Close ad

في ذكراه.. عبدالباسط عبدالصمد.. الحنجرة الذهبية وصوت مكة.. صاحب أجمل مدرسة تلاوة في العالم

30-11-2016 | 12:17
في ذكراه عبدالباسط عبدالصمد الحنجرة الذهبية وصوت مكة صاحب أجمل مدرسة تلاوة في العالم الشيخ عبدالباسط عبالصمد
عبدالرحيم قناوى
* كان يرى أن قارئ القرآن يجب أن يهتم بمظهره أكثر من أى شخص آخر فأطلقوا عليه "الشيخ مارلون براندو".
موضوعات مقترحة


* عُين قارئاً لمسجد الشافعى في 1952 ثم للحسين عام 1958 خلفاً للشيخ محمود علي البنا وترك للإذاعة ثروة من التسجيلات.

* اشتهر بلقب "معبود النساء" لجمال صوته وشكله.. وطاردته شائعة الزواج من الفنانات وإدمان الأفيون.

* استخدمه الرئيس عبد الناصر فى تحسين علاقة مصر بالدول العربية ومنعه من إحياء ليالي رمضان بطهران فغضب منه الإيرانيون.


يُعد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد (1927- 30 نوفمبر 1988) أحد أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي . ويتمتع بشعبية هي الأكبر في أنحاء العالم لجمال صوته ولأسلوبه الفريد، وقد لُقب بالحنجرة الذهبية وصوت مكة. على اليوتيوب، هو الأكثر مشاهدة أو استماعا، لكن الأهم من عدد الزوار، هو مشهد الحشود التي نراها، في الفيديوهات، "مأسورة" بصوته، حيثما توجه، لأداء فريضة فن التلاوة المصري، تجاه البشرية، كحفيد، مع فن التراتيل الكنسية، لمدرسة الموسيقى التعبدية الفرعونية، فما أن يسمع المسلم، والمصري، أيا كانت ديانته، اسمه "عبد الباسط"، حتى تتهادى لروحه أجواء ربانية. فهو صوت السماء، الحنجرة الذهبية، صوت مكة، أول نقيب لقراء مصر.

مولده

ولد القارئ الشيخ عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا . حيث نشأ في بقعة طاهرة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويداً. فالجد الشيخ عبد الصمد كان من الأتقياء والحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، والوالد هو الشيخ محمد عبد الصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظًا وتجويدًا. أما الشقيقان محمود وعبد الحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنًّا. عبد الباسط، وهو في السادسة من عمره. التحق الطفل الموهوب عبد الباسط بكُتّاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن استقبال؛ لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يُتلَى بالبيت ليل نهار بكرةً وأصيلاً.

لاحظ الشيخ (الأمير) على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملةٍ من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب، ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع. وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعًا بأداءٍ طيبٍ يستوقف كل ذي سمع.

أتم عبدالباسط وهو عمره 10 سنوات حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لسانه كالنهر الجاري. بدأ الشيخ رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1951 وتم اعتماده بالإذاعة فى العام التالي ليكون أحد النجوم اللامعة والكواكب النيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة. انهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغير شهرمضان.قاستقبلته شعوب دول العالم له استقبالاً رسمياً على المستوى القيادي والحكومي والشعبي. كان- رحمه الله- أكثر قارئ أطلق عليه ألقاب ففى بداية حياته اشتهر بلقب «معبود النساء» لما حباه به الله من جمال فى الصوت وفى الشكل، فكانت النساء فى الليالى تقوم بعمل فاتحة صغيرة فى الصوان لتسرق من خلالها النظر إلى وجهه!


تعلم القراءات

يقول الشيخ عبد الباسط في مذكراته:: "كانت سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفًا بوزارة المواصلات، وكان جدي من العلماء فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا عليَّ أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ (محمد سليم) ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وبين طنطا إحدى مدن الوجه البحري كانت بعيدة جداً، ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر، وقبل التوجه إلى طنطا بيومٍ واحدٍ علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (أرمنت) ليستقر بها مدرسًا للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به؛ لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن، وكأن القدر قد سَاقَ إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب. وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (بأصفون المطاعنة) فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات. فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله، ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع". بعد أن وصل الشيخ عبد الباسط الثانية عشرة من العمر انهالت عليه الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا وخاصة أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم الذي زكّى الشيخ عبد الباسط في كل مكان يذهب إليه، وشهادة الشيخ سليم كانت محل ثقة الناس جميعاً.

دخول الإذاعة

مع نهاية عام 1951 م طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبد الباسط أن يتقدم إلى الإذاعة كقارئ بها ولكن الشيخ عبد الباسط أراد أن يؤجل هذا الموضوع نظراً لإرتباطه بمسقط رأسه وأهله ولأن الإذاعة تحتاج إلى ترتيب خاص. ولكنه تقدم بالنهاية. كان الشيخ الضباع قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبد الباسط بالمولد الزينبي وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة والكواكب النيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة.

بعد الشهرة التي حققها الشيخ عبد الباسط في بضعة أشهر كان لابد من إقامة دائمة ب القاهرة مع أسرته التي نقلها معه إلى حي السيدة زينب ليسعد بجوار حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تسببت في شهرته وإلتحاقه بالإذاعة ففي إحدى المرات قرأ في مجلس المقرئين بمسجد الحسين بالقاهرة، وعندما جاء دوره في القراءة كان من نصيبه ربع من سورة النحل، وأعجب به الناس حتى إن المشايخ كانوا يُلوحون بعمائمهم وكان يستوقفه المستمعون من حين لآخر ليعيد لهم ما قرأه من شدة الإعجاب، ثم تهافت الناس على طلبه حتى طلبته سوريا ليحيي فيها شهر رمضان فرفض إلا بعد أن يأذن له شيخه.

بسبب التحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها وانتشرت بمعظم البيوت للإستماع إلى صوت الشيخ عبد الباسط وكان الذي يمتلك (راديو) في منطقة أو قرية من القرى كان يقوم برفع صوت الراديو لأعلى درجة حتى يتمكن الجيران من سماع الشيخ عبد الباسط وهم بمنازلهم وخاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً.

زواجه

الشيخ عبدالباسط تزوج وهو فى التاسعة عشرة من عمره من ابنة عمه الحاجة رسمية وكانت فى السابعة عشرة آنذاك، وكانت كأى امرأة تشعر بالغيرة على زوجها من شدة إعجاب النساء به، لكنها مع الوقت تفهمت عمل زوجها وساندته فى حياته وأنجبت له أحد عشر كوكبا - كما كان يحب أن يطلق عليهم - أربعاً من الإناث وسبعة من الذكور، جميعهم يحفظون القرآن الكريم حفظاً كاملاً بالتجويد، لكن لم يعمل فى مجال القراءة سوى اثنين فقط من الأبناء وهم الشيخ طارق عبدالباسط رغم أنه عميد شرطة فى التنظيم والإدارة بوزارة الداخلية والشيخ ياسر عبدالباسط الذى تفرغ لقراءة القرآن الكريم


زيارته للحرم المكي

كانت أول زيارة للشيخ عبد الباسط خارج مصر بعد إلتحاقه بالإذاعة عام 1952 زار خلالها السعودية لأداء فريضة الحج ومعه والده. واعتبر السعوديون هذه الزيارة مهيأة من قبل الله فهي فرصة يجب أن تجنى منها الثمار، فطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة. لم يتردد الشيخ عبد الباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، (لقب بعدها بصوت مكة). لم تكن هذه المرة الأخيرة التي زار فيها السعودية وإنما تعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام.

كان الشيخ فى زيارة إلى الحرم المكي وكان شيخ الحرم المكي في ذلك الوقت يقرأ من سورة البقرة إلى سورة الأنعام ب قراءة ورش عن نافع فرتل قائلا: "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا" وقرأ في الركعة الثانية: "إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا" فحرص الشيخ عبد الباسط على أن يقابله ليصحح له سهوه في القراءة، فقال له: كان ينبغي أن تقرأ وتقول: نبيئهم، بدلا من نبيهم، وأشد وطائا بدلا من أشد وطئا، فقد قرأت في الآية الأولى بقراءة حفص ولم تقرأ بقراءة ورش فأقره الشيخ على هذا السهو في القراءة وطلب منه أن يبقى في الحرم المكي معهم.

زياراته العالمية

كانت بعض الدعوات توجه إليه ليس للإحتفال بمناسبة معينة وإنما كانت الدعوة للحضور إلى الدولة التي أرسلت إليه لإقامة حفل بغير مناسبة وإذا سألتهم عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ عبد الباسط فكان ردهم (بأن المناسبة هو وجود الشيخ عبد الباسط) فكان الاحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفي جواً من البهجة والفرحة على المكان الذي يحل به.


ربما كان الشخصية الأشهر بين مسلمي العالم، لعقود، تسقبله الحشود في مطارات العواصم، وبينها وزراء ومسؤولين كبار، وربما كان بينهم رئيس الجمهورية، كما حدث في باكستان، التي منحته أرقى وسامين لديها، كما فعلت ماليزيا ولبنان والسنغال، والمغرب، التي ربطته علاقة صداقة وتقدير مع ملكها الراحل، محمد الخامس الذي طالما الح علي الشيخ عبد الباسط للانتقال للاقامة بالمغرب، ومن بلده، مصر، نال وسام الاستحقاق عام 1987، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى فى الاحتفال بليلة القدر عام 1990، بعد رحيله بعامين.

وفي جنوب إفريقيا عندما علم المسؤولون بوصوله أرسلوا إليه فريق عمل إعلامي من رجال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لإجراء لقاءات معه ومعرفة رأيه عما إذا كانت هناك تفرقة عنصرية أم لا من وجهة نظره، فكان أذكى منهم وأسند كل شيء إلى زميله وابن بلده ورفيق رحلته القارئ الشيخ أحمد الرزيقي الذي رد عليهم بكل لباقة وأنهى اللقاء بوعي ودبلوماسية أضافت إلى أهل القرآن مكاسب لا حد لها فرضت إحترامهم على الجميع.
ومن بين الدول التي زارها الهند لإحياء احتفال ديني كبير أقامه أحد الأغنياء المسلمين هناك. فوجئ الشيخ عبد الباسط بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض وقد حنّوا رؤوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع يبكون إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثراً بهذا الموقف الخاشع.

لم يقتصر الشيخ عبد الباسط في سفره على الدول العربية والإسلامية فقط وإنما جاب العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين في أي مكان من أرض الله الواسعة، ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى ب القدس وكذلك المسجد الإبراهيمي ب الخليل ب فلسطين والمسجد الأموي ب دمشق وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم، فلم تخل جريدة رسمية أو غير رسمية من صورة وتعليقات تظهر أنه أسطورة تستحق التقدير والاحترام.

تكريمه

يعتبر الشيخ عبد الباسط القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً.
ومن أهم الأوسمة والنياشين التى حصل عليها:
وسام الكفاءة الفكرية المغربى، وسام الاستحقاق السنغالى، وسامان من رئيس وزراء سوريا صبرى العسلى عام 1959، وسام ماليزيا الذهبى، وسام الاستحقاق من أندونيسيا - وسام الإذاعة المصرية فى عيدها الخمسين عام 1984 - الوسام الذهبى من باكستان عام 1985 نياشين من تونس ولبنان والعراق - وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وتسلمه من الرئيس مبارك فى عيد العلم عام 1987 وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى فى الاحتفال بليلة القدر عام 1990.

دوره السياسي

كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يعلم مدى عشق الملوك والزعماء العرب له، فاستخدمه في تحسين العلاقات العربية، لذلك أعطى الشيخ جواز سفر دبلوماسي وكان على اتصال دائم به، وفي إحدى المرات استدعاه عبدالناصر من بيته وأخبره بضرورة السفر إلى المغرب وتسليم الملك حسين دعوة لحضور افتتاح السد العالي، لمعرفة عبد الناصر بالعلاقة التي كانت تربط الشيخ بملك المغرب الذي عرض عليه الإقامة الدائمة في «كازابلانكا» أجمل المدن المغربية ، ولكن الشيخ رفض لحبه الشديد لمصر.كما استخدمه كورقة رابحة في وجه المسئولين الإيرانيين، ورفض سفره لإحياء الليالي الرمضانية هناك وهو ما أغضب محبيه من الإيرانيين الذين كانوا يعشقون الشيخ عبدالصمد.

أحب وأبغط الألقاب لقلبه

أما أشهر لقب وأفضلهم عند الشيخ عبدالباسط فهو لقب «قارئ مكة» لأنه أول من قرأ فى الحرم المكى والحرم النبوى عندما سافر لأداء فريضة الحج بالباخرة مع والده فى أوائل الخمسينيات. لم تمنعه قراءة القرآن من ارتداء أفخر الثياب ووضع أرقى العطور واقتناء السيارات الفارهة وارتياد الفنادق الشهيرة، وكان يرى أن قارئ القرآن يجب أن يهتم بمظهره أكثر من أى شخص آخر، وربما لهذا قالوا عنه: «الشيخ مارلون براندو» وهو اللقب الذى لازم فضيلة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى رحلته منذ أن ذاع صيته وانتشرت شهرته وهو فى الثامنة عشرة من عمره وحتى رحيله. كما كان الشيخ محباً للموسيقى وخاصة العزف على العود.

إدمان الأفيون

الشيخ عبدالصمد نالته العديد من الشائعات والتي كان من أهمها زواجه من الفنانات، ولكن هذه الشائعات لم تحزنه ولم يلتفت لها، ولكن ما أحزنه وآلمه الشائعة التي انتشرت في الثمانينيات والتي تحدثت عن أن الشيخ مدمن للأفيون وهذا ما أحزنه للغاية وأثر في نفسيته.

المرض والوفاة

تمكن مرض السكر منه وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد والالتزام في تناول الطعام والمشروبات ولكن تزامن الكسل الكبدي مع السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين الخطيرين وتعرض إلى حادث قبل وفاته ببضعة شهور حيث اصطدمت سيارته بإحدى السيارات الضخمة التي كانت تحمل ألواحا من الخشب، وهو ما إصابة بجروح نافذة أثرت عليه بشكل كبير لإصابتة السابقة بالسكر وبمرض الكبد، وهو ما جعله يركض في أحد مستشفيات القاهرة بضعة أسابيع، قبل أن يقرر أبنائه السفر به إلى العاصمة البريطانية لندن لعلاجه هناك، وظل الشيخ قرابة الشهر هناك إلى أن شعر أن الأجل قد حان فأمر أبناءه بأن يعودوا به إلى مصر ليلقى ربه بعد عودته بثلاثة أيام تقريبًا.

توفى الشيخ يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988م، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي، فحضر تشييع الجنازة كثير من سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره في مجال الدعوة بكافة أشكالها. وشيعه مئات الآلاف من محبيه إلى مثواه الأخير وهو فى عمر 61 عاما قضاه في خدمة كتاب الله.






كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة