الرئيس السيسي و«مارك روته» يتوافقان على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف لقطاع غزة | الرئيس السيسي يحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي | الرئيس السيسي يناقش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي الوضع بقطاع غزة وجهود مصر لوقف إطلاق النار | وزيرالاتصالات: لا بد من حوكمة البيانات وتوافر الكفاءات الرقمية لجذب الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى | هالة السعيد: الدولة تحرص على تحفيز مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار | رئيس الوزراء يستعرض مع وزير المالية مقترح وثيقة السياسة الضريبية لمصر 2024 – 2030 | رئيس مركز المؤتمرات يبحث إقامة معرض مصري صيني بالقاهرة للتصدير لإفريقيا | آخرها الامتناع عن شراء الأسماك.. هل تنجح حملات المقاطعة في خفض الأسعار؟ | خلال حملة أمنية بدمياط.. ضبط أكثر من 20 كيلو مواد مخدرة وأسلحة نارية | تنفيذ 746 حكما قضائيا وضبط 5 تجار مواد مخدرة في حملة للأمن العام بأسوان |
Close ad

السلطان ناصر الدين محمود يكتب المصحف ليعيش بثمنه

1-7-2016 | 16:18
السلطان ناصر الدين محمود يكتب المصحف ليعيش بثمنهأرشيفية
منير عتيبة
الحاكم شخص مسكين مبتلى، لأنه يحتاج لأن يبذل جهدًا أضعاف أضعاف الآخرين فى المعركة الإنسانية الكبرى وهى جهاد النفس.. فالمغريات حوله أكثر، وأهمها السلطة، فالإحساس بالسلطة يمكن أن يجعل الحاكم يشعر بأنه ممثل الإله على الأرض، ثم ظل الإله فى الأرض، ثم هو إله الأرض نفسه، قد يزين له البعض ذلك، وقد تزينه له نفسه، لكن النتيجة واحدة، وهو وحده من سيتحمل عواقبها أمام الله قبل التاريخ.
موضوعات مقترحة


لذلك أنا لست مع أهل الخير الذين يفضلون الابتعاد عن السلطان تجنبا للشبهات؛ لأن هذا لن يساعده على عمل الخير، وسيترك مساحة أكبر لأهل الشر للتأثير فيه.. ولست مع من يقولون إن الحاكم العادل الكامل لم يعد له وجود منذ مات عمر بن الخطاب، فالتاريخ يقدم لنا أمثلة كثيرة فى كل زمان ومكان لمثل هؤلاء الحكام الذين اجتهدوا ليكونوا مثلًا عليا للحاكم الذى يتمناه أى شعب.

لكني أحب أن أنبه أن المحكومين عليهم دور كبير في صنع صورة حاكمهم، هم الذين يستطيعون مساعدته؛ لأن يكون عمر بن الخطاب آخر، أو فرعون جديد.. فقد قال أحدهم لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه: لماذا لا تكون مثل عمر بن الخطاب؟ فقال الإمام كرم الله وجهه: لأن عمر بن الخطاب كان يحكم من هم مثلي، وأنا أحكم من هم أمثالكم.

ومن الصور المشرقة التى يقدمها لنا التاريخ السلطان ناصر الدين محمود الذى جلس على عرش دهلى بالهند سنة 644هـ حتى سنة وفاته 664هـ. وقد ذكرت قصته كاملة فى الجزء الأول من كتاب (المسلمون فى الهند من الفتح العربى إلى الاستعمار البريطانى) لنظام الدين أحمد بخشى الهروى، ترجمة د.أحمد عبد القادر الشاذلى، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، سنة 1995م.

خرج السلطان ناصر الدين فى إحدى الحروب وترك نائبًا له فأوصاه قائلا: "إننى جعلتك نائبى، وأسلمت أمور السلطنة لك، فلا تفعل الأمر الذى تعجز عن الرد عليه أمام الله تعالى، ولا تخجلنى وتخجل نفسك".

كان السلطان ناصر الدين يكتب بيده كل سنة مصحفين، ويبيعهما، ويصرف ثمنهما على قوته الخاص، وعرف أن أحد الأمراء اشترى مصحفًا بثمن مبالغ فيه، فغضب، وأعاد إليه فارق السعر، وأصبح يبيع المصاحف سرًا بثمن محدد.

كان السلطان يعيش وزوجته بدون جارية أو خادمة، فطلبت منه زوجته شراء جارية لتساعدهما فى أعمال البيت الشاقة، فقال لها: "إن بيت المال حق لعبيد الله، وليس لي، فليعطنا الله وأشترى، فاصبري ولسوف يجزيك الله تعالى أحسن الجزاء فى الآخرة".
--------

منير عتيبة
(كاتب وباحث مصري)
كلمات البحث
اقرأ ايضا: