Close ad

هدية مصر للعالم فى القرن الحادى والعشرين

20-7-2016 | 21:05
هدية مصر للعالم فى القرن الحادى والعشرينالمتحف المصري الكبير
الحسين عبد البصير
تدخل مصر القرن الحادى والعشرين متحفيًا بثقلها الحضارى والثقافى اللذين ليس لهما مثيل فى العالم كله بافتتاح المتحفين التوأمين: المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، والمتحف المصرى الكبير بصحراء الأهرام كأعظم مشروعات القرن الثقافية، وتطوير وتحديث المتحف الأم المتحف المصرى العريق بميدان التحرير.
موضوعات مقترحة


ويعد المتحف القومى للحضارة المصرية أحد أهم المشروعات الرئيسية التى تتبناها وزارة الآثار المصرية ومنظمة اليونسكو.
ويقع المتحف على بحيرة عين الصيرة التى سوف تشكل جزءًا من بانوراما المتحف. وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 28 فدانًا إلى الآن، ومن المخطط زيادة مساحته إلى 70 فدانًا. ويتكون المتحف من مبنى الاستقبال ومبنى صالات العرض المتنوعة.

وسوف يعرض المتحف أربع مجموعات: أولاً: قلب المتحف، ويشمل العرض الرئيسى للمتحف الذى يبرز أهم إنجازات الحضارة المصرية فى تسلسلها الزمنى. ويستطيع الزائر من خلاله أن يكون فكرة متكاملة عن الحضارة المصرية وأهم ملامحها الأساسية من عصور ما قبل التاريخ مرورًا بالعصر الفرعونى والعصر اليونانى-الرومانى والعصر القبطى والعصر الإسلامى والعصر الحديث إلى العصر المعاصر.

ثانيًا: العرض الموضوعى، ويشمل ستة موضوعات رئيسية: فجر الحضارة، والنيل، والكتابة، والثقافة المادية، والدولة والمجتمع، والفكر والمعتقدات الدينية.

ثالثًا: عرض المومياوات الملكية، ويمثل محور الجذب الأساسى فى المتحف؛ حيث يستطيع الزائر أن يرى ملوك وملكات مصر الذين طالما حلم برؤيتهم وجهًا لوجه. وتتلخص فكرة العرض فى تقديمهم بما يليق بمكانتهم الكبيرة بعيدًا عن عرضهم كمومياوات فقط.

رابعًا: عرض قمة البانوراما فوق المتحف، وسوف يشمل عرض تاريخ موقع القاهرة منذ أقدم العصور بأحدث وسائل العرض المتحفى الحديثة.

وخلاصة القول إن رسالة مصر للعالم من خلال هذا المتحف العالمى الفريد أن نهر العطاء الحضارى المصرى للعالم لم ولن ينقطع يومًا، وأن حضارة مصر العريقة قامت ولاتزال على الإبداع المتواصل والإيمان العميق والإخاء والتكافل والتسامح وحب الإنسان المصرى العظيم مبدع تلك الحضارة العريقة لكل ما يقوم به من أعمال جليلة.

وسوف يكون المتحف المصرى الكبير بصحراء الأهرام أكبر وأهم متحف للآثار المصرية فى العالم؛ ونظرًا لأهمية وعظمة وروعة وسحر آثار مصر؛ فسوف يكون بالتبعية أكبر متحف للبشرية وقبلة الزوار من كل مكان فى العالم.

ويقع المتحف على مساحة 117 فدانًا؛ واختير موقعه بعناية فائقة حتى يكون على مقربة من أهرام الجيزة وتمثال "أبوالهول" العظيم، التى تمثل علامات حضارية مضيئة على وجه الزمن منذ أقدم العصور إلى وقتنا الحالى.

وسوف يشكل المتحف مع أهرام الجيزة وحدة بانورامية رائعة؛ إذ سوف يتم الربط بين المنطقة الأثرية العالمية بالمتحف العملاق حتى يتسنى للزائر رؤيتهما والإحساس بعظمة الحضارة والمتحف معًا.

ومن خلال هذا المتحف، سوف يطالع زائره مجموعات فريدة ومتنوعة من الآثار المصرية القديمة التى تمتد زمنيًا من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالمرحلة الفرعونية، وصولاً إلى المرحلة اليونانية-الرومانية. ودون شك سوف تكون أروع مجموعات هذا المتحف العالمى هى مجموعة الفرعون الذهبى الملك الصغير "توت عنخ آمون"، فضلاً عن تمثال فرعون مصر الأشهر نجم الأرض الملك رمسيس الثانى -الذى كان مقامًا فى ميدان رمسيس- الذى سوف يحتل مكانًا بارزًا فى المتحف بما يليق بمكانة الملك رمسيس التاريخية المهمة. وسوف يربط المتحف بعدد من المتاحف العالمية.

وتطرح مصر عبر هذا المتحف من خلال الفن المصرى القديم رؤيتها ورسالتها كمبدعة للحضارة ممثلة فى الكتابة والثقافة والفلسفة والفنون والآداب وغيرها الكثير، مؤكدة للعالم أجمع أن مصر الحضارة التى كانت وأبدعت أصل كل شىء لن ترضى لنفسها مكانة أقل من تلك التى أحرزتها قديما كأعظم قوة حضارية وعسكرية ضاربة سادت العالم القديم كله بالعلم والعدل والحكمة فأصبحت بجدارة سيدة للعالم القديم.

وسوف يخصص المتحف المصرى بميدان التحرير لتاريخ الفن المصرى القديم، وسوف تعرض به مجموعة فريدة ومحدودة من الآثار المصرية القديمة بعد أن يتم تطويره وتحديثه وفقًا لأحدث وسائل العرض المتحفى العالمية بما يليق بتاريخه ومبناه الأثرى العريق والمتميز.
-----
د.الحسين عبد البصير
(روائي وباحث أثري مصري)
كلمات البحث
اقرأ ايضا: