً: "كان شغال مع أبوه فى قهوة من الصبح لحد لما ينام، كان كل شهرين ولا حاجة يروح يزور أمه اللى اتجوزت فى السويس.. وكان بيكلمها على التليفون كل يومين تقريبًا.. أمه بصراحة، كانت بتيجى تزوره وتقعد معاه فترة وتمشى.. من يومين راح علشان يودى لها عيد الأم اللى من شغله وعرقه.. بس للأسف سمعنا خبر وفاته".

ويضيف إبراهيم: "عبدالرحمن كان المفروض راكب قطر الساعة 3.. اللى بيروح القاهرة طريق إسماعيلية علشان ينزل منيا القمح ويرجع لشغله مع أبوه.. بس وقع فى فايد من القطر.. مش عارفين إزاى، بس أكيد لأن عنده مشكلة فى عينه".

ويكمل إبراهيم حديثه: "عبدالرحمن كان طيبًا جدًا.. ومحبوبًا من أهل القرية كلها.. وكان وقت الشغل يسيبه ويروح يلعب مع الأطفال اللى أصغر منه اللى عنده سبع سنين واللى عنده 8 سنين مش اللى فى سنه.. كنت بحس إنه مفتقد حتة الطفولة التى لم يعشها مع اخواته.. وكان دايمًا بيتكسف من شكل عينه والورم اللى فيها اللى عملت له عقده بس مكنش بيقول، هوه كان ملاك فى تصرفاته وكل البلد بتحبه وكان طيب قوي.. لكن ربنا كان أرحم به مننا جميعًا.. وضمه إلى جواره طفلاً صغيرًا".


عبدالرحمن صلاح سعيد عبدالرحمن صلاح سعيد

عبدالرحمن صلاح سعيد عبدالرحمن صلاح سعيد
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: